Tunis-New
Tunis-New
أعمدة

تواصل: لقطة عمانية بموسم رابع !

19 يونيو 2018
19 يونيو 2018

تونس المحروقية -

hlaa202020 @ -

تقترب فترة الأعياد فتغدو وسائل التواصل الاجتماعي في السلطنة مساحة جميلة لنشر صور استعدادات العيد من حيث شراء مستلزماته من مختلف المراكز التجارية إضافة إلى تجوال محبب في بعض الأسواق التقليدية الشهيرة التي تسبق مرحلة العيد بثلاثة أيام أو أكثر والتي يطلق عليها محليا “ الهبطة “ وفي هـذه المساحة يظهر تفنن محترفي التصوير ومبتدئيه في التقاط صور عديدة توضح الارتباط بين العادات والموروث الشعبي الخاص بالعيد والحـداثة التي تزدهر مع الحياة العصرية التي يعيشها المواطنون في السلطنة.

يأتي العيد فيهل معه الوسم الأبرز منذ عدة أعياد وهو #لقطةعمانيةفي_العيد والذي تصدر قائمة الوسوم الأكثر تداولا في تويتر في السلطنة خلال فترة أيام عيد الفطر، إذ أن كل عيد يضاف للوسم رقم ليظهر أن هذا الوسم قد تم استخدامه خلال الأعياد السابقة لكن ربما لأن الاسم مميز وله دلالات متعلقة بفكرته لذا لم يتم الاستغناء عنه ، بل تمت إضافة رقم 4 في وسم هذا العيد ليظهر وكأن الوسم في موسمه الرابع.

إن فكرة هذا الوسم كما تتبين لمن يتابعه تتلخص في أن يقوم مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بتصوير لقطة من لقطات العيد في الولاية التي ينتمون إليها مع كتابة تعليق يوضح فكرة تلك الصورة ليمتلئ بعدها هذا الوسم بكم هائل من الصور التي تختلف زواياها ومواقعها وشخوصها وتجمعها فكرة طقوس العيد في السلطنة .

في اليوم الأول للعيد وجد المتصفح أن أغلب الصور المتداولة في هذا الوسم عبارة عن استعراض ملابس العيد الزاهية الألوان سواءً بصور كلية للمستخدم وهو مرتدٍ لملابسه الجديدة أو بصور جزئية من مجمل الملابس وهذه عادة ما تقوم بها بعض النساء لإظهار أناقتها دون أن تضطر أن تعرض صورة وجهها وجسدها ، كما يمتلئ الوسم بتصوير عدد كبير من المستخدمين لأطفالهم وهم في كامل أناقتهم وظاهر فخامة ملابسهم في ركن من المنزل يظهر عليه الترف والذي قد يجعل بعضا ممن ليس لأطفاله ملابس بنفس مستوى الأناقة أو منزل بنفس مستوى الرفاهية أن يتردد قليلا قبل أن يبث صور أطفاله ، سيتساءل أحدهم هل هي مسابقة لصور الأطفال أم لقطة لطقوس العيد ؟ ولكن لا رد ، فالوسم مفتوح لنشر كل ما يعتبر ممثلا للعيد بمختلف طقوسه ومباهج احتفاليته .

لم ينس المستخدمون من الذكور أن يلتقطوا صورا لهم وهم في مصلى العيد قبل الصلاة مع أحبائهم وجيرانهم وبملابسهم التي يظهر عليها أنها خرجت للتو من أكياسها الجديدة ، ثم واصلوا تصوير صورة تجمع المصلين وهم يصلون ثم صورة جماعية للعائلة بمختلف درجات قربها ليظهروا “العزوة“ التي لديهم وأن عائلتهم كبيرة وممتدة لدرجة وضوح تباين الأعمار فيها والأجيال التي تشملها ، تشاهد كمستخدم كل ذلك ثم لن تجد تعليقا غير قول: تبدو الصورة جميلة أو ما شاء الله ثم تمضي لغيرها في نفس الوسم .

شاهد المتصفح في هذا الوسم صورا للعادات العمانية في العيد ابتداءً من الفنون الشعبية التي يتم إحياؤها في مختلف ولايات السلطنة وتعرف على تلك الفنون التي ربما لم يشاهدها في محافظته ، كما تعرف على مختلف الوجبات التي تقدم في العيد مثل “ المقلاي ، والمشاكيك ، والشواء “ ومختلف الطرق في إعداد هذه الوجبات واختلاف الأيام التي يتم تناولها فيها ، ستشعر كمستخدم في هذا الوسم أنك في بث بالصور والكلمات لما يحدث في مختلف المحافظات في السلطنة وربما تزيد حصيلة معرفتك عن طقوس العيد في السلطنة ، كما ستلاحظ كثرة التساؤلات التي ترد من مواطني الدول العربية عن مختلف الطقوس والكلمات المستخدمة في الوسم وستقول يبدو أن هذا الوسم يروج لسياحة الأعياد في السلطنة وتقول لم لا ولدينا كل هذا الموروث التراثي والثقافي؟

ستلفتك مشاركة العمانيين المبتعثين للدراسة في الخارج في الوسم ومحاولتهم الاحتفال بالعيد بالطريقة العمانية في بلدان ابتعاثهم وذلك كما تظهر الصور التي يشاركون فيها المتضمنة إعدادهم وتقديمهم للوجبات العمانية المرتبطة بالعيد لزملائهم الأجانب من دول الابتعاث، ستبهجك الصور وتتمنى لهم التوفيق ، كما سترى صور بعض ممن لم يستطيعوا أن يحظوا بإجازة خلال أيام العيد بسبب طبيعة عملهم كالعاملين في المؤسسات الصحية والأمنية والعسكرية وحقول النفط وغيرها من المهام سترى بعضهم وهم يضعون صورهم وهم في أماكن عملهم ملبين نداء الوطن ويكتبون عبارات ذات دلالات تعبر عن فكرة أنهم وإن كانوا يرغبون في قضاء العيد مع أسرهم لكنهم سعيدون بأنهم في أماكن عملهم ليخدموا وطنهم.

سيلفتك أن بعض حسابات المؤسسات الحكومية الرسمية تشارك في هذا الوسم خصوصا تلك المتعلقة بالسياحة والإعلام وغيرها وكأن هذا الوسم حظي باعتراف من المؤسسات الرسمية وأصبحت لا تمانع في أن توصل رسائلها للمستهدفين عن طريقه .

ستظل مشدوها بكل ما يعرض في هذا الوسم في مختلف مواسمه ، وستجد نفسك تعود إليه في نهاية كل يوم من أيام العيد لترى ما استجد فيه، ستستمر في مشاهدة نفس الموضوعات من مستخدمين متعددين ومن محافظات مختلفة ، وربما ستشارك بما لديك من صور صورتها بهاتفك ، مرددا في داخلك لا بأس في أن أشارك في هذا الوسم وأنا أعي أن أغلب اللقطات متكررة الفكرة ، وجديدة فقط من حيث التقاطها وارتباطها بموسم رابع ظاهره مختلف وباطنه بهجة متجددة لا تمل !