YEMEN-CONFLICT
YEMEN-CONFLICT
آخر الأخبار

مواجهات عنيفة شرقي صنعاء و الحديدة تستعد لحرب شوراع والمبعوث الأممي يغادر بخفي حنين

19 يونيو 2018
19 يونيو 2018

مأرب (اليمن)/١٩ يونيو ٢٠١٨/  اندلعت، اليوم مواجهات عنيفة بين الجيش اليمني و الحوثيين، في مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء، تزامناً مع معارك الحديدة غربي البلاد.

وقال صالح القطيبي، نائب رئيس المركز الإعلامي للقوات الحكومية، إن مواجهات عنيفة اندلعت، اليوم، في عدة جبهات بنهم ولفت القطيبي، إلى أن الجيش استعاد مواقع عسكرية بينها تلال في منطقة المدفون، وتلال النهدين، وأجزاء من جبل قرن ودعة (الاستراتيجي)، وهي مناطق شهدت معارك عنيفة الأشهر الماضية.

وأضاف أن المعارك أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين، فضلاً عن أسر 6 مسلحين.

وأشار إلى أن الجيش يقصف بكثافة مواقع الحوثيين في مختلف جبهات المديرية، ما أسفر عن خسائر كبيرة في صفوف مسلحيها.

وتأتي هذه المواجهات تزامناً مع معارك عنيفة بين الجيش اليمني مسنوداً بالتحالف العربي، وبين مسلحي الحوثي في محافظة الحديدة وعلى امتداد الساحل الغربي للبلاد.

  وتستعد مدينة الحديدة اليمنية لحرب شوارع، يقول احمد، وهو شاب يقيم في منطقة مجاورة لمطار المدينة حيث تدور معارك منذ نحو أسبوع، من النزوح نحو منطقة اكثر أمنا، او باتجاه مدينة اخرى.

أصرّ أحمد منذ بداية هجوم قوات الحكومة لاستعادة المدينة من أيدي الحوثيين على البقاء في منزله أملا في تسوية سياسية تجنّب المدينة الحرب، الا ان آماله تضاءلت  مع اشتداد حدة المعارك.

وقال "أصوات الاشتباكات العنيفة لا تتوقف" منذ الصباح، مضيفا "هناك عائلات تحاول الخروج ولم تتمكن من ذلك".

ووصف أحمد كيف أنه قضى الاسبوع الماضي متحصنا في غرفة الجلوس قرب نافذة يتابع منها أصوات المعارك القريبة. وكلما سقطت قذيفة في مكان قريب، طارت ذعرا العصافير التي تعيش على سطح المبنى الذي يسكنه، قبل العودة الى مكانها.

واندلعت صباح اليوم معارك عنيفة في محيط المطار غرب اليمن بعدما بدأت قوات الحكومة عملية جديدة تهدف الى اقتحامه، مدعومة بغارات مكثّفة تشنها طائرات التحالف العسكري على مواقع للحوثيين فيه، بحسب مصادر عسكرية.

وقال أحمد ان هذه الاشتباكات هي "الأعنف" منذ الاربعاء الماضي.

وعلى غرار أحمد، راهن العديد من سكان المدينة المطلة على البحر والبالغ عددهم نحو 600 ألف نسمة، على التوصل الى تسوية سياسية خلال زيارة لمبعوث الامم المتحدة لليمن مارتن غريفيث الى صنعاء الخاضعة أيضا لسيطرة الحوثيين.

لكن الآمال تضاءلت مع اعلان الحوثيين خلال لقائهم غريفيث نيتهم التصعيد، وتأكيد التحالف على انه لن يقبل الا بانسحاب غير مشروط  من المدينة الساحلية، ما أثار خشية السكان من دخول الحرب الى شوارع المدينة.

وبحسب أحد سكان مدينة الحديدة، فان الحوثيين عمدوا منذ الاثنين الى "قطع شوارع رئيسية في المدينة بالسواتر الترابية وحاويات النفايات الفارغة".

وأضاف مفضّلا عدم الكشف عن اسمه خشية تعرضه للاعتقال "حفروا  خنادق في الشوارع بعمق لنحو مترين".

وتابع "الحركة في المدينة اليوم تبدو شبه مشلولة".

وذكر شخص آخر من سكان المدينة ان "الوضع متوتر جدا"، مشيرا الى ان الحوثيين "يمنعون أي شخص من استخدام هاتفه للتصوير في الشارع، ويسألون المارة عن أماكن توجههم".

وقال رب أسرة انه شاهد دبابتين متمركزتين عند أحد المداخل الشرقية للمدينة.

من جانبه  أعرب مبعوث الامم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث الذي غادر اليمن في وقت لاحق عن أمله في أن تستأنف في يوليو المقبل مفاوضات السلام بين اطراف النزاع في هذا البلد، كما افاد دبلوماسيون.

وأوضح دبلوماسيون طالبين عدم نشر اسمائهم إن غريفيث أبلغ أعضاء المجلس الـ15 خلال جلسة مغلقة أن "كل الأطراف ملتزمون" استئناف الحوار السياسي.

وقال أحد هؤلاء الدبلوماسيين إنه "نتيجة لذلك، هناك نية باستئناف المفاوضات سريعا جدا، وسيكون أمرا مثاليا ان تعقد جولة اولى في يوليو المقبل.

ومفاوضات السلام بين الحكومة اليمنية و الحوثيين متوقفة منذ حوالى سنتين.

بدوره قال مساعد السفير الروسي لدى الامم المتحدة ديمتري بوليانسكي للصحافيين إن "الحل السياسي يبقى الطريق الوحيد" لانهاء الدائر في اليمن.

ورفض بوليانسكي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الامن خلال حزيران/يونيو الجاري الادلاء بأي تفاصيل بشأن إطار مفاوضات السلام المرتقبة.

من جهته قال دبلوماسي ثان لفرانس برس طالبا بدوره عدم نشر اسمه ان المفاوضات ستعقد "في اطار احترام سيادة واستقلال" اليمن، مع "التزام الاطراف الحفاظ على علاقات ودية" ورفضهم أن "يتم استخدام الأراضي اليمنية لشن هجمات".

وأضاف إنه سيتم إشراك "المجتمع المدني" في هذه المفاوضات وستكون هناك حصة "لا تقل عن 30% للنساء"، سواء في المفاوضات او في الحكومة المفترض ان تنبثق عنها لاحقا.

وأوضح الدبلوماسي أن المفاوضات سترمي الى "إرساء عملية انتقال سياسي ترتكز الى سيادة" اليمن، كما سيتم الاتفاق على "ترتيبات امنية" و"مراجعة دستورية" وتحديد مسار انتخابي واجراء "مصالحة وطنية".

ولفت الى انه "سيتم أيضا تشكيل مجلس عسكري وطني" ستكون اولى مهامه الاشراف على "اعادة انتشار المجموعات المسلحة".

وبحسب المصدر نفسه فإن غريفيث يعتبر ان هناك حاليا "فرصا" لانتزاع تنازلات من أطراف النزاع، مع اعترافه في الوقت نفسه بأن المعارك الدائرة في مدينة الحديدة تصعّب هذه المهمة.

وعقد مجلس الامن جلسته المغلقة بعدما أكّدت الامارات، الشريك الرئيسي في التحالف العسكري في اليمن، ان الهجوم باتجاه ميناء الحديدة لن يتوقف الا اذا انسحب المتمردون من المدينة من دون شرط.

وتتسابق التطورات العسكرية مع جهود غريفيث للتوصل الى تسوية، في مسعى وصفته أبوظبي بـ"الفرصة الاخيرة".