1367192
1367192
العرب والعالم

التحالف العربي يقصف مواقع لـ«أنصار الله» في مطار الحديدة ويحثهم على الانسحاب

18 يونيو 2018
18 يونيو 2018

المفوض السامي لحقوق الإنسان قلق من تعرض ملايين المدنيين للخطر -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد - وكالات -

قصفت طائرات التحالف بقيادة السعودية مواقع لـ(أنصار الله) المتحصنين في مطار الحديدة باليمن أمس فيما قال مسؤول كبير في التحالف إنه يأمل أن تقنع جهود دبلوماسية من الأمم المتحدة (أنصار الله) بالتخلي عن المدينة لإنقاذ سكانها.

وهناك مخاوف من أن يؤدي طول أمد القتال في المدينة إلى تفاقم أكثر الأزمات الإنسانية إلحاحا في العالم. ويحاول أنصار الله حماية خطوط الإمدادات الحيوية لهم من الميناء المطل على البحر الأحمر لمعقلهم في العاصمة صنعاء.

وشن التحالف العربي هجوما على الحديدة قبل ستة أيام لترجيح كفة الحرب لصالحه.

وتدخل التحالف في حرب اليمن في 2015 لإعادة السلطة للحكومة المعترف بها دوليا بعد أن أجبرها (أنصار الله) على مغادرة البلاد. وتقود الإمارات، هجوم الحديدة الذي يركز حاليا على مطار المدينة المطلة على البحر الأحمر.

وقال سكان إن طائرات هليكوبتر من طراز أباتشي أطلقت النار أمس مستهدفة قناصة ومقاتلين على أسطح المباني في حي المنظر المجاور لمجمع المطار. وقالوا إن المسلحين أغلقوا الطرق المؤدية للمطار.

وذكر تلفزيون (المسيرة) التابع لـ(أنصار الله) أن التحالف شن ست ضربات جوية على حي الدريهمي في محيط الميناء.

وتسبب تصاعد القتال في إصابة عشرات المدنيين ومنع منظمات الإغاثة من الوصول لمناطق في المدينة. وقال مسؤول إماراتي أمس: إن التحالف يتبع نهجا محسوبا وتدريجيا في المعركة لتقليل المخاطر على المدنيين وإنه يترك لـ(أنصار الله) طريقا للفرار إلى صنعاء.وقال قرقاش: إن التحالف خطط هجومه بما يراعي التحديات الإنسانية مشيرا إلى أن النهج المتبع منهجي وتدريجي ومحسوب للسماح لـ(أنصار الله) بفعل الصواب وهو اتخاذ قرار الانسحاب غير المشروط.

وأضاف قرقاش أن أيام (أنصار الله) في الحديدة صارت معدودة وأنها تحتاج لأن تكون أقصر ما يمكن لإنقاذ السكان.

وقال: إن التحالف يعول على جهود مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن جريفيث للتوصل لاتفاق مع (أنصار الله) ليخلوا الحديدة.

وعاد جريفيث إلى صنعاء يوم السبت الماضي. وقالت جماعة (أنصار الله) ومكتب الأمم المتحدة في صنعاء إنه سيبقى حتى (اليوم الثلاثاء) بعد أن قال إنه سيغادر (الاثنين) في إشارة لتقدم محتمل في النقاشات التي يجريها.

وقال قرقاش إنه يقدر عدد المقاتلين التابعين لـ(أنصار الله) في الحديدة بما يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف ووصفهم بأنهم مسلحون دون زي عسكري يعمل غالبيتهم في مجموعات صغيرة ويستخدمون القناصة والألغام. ورفض الكشف عن حجم قوات التحالف ولكنه قال إن لها التفوق العددي.

وعن دور إيراني محتمل على الأرض في هذه الحرب، قال الوزير الإماراتي «لا معلومات لديّ، لكن الأكيد أن (إيران) تقدم لهم مساعدة سياسية وإعلامية»، مشددا في الوقت ذاته على أن تهريب السلاح في الوقت الحالي ليس ممكنا.

في الأثناء، عبر الأمير زيد بن رعد الحسين المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أمس عن قلقه البالغ من الهجوم الذي قال إنه يعرض ملايين المدنيين للخطر.

وقال في افتتاح جلسات تستمر ثلاثة أسابيع لمجلس حقوق الإنسان في جنيف «أؤكد على قلقي العميق حيال الهجمات الدائرة التي يشنها التحالف بقيادة السعودية والإمارات على الحديدة التي قد تتسبب في خسائر كبيرة بين المدنيين وقد يكون لها أثر كارثي على إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة لملايين الأشخاص والتي تأتي عبر الميناء».

وكان التحالف العربي قال إن بإمكانه السيطرة على الحديدة بسرعة بما يمنع عرقلة وصول المساعدات وإنه سيركز على السيطرة على المطار والميناء لتجنب الدخول في معارك في الشوارع.

لكن التحالف لم يحاول من قبل السيطرة على مدينة كبرى شديدة التحصين منذ أن تدخل في الحرب قبل ثلاث سنوات وتخشى منظمات الإغاثة أن يطول أمد معركة الحديدة.

وسيتسبب ذلك في مزيد من المعاناة للمدنيين الذين يعانون بالفعل من أثر الضربات الجوية وحصار الموانئ والجوع وانتشار الكوليرا.

وقال يحيى الطناني إنه ترك حي المنظر هو وأسرته قبل ثلاثة أيام وساروا لمسافة ثلاثة كيلومترات وهم يختبئون خلف الجدران وتحت الأشجار لتجنب الضربات الجوية قبل أن يعثروا على مأوى في مزرعة سمكية. وبقي آخرون في منازلهم لرعاية أفراد أسرهم وماشيتهم.

وقال «قالوا لنا إن بعض منظمات الإغاثة سترسل حافلات ثم قالوا لا يمكن لحافلات أن تدخل أو تخرج. فبدأنا نمشي حاملين أطفالنا ونجلس بين الحين والآخر لنستريح فيما حلقت الأباتشي فوق رؤوسنا. كنا خائفين إذ لم نعلم إن كنا سنتعرض لإطلاق النار».

وأضاف وهو جالس على الأرض في فصل فارغ في مدرسة تستخدم لإيواء النازحين من القتال «الآن نحن في هذه المدرسة دون حشايا ولا كهرباء ولا ماء ولا حمامات، لا شيء. ولدينا أطفال يحتاجون لعلاج وغذاء وأي شيء لكن ليس لدينا أي شيء».

ونام أطفال على أرض الفصول الخاوية فيما جلس آخرون في الساحة في يأس حيث تناثرت حولهم بعض الملابس والأغطية على الشرفات والمكاتب.

وتضم مدينة الحديدة ميناء رئيسيا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة إلى ملايين السكان في البلد الذي يعاني من أزمة إنسانية كبيرة ويهدد شبح المجاعة نحو 8 ملايين من سكانه.

من جهتها، دعت الحكومة اليمنية «الشرعية» جماعة «أنصار الله» إلى التجاوب مع جهود الوساطة التي يقودها المبعوث الأممي مارتن غريفيث وعدم الاستمرار في التعنّت في مواقفها والانسحاب الكامل والفوري من ميناء ومحافظة الحديدة وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسّطة والصواريخ وخرائط الألغام البرية والبحرية، مؤكدةً أنها «تراقب عن كثب تطورات الزيارة التي يقوم بها المبعوث الأممي إلى صنعاء في إطار جهود الوساطة لإقناع الميليشيات بالانسحاب من مدينة وميناء الحديدة سلمياً».

والتقى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث والوفد المرافق له مساء أمس الأول، رئيس مجلس الوزراء «في حكومة الإنقاذ الوطني غير المعترف بها دولياً» الدكتور عبد العزيز بن حبتور.

وأفادت وكالة الأنباء اليمنية «التي يديرها أنصار الله» بأنه جرى خلال اللقاء «استعراض الأوضاع الراهنة التي يمر بها اليمن وبوجه خاص ما يتعلّق بتصعيد التحالف في الساحل الغربي، وانعكاسات ذلك على الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي في اتجاه السلام المنشود للشعب اليمني وإنهاء مأساته الإنسانية الكبيرة».