صحافة

قمة تاريخية أذابت الثلوج بين ترامب وكيم

18 يونيو 2018
18 يونيو 2018

بعد عقود من التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية، على خلفية عدد من الملفات أبرزها طموحات بيونج يانج النووية، ظهرت بوادر لإذابة الثلوج المتجمدة من خلال أول قمة تاريخية اجتمع فيها الرئيسان: الأمريكي دونالد ترامب، والكوري الشمالي كيم جونغ أون وجها لوجه، وهي التي مثلت تحولا كبيرا في العلاقات بين البلدين اللذين تبادلتا حربا كلامية خلال الأعوام الماضية، وكان اللقاء جيدًا للغاية، حيث أعرب الزعيمان عن رغبتهما في تطوير تعاون وثيق بينهما.

احتلت صورة الزعيمان ترامب وكيم صدر الصفحات الأولى للصحف البريطانية مع تقارير وتعليقات وتحليلات سياسية. صحيفة «ديلي تليجراف» نشرت صورة كبيرة الحجم للرجلين أثناء القمة مع عنوان «ترامب وكيم يظهران للعالم أنهما أفضل الأصدقاء».

ووصفت الصحيفة اللحظة التي يضع فيها ترامب يده على كتف كيم ويشير بالأخرى إلى الصحفيين، بأنها صورة تبدو متناقضة تماما مع كل ما يتم تداوله بل تبدو متناقضة مع أي منطق قبل أشهر قليلة.

أما صحيفة «التايمز» فنشرت الصورة نفسها بشكل يقترب أكثر من توضيح حقيقة الألاعيب السياسية حيث يقول العنوان: «لا ألاعيب أكثر من ذلك: ترامب يمنح كيم طريقا للسلام»، مع التركيز على ما أمر به ترامب بشكل مفاجئ بتعليق المناورات العسكرية التي تجريها بلاده مع الجيش الكوري الجنوبي في بادرة لإظهار النوايا الحسنة للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وهي المناورات التي كانت تشكل دوما مثارًا للقلق لنظام بيونج يانج. وفي السياق نفسه نشرت صحيفة «الفاينانشيال تايمز» صورة للقمة على صفحتها الأولى تحت عنوان «إلى الأمام معا: ترامب وكيم يدشنان مستقبلا جديدا خلال قمة تاريخية».

أما صحيفة «الجارديان» فقد نشرت تحليلا للقمة كتبه ريتشارد وولف، طالب فيه القارئ أن ينظر بشكل محايد وأمين إلى القمة، مشيرا إلى أن مشهد القائدان وهما يتحاوارن ويتبادلان الأفكار على طاولة الحوار أفضل كثيرا من أي بديل آخر، وذلك بغض النظر عما يمكن أن ينتج عن هذه القمة.

واعتبرت الصحيفة أن الحوار مع الزعيم الكوري الشمالي أفضل من الاستمرار في عزله عن العالم حتى ولو كان هذا الحوار محكوما عليه بالفشل، كما يشير إلى الجانب الأمريكي حيث إنها تقبع حاليا تحت إدارة ترامب الذي لا يثق فيه أحد ولا يمكنه أن يعرف حليفه من عدوه.

ويسلّط الكاتب الضوء على سلوك ترامب مشيرا إلى أنه أعلن قبل بداية اللقاء مع كيم جونج أون أن القمة ناجحة كما أعلن في أعقاب لقائه أسوأ ديكتاتور في العالم أنه «تشرف بمقابلته»، معتبرا أن سلوك ترامب السيئ يمكن أن يكون في صالح البشرية طالما لم يدفع الأمور ناحية الحرب، وطالما كان بالإمكان إصلاح الأخطاء.

أما صحيفة «الصن» فقد اتخذت منحى آخر من خلال تحليل ما دار بين الزعيمين بعيدا عن ناقل الصوت في تقرير نشرته بعنوان «خبراء قراءة الشفاه يكشفون ما دار بين دونالد ترامب وكيم جونج أون خلال اللقاء التاريخي»، نقلت فيه عن خبير «لغة الجسد body language»، دارين سانتون قوله: ترامب حاول أن يأخذ زمام المبادرة بينما كان كيم في حالة استرخاء، لأن الأخير كان يشعر بأنه ليس لديه ما يقدمه.

وأشارت الصحيفة إلى تركيز خبير لغة الجسد على ترحيب الزعيمين بعضهما لبعض من خلال حركات الشفاه والنظرات المتبادلة، والمصافحة التي استغرقت 13 ثانية، ودعوة ترامب لكيم لاحتساء الشراب قبل البدء في القمة وترحيب كيم بذلك من خلال تحليل نظرات عينيه.

وفي بريطانيا قال وزير الخارجية بوريس جونسون: إن التزام كوريا الشمالية بنزع السلاح النووي إشارة إلى أن زعيمها «كيم جونج أون» انتبه أخيرًا للرسالة بعد اجتماعه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء تريزا ماي «نرحب بعقد الرئيس ترامب وكيم قمة بناءة، هذه خطوة مهمة نحو استقرار منطقة حيوية للنمو الاقتصادي العالمي».

وأضاف: «هناك عمل كثير ينبغي إنجازه، ونأمل أن يواصل كيم التفاوض بإخلاص نحو نزع السلاح النووي بشكل كامل قابل للتحقق ولا سبيل للرجوع عنه».

وفي ختام القمة وعد الرئيس الأمريكي ترامب بتطوير العلاقات الأمريكية - الكورية الشمالية سريعا، وأنه على استعداد لاستقبال كيم في البيت الأبيض، وأنه سيجتمع مع الزعيم الكوري الشمالي مرات عديدة في المستقبل.

ومن جانبه، أعرب الزعيم الكوري الشمالي عن شكره لترامب، قائلا: «توقيع هذه الوثيقة التاريخية ... يعلن عن بداية جديدة، وتغييرات كبيرة».