1365944
1365944
عمان اليوم

مواطنون يدعون إلى تشديد العقوبات ووضع تشريعات تحد من الظواهر غير الحضارية

17 يونيو 2018
17 يونيو 2018

ترك المخلفات والعبث بالمرافق العامة.. ظاهرتان مؤسفتان !

كتب : عامر الانصاري -

وأكياس البلاستيك والطعام وغيرها من المخلفات، مما يعكر راحة كل شخص غيور على وطنه أثناء بحثه عن المواقع الطبيعية الجميلة التي حبا المولى بها ارض السلطنة.

وقد تتعدد الملوثات من حيث مصادرها، فتلك المساحة الشاسعة التي تطل على بحر عمان وبحر العرب وفي اقصى شمال السلطنة على الخليج العربي، معرضة لعوامل طبيعية من جهة أخرى تبذل الجهات المعنية جهودا بارزة في نظافة الحدائق والمتنزهات والأماكن السياحية والأحياء السكنية والطرق والساحات العامة في كافة ولايات السلطنة ومن بين تلك الجهود التخلص من الأسماك النافقة على الشواطىء ، وأقرب مثال ما جرى في محافظة ظفار خلال إعصار «مكونو»، ومساهمات الأيادي البيضاء والجهات المعنية مباشرة من جهود عملت على إعادة الأوضاع إلى طبيعتها ومنح الأماكن المتأثرة جماليات ما كانت عليه واكثر. وهنا يتجلى الفارق الشاسع بين من يتعمد تشويه الأماكن الجميلة، ومن يساهم في المحافظة على جمالياتها، فإلى متى تتواصل تلك التصرفات المشينة، وإلى متى نشاهد المخلفات المرمية في الأماكن السياحية التي لا تتحلل حتى مع مرور السنين، ومتى سنتوقف عن الحديث عن هذا الموضوع والتذكير به والدعوة الى إيلائه الاهتمام الذي يستحقه؟

أمر مزعج

طرحت «عمان» موضوع التصرفات الفردية المتمثلة في ترك المخلفات أو تشويه الأماكن العامة، على مجموعة من المواطنين، إلى جانب عرض الموضوع على متابعي حساب الجريدة على منصة «انستجرام»، لمعرفة آرائهم واستعراض مقترحاتهم لإيجاد حل لهذه الظاهرة.

من ولاية وادي بني خالد، حيث الجمال والابداع الالهي في تشكيل وادي الولاية، قال المواطن حمود بن سالم النظيري: «الأماكن السياحية الجميلة في السلطنة كثيرة، وولايتي التي انتمي إليها وادي بني خالد احد اروع تلك الاماكن، وأرى في بعض الاحيان وجود مخلفات كثيرة في الاماكن التي يتخذها الشباب للجلوس والاستمتاع بروعة المكان، وهذا الامر حقيقة مزعج ويجب أن يعي كل فرد أهمية المحافظة على نظافة المكان، ولا أقول ذلك فقط لأنني من ابناء الولاية، الأمر مزعج بالنسبة لي حتى لو في مكان آخر، وقد يقول قائل بأن بعض الاماكن تخلو من مواقع رمي المخلفات، لكن ذلك ليس مبررا أبدا، فالأكياس التي جُلبت معهم واحتوت على أغراضهم هي نفسها تستطيع أن تحوي المخلفات لنقلها إلى سلات المهملات، فكثير من الاماكن الجميلة هي اماكن طبيعية وليست من صنع الانسان، وبعض تلك الاماكن يكون الوصول إليها صعبا، فليس من المعقول ان تكون هناك سلة مهملات في كل زاوية وكل شبر، فينبغي أن تكون النظافة مسؤولية الجميع».

تشديد العقوبات

أما سعيد بن خميس الشامسي من ولاية البريمي ويعمل معلما في محافظة ظفار، فقال: «كثير من الاماكن السياحية والطبيعية التي زرتها، ومنها مواقع في ولاية محضة بمحافظة البريمي، أو حيث أعمل في محافظة ظفار ذات الاقبال الموسمي، تكون المرافق العامة قليلة بها، لذلك يجد البعض أن ذلك مبررا لترك المخلفات في الاماكن التي يجلس عليها الناس دون رفعها، وهذا التصرف من وجهة نظري تصرف أصف أصحابه بالتخلف الفكري والثقافي، وأقترح أن يتم مكافحة هذه التصرفات بتكثيف جهود الرقابة التي تقوم بها الجهات المعنية بالنظافة في الأماكن السياحية، وتوفير خدمات تشعر السائح بالراحة ليتلمس مدى الاهتمام».

وتابع: «اللوم يقع على عاتق أفراد المجتمع وعلى الجهات المعنية، فالكل مسؤول، فلا يمكن لأي مواطن كان أن يرى تلك التصرفات ويسكت، وليس معنى ذلك الدخول في مشاجرات، إنما من خلال الكلمة الحسنة والتصرف الذكي، وكذلك على الجهات المعنية تشديد العقوبات وتغليظها لتكون عبرة ورادعة خاصة في ما يتعلق بالتخريب المتعمد للمرافق والممتلكات العامة».

البلد عنوان ساكنيه

ومن ولاية نزوى شاركنا الحديث مازن أمبوسعيدي وقال: «الاماكن السياحية متنوعة ومتعددة، ومنها الطبيعية والإنشائية، وأنا ازور العديد من تلك المواقع السياحية خاصة في ولاية نزوى وفي محافظتي مسقط وظفار، ولا تخلو بعض تلك المواقع من وجود المنغصات سواء ما يتعلق بترك المخلفات وكذلك الكتابة على الجدران وتخريب دورات المياه العامة»، مشيرا الى انه لا يمكن السكوت عن مثل هذه التصرفات، ويمكن للشخص عندما يجد أولئك المخالفين أو المخربين أن يتحدث اليهم بالحسنى والحديث الأخوي أو بالإبلاغ للجهات المعنية إذا ما كان الفاعل غير مبالٍ بالكلام الأخوي». وتابع مازن حديثه بقوله: «اعتقد في الفترة الراهنة يجب توظيف ايد عاملة بشكل ثابت في تلك الأماكن السياحية مثل المراكز التجارية أو الحدائق العامة حيث يتواجد الزوار بشكل مستمر، أما في الأماكن الطبيعية فالملاحظ وجود عدد قليل من أماكن رمي المهملات، ولكن لا يمكن وضع اللوم على الجهات المعنية، فالاماكن السياحية وأماكن جلوس وتوقف الناس لا يمكن حصرها ويقع اللوم على المخربين وتاركي المخلفات الذين يجب عليهم كما جلبوا أمتعتهم والمواد الغذائية معهم أن يأخذوها إلى أقرب سلة مهملات، وهو أمر أخلاقي قبل أن يكون رقابيا وعقابيا، والتصرفات يجب أن يكون نابعة من المسؤولية الذاتية، وأخيرا أقول كما تحب ان ترى بيتك نظيفا اجعل بلدك نظيفا فالبلد عنوان ساكنيه».

مسؤولية

كما شاركنا الحديث مصطفى بن عبدالله السعدي من ولاية صحار، قائلا: «تزخر السلطنة بالعديد من المواقع السياحية التي يقبل عليها السياح والزوار سواء من خارج أو داخل السلطنة، ومدى النظافة تعكس ثقافة الزائز ورمي المخلفات في الاماكن غير الصحيحة مظهر غير حضاري ويمثل الشخص الفاعل فقط».

وأضاف: «بالنسبة لي لا أرى أن هناك الكثير من التخريب في الاماكن العامة والوعي يرتفع شيئا فشيئا، وألاحظ عند الذهاب لبعض المواقع السياحية الطبيعية وجود الكثير من المخلفات أبسطها قوارير المياه، وأستغرب هذا الفعل، فكميات القوارير تعكس عدد الزائرين، ألا يمكن للشخص ان يتحمل مسؤولية قارورة او اثنتين بعد استخدامهما، وهو أمر غريب يحتاج إلى علاج نفسي». وتابع السعدي: «اعتقد أن الموضوع يحتاج الى تعزيز الجانب السلوكي وتكثيف جهود التوعية خاصة من خلال المدارس والتركيز على الناشئة، وبيان مدى ضرر تلك المخلفات، كما يجب مراقبة سلوكيات القوى العاملة الوافدة، والتحذير من عواقب تلك التصرفات وتشديد العقوبات، كما يجب وضع لوحات إرشادية وتحذيرية بعدة لغات، ومع تلك الجهود أتمنى أن يكون هناك أثر حقيقي لتلاشي تلك التصرفات».

انستجرام

وفي الجانب الآخر من الاستطلاع، تفاعل عدد من متابعي حساب جريدة «عمان» على الانستجرام بالتساؤل المطروح، وهو «رمي المخلفات في الأماكن العامة، وتخريب المرافق والخدمات الحكومية ظاهرة تثير حولها الأحاديث، ورغم ذلك تتواصل تلك المشاهد.. ما هي مقترحاتكم للحد من هذه الظاهرة؟».

وتعددت إجابات المتابعين، ومن تلك الاجابات ما قاله أحد المتابعين صاحب حساب «abdallah_alqassabi@»: «تطبيق عملي أسبوعي لكل طالب في المدرسة في التنظيف وإشراك المجتمع معهم، وفرض عقوبات وغرامات لفاعل السلوك السيئ»، وهذا من المقترحات الجيدة، خاصة أنه يغرس في نفوس الطلاب والنشء ضرورة المحافظة على النظافة.

وقالت صاحبة الحساب «alkharusih@»: «للأسف أن مثل هذه الظواهر والتصرفات ما زالت مستمرة رغم التكثيف التوعوي في مختلف المحافظات والولايات، للأسف بعض الفئات لا تستجيب ولا تصلها الرسالة إلا من خلال العقوبات التي يجب أن يتم نشرها لعلها تكون رادعا للكثير ممن تسول لهم انفسهم بالعبث بالمرافق العامة والأماكن السياحية».

أما صاحب حساب «@hamdan.zaabi» فقد قال: «بداية هذه أشياء تراكمية، يعني الجيل إللي كان قبل كان يتصرف هذا التصرف وما يعتبره انه شيء خطأ، ثانيا يأتي دورنا نحن كآباء بأن نكون قدوة امام أولادنا بأن نرمي المخلفات في المكان المخصص، ثالثا ننصح ابناءنا بأن هذا الامر او هذا السلوك غير حضاري ونغير ثقافتهم كجيل جديد صاعد، رابعا القيام بحملات تنظيف وإشراك الجيل الجديد فيها مرة أخرى لتغيير الثقافة وايضا المدرسة عليها ان تضم في المنهج الاشياء التي تغير ثقافة الجيل، خامسا الصبر لأن هذا الشي يحتاج له وقت للتغير، اعتقد من وجة نظري هذا المطلوب».

ومن جهته قال صاحب المعرف «@256sultan»:«مافيه حل غير انك تبدأ بنفسك»، فيما قدم صاحب الحساب «@volcano911» مقترحا بقوله: «تشريع قانون يسمح بتصوير الاشخاص الذين يقومون بهذه الاخطاء، وتصوير وثيقة دالة على الفاعل كرقم سيارة مثلا، وبعدها وضع نظام لاستقبال الشكاوى من العامة واعتبار الفيديو المصور دليلا قاطعا لإثبات ارتكاب الخطأ، واخيرا وضع غرامات مالية كبيرة لمثل هذه الافعال، وستختفي هذه الظاهر خلال سنة واحدة، الناس تخاف تدفع فلوس للاسف... ولا تخاف من الله».

وغير ذلك من الردود التي ركزت معظمها على تشديد الغرامات المالية ووضع حاويات مهملات ووضع كاميرات مراقبة للحد من تلك التصرفات.