hamda
hamda
أعمدة

كلمات غيرتني

17 يونيو 2018
17 يونيو 2018

حمدة بنت سعيد الشامسية -

[email protected] -

للكلمة تأثير مذهل يمتد عمرا بكامله، بها تتغير حيوات، تبنى حياة أو تهدم أخرى، وفي الغالب لا يدرك عمق هذا التأثير من قالها في لحظة عابرة، لكنها وجدت أذنا تتلقفها في الوقت المناسب وتستقر في القلب وتحفر لها في الذاكرة مقرا أبديا، مثل الكثيرين سقطت على قلبي كلمات لم يدرك أصحابها حجم تأثيرها على قلبي المتعطش لكلمة تحفيز، أو تعبير عن رضا تتوق له شخصيتي مفرطة الحساسية في مراحل حياتي الأولى، وددت من خلال هذه الصفحة أن استعرض بعضا منها، علها تذكرك بأن تختار كلماتك بحذر، خاصة مع أطفالك والمحيطين بك، ممن يتطلعون لك مثلا أعلا و قدوة.

لعل الكلمة الأكثر تأثيرا على حياتي، والتي مازالت تشكل الدافع الأقوى على مواصلة العمل والكفاح، جاءت على لسان أمينة مكتبة مدرسة جميلة بوحريد الثانوية للبنات، وهي تراني أفضل قضاء وقت الفسحة المدرسية بين رفوف المكتبة في حين كانت قريناتي يمرحن ويلعبن في فناء المدرسة، نظرت إلي الأستاذة (أمينة) بحب وهي تمد يدها لتستلم مني استمارة الإعارة، وقالت لي: سيكون لك شأن عظيم في هذا البلد يا بنيتي، بارك الله فيك وحفظك.

بتلك الكلمات وضعت الأستاذة مزيدا من الزيت على نار ظل والدي يوقدها في قلبي لسنوات، بأنني سأصبح يوما ما شيئا مختلفا عن قريناتي، وهو يذكرني على الدوام بأنني لست مجرد بنت، أنا (حمده بنت سعيد)

مرت سنوات طويلة خضت فيها كثير من التجارب، وتعرضت لكم هائل من الإحباطات كانت كفيلة بأن تجعلني أستسلم وانسحب، لولا رنين هذه الكلمات في أذني والتي كانت تحدثني بأن أمضي قدما.

كل عقبة صادفتها في حياتي، كانت في الواقع درجة أخرى على سلم النجاح، قد لا يعترف الكثيرون بأن ما حققته يعتبر نجاحا في زمن أصبح النجاح يقاس بالمناصب الوظيفية وأرصدة البنوك، لكن حياتي كانت حافلة بالثراء في كل جوانبها، نجاحات من نوع مختلف ربما، أنا من حددها ورسمها، وأنا من أجد اليوم بأنها كانت فعلا تستحق العناء.

جزى الله عني كل خير من وقف وراء هذه النجاحات، وغفر لهم وتغمد أرواحهم بواسع رحمته ومغفرته.