اعتماد: من أين ينشأ التطرف؟

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «اعتماد» مقالاً نقتطف منه ما يلي:

تبرز بين الحين والآخر بعض المواقف التي يمكن وصفها بالمتطرفة من قبل بعض الأطراف الفاعلة في الساحتين السياسية والإعلامية الإيرانية، ما من شأنه أن يتسبب في إيجاد حالة من التوتر في داخل إيران والتي تنعكس بدورها على مجمل الأوضاع الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

وقالت الصحيفة إنّ هذا النوع من السلوك «المتطرف» لا يستهدف جهة سياسية معينة دون أخرى، لكنه يركز بشكل خاص على التيار الإصلاحي الذي يدعم حكومة الرئيس حسن روحاني، معربة عن اعتقادها بأن أيادي خفية تقف وراء هذا التحرك لغرض إضعاف الحكومة وإيجاد فجوة بينها وبين عامة الشعب لتحقيق أغراض فئوية ضيّقة على حساب الصالح العام. وأشارت الصحيفة إلى أن بعض الانتقادات التي توجه إلى حكومة روحاني تبدو للوهلة الأولى بأنها نابعة من أطراف لا علاقة لها بالتنافس السياسي الموجود في الساحة، إلّا أن التدقيق في خلفيات هذا الانتقاد يكشف بوضوح أن جهات لها مصالح وغايات خاصة تقف وراءه وتتخفى بطرق وأساليب لا يمكن معرفتها إلّا من قبل ذوي الاختصاص والضالعين بالشأن السياسي.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الجهات التي تخطط لإضعاف التيار الإصلاحي تعمل وفق خطوات مدروسة، مرجحة أن تكون هذه الجهات هي نفسها التي تسعى للتشكيك بقدرات حكومة روحاني على تجاوز التحديات لاسيّما التي تتعلق بالاتفاق النووي أو بالوضع الاقتصادي الذي تلقى ضربات مؤذية خصوصاً فيما يرتبط بتراجع قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية.

ولفتت الصحيفة إلى ضرورة الابتعاد عن التسقيط السياسي أو المناكفات السياسية بين مختلف التيارات المؤثرة في الساحة والتي لا يجني منها المواطن سوى الإحباط والشعور بفقدان الاطمئنان والهدوء اللازم للعيش في ظل أوضاع اجتماعية وسياسية واقتصادية متماسكة تخدم كافة فئات الشعب دون النظر لتبايناتهم الفكرية والمناطقية ودون التحيّز لهذا الطرف أو ذاك، خدمة للصالح العام.