صحافة

الاتفاق النووي وشبح الحرب

17 يونيو 2018
17 يونيو 2018

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة «سياست روز» تحليلاً نقتطف منه ما يلي:

بعد إبرام الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى في صيف عام 2015 اعتقد الكثير من المراقبين بأن شبح الحرب قد رفع عن منطقة الشرق الأوسط وبدأ عصر جديد يمكن أن يفضي إلى اتفاقيات سياسية وأمنية واقتصادية من شأنها أن تعزز الأمن والاستقرار إقليمياً ودولياً، إلّا أن ما حصل خلال السنوات الثلاث الماضية قد خيّب ظنون هؤلاء المراقبين إلى درجة بات معها البعض يعتقد بإمكانية اندلاع حرب واسعة النطاق في المنطقة نتيجة الخلاف النووي القائم بين طهران من جهة، وأمريكا وحلفائها من جهة ثانية.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن عدم اندلاع الحرب بين إيران وأمريكا يعود بالدرجة الأساس إلى معرفة واشنطن بمخاطر هذه الحرب وتداعياتها الكارثية على مصالحها في المنطقة من ناحية، بالإضافة إلى اعتقادها بأن الشعب الإيراني لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي قوة خارجية تريد فرض إرادتها عليه على الرغم من وجود خلافات في وجهات النظر إزاء بعض القضايا ومن بينها الاتفاق النووي. ورأت الصحيفة في التركيز على إمكانية اندلاع حرب بين أمريكا وإيران على خلفية الأزمة النووية وأزمة الصواريخ الباليستية الإيرانية بأنه يهدف بالدرجة الأولى إلى حرف أذهان الرأي العام الإقليمي والدولي عن ضرورة التوصل إلى حلول جذرية لأزمات المنطقة والتي انعكست آثارها السلبية على مجمل الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في معظم الدول خصوصاً التي شهدت نزاعات مسلحة نتيجة ظهور الجماعات الإرهابية في السنوات الأخيرة.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن الضغوط التي تتعرض لها إيران على خلفية الأزمة النووية يتركز معظمها على الجانبين الاقتصادي والأيديولوجي لما لهما من أهمية في التأثير على مدى قدرة الشعب الإيراني في حفظ تلاحمه وانسجامه واستعداده لخوض حرب نفسية طويلة الأمد تهدف بالدرجة الأولى إلى إضعاف معنوياته، محذرة من الغفلة عن هذا الأمر خصوصاً في ظل تمادي بعض الأطراف في السعي للتأثير سلبياً على الشباب من خلال الترويج للأفكار المنحرفة تارة، أو محاولة توظيف الفراغ الذي يعاني منه قسم من هذه الشريحة المهمة في المجتمع لتحقيق مآرب تستهدف الوحدة الوطنية على المدى البعيد تارة أخرى.

وخلصت الصحيفة إلى نتيجة مفادها بأن الاتفاق النووي لايمكن أن يكتب له النجاح ما لم يلتفت المسؤولون إلى أهمية تحصين الجبهة الداخلية أيديولوجياً واقتصادياً، وهذا الأمر يتطلب اتخاذ خطوات عملية في مقدمتها ضرورة القضاء على البطالة وتقليص الاعتماد على عائدات النفط في إدارة شؤون البلاد وتقريب وجهات النظر فيما يتعلق بالقضايا المصيرية التي تهم كافة شرائح المجتمع والتي تحفظ المصالح العليا للبلد في جميع الظروف.