1365635
1365635
العرب والعالم

التحالف يقترب من كامل السيطرة على مطار الحديدة ومئات القتلى يسقطون في اليومين الماضيين

16 يونيو 2018
16 يونيو 2018

المبعوث الأممي يصل صنعاء في محاولة أخيرة لوقف المعركة -

عدن - صنعاء- عمان - جمال مجاهد (وكالات): أعلن الجيش اليمني، أمس تحرير مطار مدينة الحديدة الدولي غرب اليمن من مسلحي جماعة «أنصار الله».

وقال المركز الإعلامي للجيش، في بيان: ‏إن «قوات الجيش، مسنودة بالمقاومة والتحالف العربي، حررت مطار ‎الحديدة الدولي (جنوبي المدينة) من قبضة مليشيات أنصار الله».

وأضاف البيان المنشور على حساب المركز في «تويتر» إن «الفرق الهندسية تباشر تطهير المطار ومحيطه من الألغام والعبوات الناسفة».

وأفاد مراسل الأناضول بأن السيطرة على المطار تعني أن الجيش بات على بعد سبعة كيلومترات من وسط المدينة، التي يسيطر عليها أنصار الله منذ أكتوبر 2014.

ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من أنصار الله بشأن ما أعلنه الجيش اليمني، المسنود من التحالف العربي، منذ مارس 2015.

وقال الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي إن قوات تابعة للتحالف دخلت امس مطار مدينة الحديدة التي تحوي الميناء الرئيسي في البلاد، في هجوم قد يعطي التحالف ميزة قوية في قتاله مع جماعة أنصار الله.

ومن شأن نجاح التحالف في أولى محاولاته للسيطرة على جزء استراتيجي من المدينة شديدة التحصين أن يجعل أنصار الله في موقف الدفاع في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، إذ أن الحديدة هي الميناء الوحيد الخاضع لجماعة أنصار الله على البحر الأحمر.

وقد وصل إلى مطار صنعاء الدولي أمس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث والوفد المرافق له، في محاولة أخيرة لإقناع جماعة «أنصار الله» بالانسحاب من مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي على البحر الأحمر وتجنبيها خسائر بشرية ومادية كبيرة متوقّعة جرّاء اقتحام القوات الموالية للشرعية لها.

ومن المقرّر أن يلتقي جريفيث الذي زار صنعاء مرّتين منذ تولّى مهمّته منتصف فبراير الماضي، ممثّلين عن «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام» الموالي للرئيس الراحل علي عبد الله صالح.

وأفاد مصور وكالة فرانس برس بأن المبعوث الدولي لم يدل بتصريح لدى وصوله إلى صنعاء، وغادر المطار فورا متوجها إلى المدينة للاجتماع بقادة أنصار الله.

وكان جريفيث أكد لدى بداية الهجوم، أن المفاوضات مستمرة لتجنب مواجهات دامية داخل مدينة الحديدة.

وأضاف في بيان: «لدينا اتصالات دائمة مع كل الأطراف المشاركة للتفاوض حول ترتيبات للحديدة تستجيب للمخاوف السياسية والإنسانية والأمنية لكل الأطراف المعنيين».

ونقلت قناة المسيرة الناطقة بلسان جماعة الحوثي عن محمد عبدالسلام المتحدث باسم الحوثيين قوله «المبعوث الأممي لم يعمل شيئا حتى الآن وهو يمثل غطاء لاستمرار العدوان ودوره لا يختلف عن سابقه».

وقد تكون لمعركة الحديدة، وهي الأكبر في الصراع على الإطلاق، تداعيات تتجاوز كثيرا المدينة التي يعيش فيها 600 ألف نسمة.

وقال مصدر بالجيش اليمني وسكان: إن قوات برية، تشمل قوات إماراتية وسودانية ويمنية من فصائل مختلفة، تحاصر المبنى الرئيسي بالمطار لكنها لم تسيطر عليه.

وأضاف المصدر: «نحتاج بعض الوقت للتأكد من عدم وجود مسلحين وألغام أو متفجرات بالمبنى»، وذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية أن «الفرق الهندسية تباشر تطهير المطار ومحيطه من الألغام والعبوات الناسفة».

وقتل 255 عنصرا حسب بعض المصادر من جماعة أنصار الله خلال الساعات الـ48 الماضية، جراء المعارك الدائرة في مدينة الحديدة (غرب اليمن)، وفقا لمصدر عسكري حكومي أمس.

وفي تصريح للأناضول، قال قائد «ألوية العمالقة»، أبو زرعة المحرمي: إن «خسائر أنصار الله في محافظة الحديدة خلال اليومين الماضيين، بلغت 255 قتيلا، وأكثر من 500 جريح».

وأشار أن أكثر من 135 جثة وصلت مستشفى «العلفي» وسط مدينة الحديدة، فيما ظلت عشرات الجثث ملقاة قرب سور مطار المدينة.

ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من أنصار الله بشأن ما أفاد به قائد ألوية العمالقة «المحرمي».

وفي وقت سابق أمس، أعلن الجيش اليمني، ‏أن «قوات الجيش، مسنودة بالمقاومة والتحالف العربي، حررت مطار ‎الحديدة الدولي (جنوب المدينة) من قبضة مليشيات الحوثي».

وأضاف البيان المنشور على حساب المركز في «تويتر» إن «الفرق الهندسية تباشر تطهير المطار ومحيطه من الألغام والعبوات الناسفة».

وبإسناد من التحالف العربي، بدأت القوات اليمنية، الأربعاء الماضي، عملية لتحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي على ساحل البحر الأحمر من الحوثيين، المتهمين بتلقي دعم إيراني.

ويعاني اليمنيون أوضاعا معيشية وصحية متردية للغاية؛ جراء الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاث سنوات بين القوات الحكومية والمسلحين الحوثيين، الذين يسيطرون على محافظات، منها صنعاء منذ سبتمبر 2014. وقال سكان إن القتال تسبب في إغلاق المدخل الشمالي للحديدة المؤدي إلى صنعاء.

وأدى هذا إلى إغلاق مخرج رئيسي من المدينة وجعل نقل البضائع من الميناء، وهو الأكبر في اليمن، إلى المناطق الجبلية أكثر صعوبة.

وقال أحد السكان ويدعى علي عمر إنه قضى ثلاثة أيام محاصرا مع أسرته في حي المنظر المجاور للمطار بينما القتال محتدم حولهم.

وأضاف بينما كان جالسا الليلة الماضية في المستشفى بجوار ابنه الذي أصيب في ضربة جوية: «نحن وأطفالنا وشيوخنا ونساؤنا متعبين من المجاعة، وقضينا ثلاثة أيام بدون أكل لا شرب».

وتابع قائلا: إنه قام بإسعافه على حافلة «لأن الطيران ضرب، هذا لا يجوز، نناشد الأمم المتحدة والصليب الأحمر لفتح طريق لنا لنخرج من المأزق الذي نحن فيه».

وقال سامي منصور، مسؤول غرفة الطوارئ في مستشفى الثورة، إنه استقبل جثتين و12 مصابا.

وأضاف: «ما زالت الإسعافات مرابطة في المكان لإسعاف الجرحى (ونقلهم) إلى مستشفيات الطوارئ».

وحذرت الأمم المتحدة من أن الهجوم على الحديدة قد يسفر عن مجاعة تهدد أرواح الملايين، ويعتمد حوالي 22 مليون شخص في اليمن على جهود الإغاثة الإنسانية وهناك 8.4 مليون معرضون للمجاعة.

وقال مكتب المجلس النرويجي للاجئين في اليمن: «وكالات الإغاثة لا يمكنها حاليا الوصول إلى مناطق بجنوب المدينة حيث يوجد على الأرجح مصابون ومتضررون ونازحون مما يجعلنا بلا صورة واضحة عن الاحتياجات»، واضطرت وكالات الإغاثة إلى تعليق كل عملياتها تقريبا في الحديدة.

وكانت القوات المدعومة من التحالف العسكري بقيادة السعودية وصلت أمس الأول إلى منطقة تبعد نحو كيلومترين عن البوابة الجنوبية لمطار الحديدة الواقع في جنوب المدينة، وخاضت معارك عنيفة مع أنصار الله استمرت لساعات حاولت خلالها اقتحام المطار.

وأمس أعلن المركز الإعلامي للقوات المهاجمة في حسابه بتويتر ان هذه القوات تمكنت من «تحرير» مطار الحديدة «والفرق الهندسية تباشر تطهير المطار ومحيطه من الألغام والعبوات الناسفة».

إلا أن مصادر في هذه القوات تحدثت إلى مراسل فرانس برس في منطقة الدريهمي التي تبعد كيلومترات قليلة عن المطار لم تؤكد هذا التطور العسكري، كما أن المتحدث باسم التحالف لم يجب على أسئلة فرانس برس حيال هذه المعلومات.

ميدانيا أيضا، أعلن أنصار الله عبر قناة «المسيرة» المتحدثة باسمهم عن غارات شنتها طائرات التحالف العسكري على عدة مناطق يوم أمس، وعن إطلاق صاروخ بالستي على تجمع للقوات الموالية للحكومة في الساحل الغربي أمس الأول، ووجّهت فرانس برس أسئلة إلى المتحدث باسم التحالف حول التطورات الميدانية من دون أن تتلقى ردا عليها.

وأكدت أن المنظمات الإنسانية اضطرت «إلى وقف جميع العمليات تقريبا في مدينة الحديدة، حيث تقترب الاشتباكات على طول الحدود بين منطقتي الدريهيمي والحوك من المناطق السكنية ذات الكثافة السكانية العالية».

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر توقعت أمس الأول أن تشهد المدينة عملية نزوح للآلاف من سكانها مع احتدام المعارك.

وقالت صحيفة لو فيجارو الفرنسية أمس نقلا عن مصدرين عسكريين إن هناك قوات فرنسية خاصة على الأرض في اليمن إلى جانب القوات الإماراتية.

ويسيطر الحوثيون على معظم المناطق المأهولة في اليمن الذي يبلغ تعداد سكانه نحو 30 مليون نسمة.

وراح أكثر من عشرة آلاف شخص ضحية الضربات الجوية والحصار والقتال منذ بدء الحرب عام 2015. وتدخل التحالف لإعادة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والموجودة في الخارج وإحباط ما تصفه السعودية والإمارات بمساعي إيران للهيمنة على المنطقة.