1365649
1365649
العرب والعالم

إيطاليا تمنع المزيد من سفن المهاجرين وميركل تتمسك بالتوصل إلى حل أوروبي

16 يونيو 2018
16 يونيو 2018

مدريد: فرنسا ستستقبل لاجئين أنقذتهم السفينة «أكواريوس» -

عواصم- (أ ف ب - د ب أ): حذر وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني أمس مهمة لإنقاذ المهاجرين قبالة السواحل الليبية من أنه لن يسمح لها بإيصال «حمولتها البشرية» إلى مرفأ إيطالي.

ومنعت الحكومة اليمينية الجديدة المعادية للهجرة في إيطاليا الأسبوع الماضي السفينة اكواريوس التي تشغلها منظمة غير حكومية فرنسية، والتي كانت تنقل أكثر من 600 مهاجر أنقذتهم في البحر، من الرسو في المرافئ الإيطالية مما تسبب بخلاف كبير مع فرنسا.

وعرضت إيطاليا بنهاية الأمر استقبال السفينة، ومن المتوقع أن تصل مرفأ فالنسيا اليوم.

ولم يصدر عن سالفيني أمس أي مؤشر على تليين موقفه.

وكتب سالفيني على فيسبوك «فيما تبحر اكواريوس باتجاه أسبانيا، وصلت سفينتان تشغلهما منظمة غير حكومية (لايف لاين وسيفوكس) قبالة السواحل الليبية لانتظار حمولتهما البشرية عندما يتخلى عنهم المهربون».

وأضاف «يجب أن يعلم هؤلاء أن إيطاليا لا تريد بعد الآن أن تكون جزءا من أنشطة الهجرة السرية هذه، وعليهم البحث عن مرافئ أخرى يرسون فيها».

وأضاف: «كوزير وأب، اتخذ هذا الإجراء لمصلحة الجميع».

وعقب قرار روما رفض استقبال السفينة اكواريوس، التقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي امس الأول واتفقا أن على الاتحاد الأوروبي ان يقيم مراكز في دول انطلاق المهاجرين في إفريقيا لمنع «رحلات الموت».

وفي لقائهما في باريس، طالب ماكرون وكونتي بتغيرات «عميقة» لقوانين اللجوء في الاتحاد الأوروبي والتي تحمّل بلدان الوصول عبء المهاجرين، وخصوصا إيطاليا واليونان.

في غضون ذلك أعلنت مدريد أمس انها قبلت عرضا من فرنسا لاستقبال مهاجرين أنقذتهم السفينة المذكورة.

وقالت كارمن كالفو نائبة رئيس الوزراء الأسباني في بيان: «إن الحكومة الفرنسية ستتعاون مع الحكومة الأسبانية في استقبال المهاجرين» المرتقب وصولهم اليوم.

وأضافت مدريد: إن «فرنسا ستوافق على استقبال المهاجرين الذين يبدون رغبتهم في الانتقال إلى هذا البلد وذلك بعد وصولهم إلى ميناء فالنسيا وتطبيق كل البروتوكولات التي تلحظها آلية الاستقبال».

وأوضحت كالفو أنها وافقت على هذا الاقتراح «بعد التشاور مع سفير فرنسا في أسبانيا».

وأورد البيان أن رئيس الوزراء الأسباني الجديد الاشتراكي بيدرو سانشيز «شكر للرئيس (ايمانويل) ماكرون تعاونه في هذه القضية» و«يعتبر أن على أوروبا أن تتعامل (مع قضية الهجرة) في هذا الإطار من التعاون».

عرض سانشيز الذي تولى الحكم في أول يونيو بعد حجب الثقة عن حكومة المحافظ ماريانو راخوي، في 11 يونيو استقبال هؤلاء المهاجرين الذين أنقذتهم اكواريوس بعدما رفضت إيطاليا ومالطا استقبالهم في موانئهما.

في السياق أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مجددا تمسكها بالتوصل إلى حل أوروبي مشترك في خلافها الداخلي مع تحالفها المسيحي بشأن تشديد سياسة اللجوء.

وقالت ميركل في رسالتها الأسبوعية المتلفزة على الإنترنت أمس في إشارة إلى لقائها المرتقب مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد غد إن موضوع الهجرة «تحدي يحتاج إلى رد أوروبي أيضا.

وأنا اعتبر هذا الموضوع من الموضوعات الحاسمة في التضافر الأوروبي». تجدر الإشارة إلى أن وزير الداخلية الألماني ورئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، هورست زيهوفر، يطالب بمنع اللاجئين، المسجلين في دول أخرى بالاتحاد الأوروبي، من عبور الأراضي الألمانية على الحدود.

وكانت ميركل، زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي، أعلنت الخميس الماضي رفضها لإتباع نهج وطني منفرد في رفض مجموعات معينة من المهاجرين أو اللاجئين على الحدود الألمانية، وذلك رغم الضغط الهائل من شقيقها الأصغر في التحالف المسيحي.

ونقلت مصادر مشاركة في جلسة خاصة لنواب الحزب المسيحي الديمقراطي عن المستشارة قولها إنها تعتزم الاستفادة من الأسبوعين القادمين حتى موعد انعقاد القمة الأوروبية في بروكسل يومي 28 و29 من شهر يونيو الجاري لإبرام اتفاقات ثنائية مع الدول الأكثر تضررا من ضغط الهجرة.

وحدد الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري مهلة لزعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي ميركل لتطبيق مطالبه، معلنا على نحو غير مباشر أن بإمكان زيهوفر اتخاذ إجراءات مخولة له بطرد مهاجرين على الحدود.

ومن المنتظر أن يحل ماكرون ضيفا في بيت ضيافة الحكومة الألمانية بمدينة ميسبرج بولاية براندنبورج بعد غد للإعداد للقمة الأوروبية.

وبجانب موضوع الهجرة أعلنت ميركل عزمها التوصل إلى «ردود ألمانية-فرنسية» بشأن وضع سياسة أوروبية مشتركة في الشؤون الخارجية والدفاعية والأمنية وتطوير الاتحاد النقدي والاقتصادي لمنطقة اليورو وإنشاء سوق رقمية داخلية في الاتحاد الأوروبي.

في الأثناء قتل شاب مغربي عمره 24 عاما طعنا في شجار بين مهاجرين في بلدة بشمال غرب البوسنة بحسب ما أكدته الشرطة أمس.

ووقعت الحادثة في احد شوارع بلدة فيليكا كلادوسا في ساعة متأخرة الجمعة عندما هاجم رجل يحمل سكينا المغربي وقتله، بحسب ما نقلته محطة ان-1 التلفزيونية عن المتحدثة باسم الشرطة سنيزانا جاليك.

وقالت: إن القتيل الذي قضى متأثرا بجروحه، يحمل الجنسية المغربية وعمره 24 عاما، دون تفاصيل عن المهاجم. وبحسب ارقام رسمية، تستقبل بلدة فيليكا كلادوسا 350 مهاجرا.

وتواجه البوسنة منذ الأشهر القليلة الماضية تدفقا لمهاجرين يعبرون أراضيها أثناء توجههم إلى غرب أوروبا.

ودخل أكثر من 5500 مهاجر غير شرعي أراضي الدولة الفقيرة منذ مطلع العام.

وغالبية هؤلاء من الشبان، لكن وصلت مؤخرا عائلات مع أطفال خصوصا من إيران وباكستان.

ولا يزال عددهم قليلا مقارنة مع مئات آلاف المهاجرين الذين فروا من الحروب والفقر في الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا ووصلوا أوروبا في 2015-2016 عبر ما يطلق عليه «طريق البلقان».

وتم أغلاق الطريق في مارس الماضي لكن أعدادا قليلة من الساعين إلى طرق بديلة، ما زالوا يعبرون المنطقة للوصول إلى الاتحاد الأوروبي.

ويتجمعون في شمال غرب البوسنة، وخصوصا بلدتي بيهاتش وفيليكا كلادوسا قرب الحدود مع كرواتيا العضو في الاتحاد الاوروبي.

إلى ذلك قال مسؤولون أمريكيون إن عدد الأطفال الذين تعرضوا للانفصال عن والديهم على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك منذ تطبيق سياسة الهجرة الجديدة «عدم التسامح» أو «التسامح صفر» بلغ نحو ألفي طفل».

وذكر المسؤولون، الذين عقدوا اجتماعا عبر الهاتف للشكوى بشأن تقارير إخبارية عن الوضع في مراكز الاحتجاز، إن 1995 طفلا وصلوا مع 1940 شخصا بالغا عبروا الحدود بشكل غير قانوني في الفترة بين 19 أبريل و31 مايو.

وتتخذ الإدارة الأمريكية موقفا دفاعيا لسياستها الخاصة بـ «التسامح صفر»، والتي تدعو إلى المقاضاة الفورية للبالغين، ما يؤدي إلى الانفصال.

وعلى الرغم من الانتقادات الحادة من المدافعين عن الهجرة والمنظمات الإنسانية، قال مسؤولو الإدارة إن الحكومة تتبع القانون فقط وتواجه زيادة في عدد العائلات التي تصل إلى الحدود.

وقال مسؤول في وزارة الأمن الداخلي للصحفيين: إن المسؤولين عن انفاذ القانون «لديهم خيار المقاضاة على الحدود .. أو ترك (المهاجرين) أحرارا دون مواجهة عواقب عملهم غير القانوني».

وقال المسؤول إن «قواعد السياسة العامة» هي عدم سجن الأطفال مع الآباء الذين يخالفون القانون.

وبدأت تقارير حول الوضع في المراكز تظهر هذا الأسبوع بعد أن تم السماح للصحفيين بالدخول إلى المرافق لأول مرة منذ تطبيق السياسة.