1365547
1365547
الرياضية

ألمانيا تدافع عن اللقب أمام المكسيك والبرازيل تظهر في مواجهة سويسرا وكوستاريكا تقابل صربيا

16 يونيو 2018
16 يونيو 2018

ثلاث مواجهات تجمع الإثارة والشغف الكروي -

(أ ف ب) - تبدأ ألمانيا مسعاها لتكون أول منتخب يحتفظ بلقبه منذ عام 1962، بتفوق معنوي واضح على المكسيك التي تلتقيها اليوم على ملعب «لوجنيكي» في موسكو ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة السادسة لمونديال 2018.

وستكون الفرصة سانحة أمام ألمانيا لكي ترتقي بمستواها تدريجيا في الدور الأول لأن مجموعتها تبدو في متناولها على الورق، لأنها تضم أيضا كوريا الجنوبية والسويد اللتين تتواجهان الأحد في نيجني نوفغورود.

ويحفل تاريخ كأس العالم بتعثر في الدور الأول لمنتخبات تدافع عن لقبها، إلا أن ألمانيا أثبتت خلال التصفيات نجاحها في إدارة المباريات التي تعتبر «سهلة» من دون أن تقع في فخ المنتخبات التي تعتمد دفاعا عميقا. كما دأبت ألمانيا على الوصول إلى نصف النهائي على الأقل في كل البطولات العالمية التي شاركت بها منذ مونديال 2006 على أرضها حين انتهى مشوارها في دور الأربعة على يد إيطاليا.

وكان المنتخب الألماني في حينه بإشراف المدرب يورجن كلينسمان، قبل أن يتولى المهمة بعد المونديال مساعده يواكيم لوف الذي نجح في تعزيز سمعة ألمانيا كمنتخب البطولات الكبرى مهما كانت ظروفه، بقيادتها إلى نهائي كأس أوروبا 2008، والمركز الثالث في مونديال 2010، ونصف نهائي كأس أوروبا 2012، قبل أن يتوج مشواره بلقب ألماني رابع في كأس العالم خلال مونديال البرازيل 2014.

وتبدو الفرصة سانحة أمام رجال لوف لبدء حملتهم بالفوز، استنادا إلى المواجهات السابقة للألمان ضد المكسيك، والتي كان آخرها في نصف نهائي كأس القارات الصيف الماضي على الأراضي الروسية عندما اكتسحت «تريكولور» بنتيجة 4-1 رغم مشاركتها بتشكيلة رديفة إلى حد كبير.

وستكون مواجهة اليوم على الملعب الذي يستضيف المباراة النهائية في 15 يوليو، الرابعة بين الألمان والمكسيكيين في نهائيات كأس العالم.

وخرج «مانشافت» منتصرا حتى الآن من كل المباريات: الدور الأول عام 1978 بنتيجة كاسحة 6-صفر، وربع نهائي 1986 في المكسيك بركلات الترجيح بعد تعادلهما سلبا، وأخيرا في ثمن نهائي 1998 2-1 بفضل هدف في الدقائق الأخيرة لمدير المنتخب حاليا أوليفر بيرهوف.

لكن على أبطال العالم الذين توجوا بلقبهم الرابع قبل أربعة أعوام على حساب الأرجنتين بهدف الغائب عن النهائيات الحالية ماريو غوتسه، الارتقاء بمستواهم إذا ما أرادوا تأكيد تفوقهم على المنتخب الأمريكي الشمالي. ولم يقدم لاعبو لوف أداء مقنعا في مبارياتهم الاستعدادية، إذ حققوا فوزا وحيدا من أصل أربع مباريات وجاء بصعوبة على السعودية 2-1 قبيل السفر إلى روسيا، فيما تعادلوا مع إسبانيا 1-1 وخسروا أمام البرازيل على أرضهم صفر-1 وأمام جارتهم المتواضعة النمسا 1-2. وحذر صانع ألعاب ريال مدريد طوني كروس زملاءه من الاستخفاف بالمكسيك، قائلا: «لا يجب الاستهتار بهم حتى وإن كان الفوز الذي حققناه العام الماضي في كأس القارات كبيرا نقاربها (المباراة) بجدية تامة، أشدد على هذا الأمر مرة أخرى لأنها مباراتنا الأولى في كأس العالم».

- «الجميع معرض للهزيمة» - أما قلب دفاع بايرن ميونيخ جيروم بواتنغ الذي كاد يغيب عن النهائيات بسبب إصابة عضلية في الفخذ تعرض لها خلال ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ريال مدريد الإسباني، فشدد على «أننا بحاجة إلى الجشع (للفوز) والنار ... يجب أن نقاتل على كل إنش» في أرضية الملعب.

وعلى غرار ألمانيا التي خرجت فائزة من مبارياتها العشر في التصفيات المؤهلة إلى روسيا، مسجلة 43 هدفا فيما اهتزت شباكها 4 مرات فقط، حجزت المكسيك مقعدها في المونديال للمرة السابعة تواليا بسهولة إذ ضمنت تأهلها قبل ثلاث جولات على انتهاء تصفيات الكونكاكاف.

وهذا الأمر دفع بمدافع المكسيك كارلوس سالسيدو الذي وقع نهائيا مع اينتراخت فرانكفورت الألماني بعدما لعب معه الموسم المنصرم على سبيل الإعارة، إلى التفاؤل بقدرة بلاده على إحراج أبطال العالم.

وقال «نتحدث كثيرا عنهم (الألمان) ونعتبرهم متفوقين بشكل واضح، لكن الجميع معرض للهزيمة. في كرة القدم، تقلص فارق المستويات وهناك الكثير من العوامل الأخرى».

وواصل «لا يوجد سوى لاعبين أو ثلاثة بإمكانهم تسجيل هدفين أو ثلاثة في كل مباراة، (الأرجنتيني ليونيل) ميسي، (البرتغالي كريستيانو) رونالدو و(البرازيلي) نيمار، الذين بإمكانهم قلب الأمور بتسديدة أو لمحة فردية».

ويستعد مدافع المكسيك المخضرم رافايل ماركيز للانضمام إلى مجموعة محدودة من اللاعبين الذين شاركوا في نهائيات كأس العالم خمس مرات، إذ سينضم ابن التاسعة والثلاثين إلى مواطنه انطونيو كارباخال، الألماني لوثار ماتيوس والحارس الإيطالي جانلويجي بوفون (الأخير لم يشارك عام 1998 لأن جانلوكا باليوكا كان الحارس الأول).

ويؤكد مدرب المنتخب المكسيكي، الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو، بأن ماركيز الذي اعتزل مع ناديه أطلس مؤخرا، هو قائد فعلي بقوله «لا نقاش بأنه يستطيع إخراج أفضل ما لدى فريقه».

ومن المتوقع أن تنافس المكسيك على البطاقة الثانية للمجموعة مع السويد التي تخوض غمار البطولة منتشية بإخراجها إيطاليا في الملحق الأوروبي لتبعد منافستها عن العرس الكروي للمرة الأولى منذ 60 عاما.

أما المنتخب الكوري الجنوبي الذي حقق الإنجاز في 2002 عندما بلغ الدور نصف النهائي على أرضه مستغلا قرارات تحكيمية واندفاع لاعبيه، فرأى مدرب «مانشافت» أنه منتخب «يركض كثيرا. إذا احتاج الأمر، فإنهم سيركضون في مباراة واحدة المسافة التي نركضها في مباراتين!».

ظهور البرازيل

تستهل البرازيل مع نجمها العائد نيمار حملة استعادة سمعتها بعد كارثة 2014 عندما تواجه سويسرا اليوم الأحد في مونديال روسيا 2018 في كرة القدم في روستوف أون دون، بينما تشهد مجموعتها الخامسة مواجهة أخرى بين الطامحين كوستاريكا وصربيا.

وكانت البرازيل، بطلة العالم خمس مرات (رقم قياسي) تعرضت لخسارة موجعة على أرضها في نصف نهائي 2014 أمام ألمانيا 1-7 عندما كان نيمار غائبا بسبب الإصابة في ربع النهائي ضد كولومبيا، قبل أن تسقط بثلاثية نظيفة ضد هولندا في مباراة تحديد المركز الثالث.

وتدخل البرازيل مونديال روسيا مستعيدة خدمات نيمار، أغلى لاعب في العالم، بعد غيابه لأشهر عن ناديه بسبب كسر في مشط القدم اليمنى.

وقال لاعب وسط برشلونة الإسباني باولينيو الذي شارك بديلا في الأمسية الموجعة ضد ألمانيا «ما قمنا به خلال الأعوام الأربعة الأخيرة هو وضع الماضي خلفنا. الآن نحن أمام فرصة أخرى وأريد أن أحقق نتيجة أفضل. هذه هي الحياة. كرة القدم جيدة لأنها تمنحك فرصا أخرى بسرعة».

كانت بداية «سيليساو» سيئة في تصفيات 2018 فتراجع إلى المركز السادس في أمريكا الجنوبية ولم يبرز في كوبا أمريكا، قبل إقالة دونغا واستقدام المدرب تيتي، فأصبح أول المتأهلين إلى المونديال الروسي، ليبقى المنتخب الوحيد الذي لم يغب عن أي من النسخ الـ21 للبطولة العالمية.

وتبدو البرازيل مرشحة فوق العادة لصدارة مجموعتها في ظل طفرة النجوم في تشكيلتها مثل المهاجمين نيمار وغابريال جيزوس، لاعبي الوسط باولينيو وفيليبي كوتينيو، والمدافعين تياجو سيلفا ومارسيلو والحارس أليسون. وتتركز الأنظار على نيمار، أغلى لاعب في العالم (222 مليون يورو)، الذي خضع لجراحة في مشط قدمه بعد إصابته في مباراة فريقه باريس سان جرمان الفرنسي ومرسيليا في فبراير الماضي. وخاض المهاجم البالغ 26 عاما، 129 دقيقة فقط منذ عودته، حيث تألق ضد كرواتيا والنمسا وديا رافعا رصيده إلى 55 هدفا دوليا بالتساوي مع النجم السابق روماريو.

وقال قائد الدفاع تياغو سيلفا زميل نيمار في سان جرمان «بعد ثلاثة أشهر وخوضه مباراة ونصف، يلعب على أعلى مستوى».

أضاف «لم يكن يتوقع أحد ذلك، حتى هو نفسه».

لكن بعض لاعبي البرازيل، على غرار أليسون وكوتينيو وكاسيميرو، يبحثون عن الثأر من سويسرا التي فازت عليهم 1-صفر وحرمتهم بلوغ الدور الثاني في كأس العالم تحت 17 عاما في 2009، قبل أن تحرز اللقب.

وقال أليسون لموقع الاتحاد الدولي (فيفا) «هذا من سخرية القدر أليس كذلك؟ لم نكن سعداء لأننا أقصينا. كان فريقهم جيدا جدا».

ولدى الطرف السويسري، سيعيش المواجهة مجددا كل من نجم الوسط غرانيت تشاكا، ريكاردو رودريغيز والمهاجم هاريس سيفيروفيتش الذي توج هدافا للبطولة آنذاك.

والتقى المنتخبان 8 مرات ففازت البرازيل 3 مرات وسويسرا مرتين. وتعادل المنتخبان في المواجهة الوحيدة بينهما في كأس العالم 1950 (2-2).

كوستاريكا - صربيا

وفي ظل ترشيح البرازيل للهيمنة على المجموعة، ينطلق صراع المنافسة على البطاقة الثانية المؤهلة، بمواجهة كوستاريكا وصربيا في سامارا.

ويقود كوستاريكا الحارس كيلور نافاس بطل أوروبا في آخر ثلاث سنوات مع ريال مدريد الإسباني، للدفاع عن مرمى المنتخب الذي فاجأ الجميع بوصوله إلى ربع نهائي 2014 قبل أن يخرج بركلات الترجيح ضد هولندا.أما صربيا العائدة إلى النهائيات بعد غياب ثماني سنوات، فتعول على مهارة وقوة لاعب وسط لاتسيو الإيطالي سيرجي ميلينكوفيتش-سافيتش والذي كان أحد الأسباب التي أدت إلى إقالة المدرب السابق سلافو موسلين وتعيين ملادن كرستاييتش، كون الأول لم يكن يشركه أساسيا.

ويسعى المنتخب الكوستاريكي إلى مواصلة عروضه المونديالية القوية كونه كان قد تألق بشدة في نهائيات كأس العالم عام 2014 عندما حل الفريق في صدارة المجموعة الرابعة أمام كل من أوروجواي وإيطاليا وإنجلترا برصيد 7 نقاط، وإذا نجح المنتخب الكوستاريكي الملقب بالـ«تيكوس» في تجنب الخسارة أمام صربيا ستكون هذه هي المباراة السادسة على التوالي للمنتخب الأمريكي الشمالي التي لا يخسر فيها خلال نهائيات كأس العالم.

والمنتخب الصربي هو الوريث الشرعي ليوغسلافيا، وهذه هي المشاركة الثانية عشرة للفريق في نهائيات كأس العالم سواء تحت العلم اليوغسلافي أو فيما بعد الانفصال، وكانت أول مشاركة في المونديال الأول عام 1930 عندما حل الفريق في المركز الرابع، فيما كان آخر ظهور للصرب في المحفل العالمي في مونديال 2010 عندما ودع البطولة من الدور الأول بعد فوز وخسارتين.

المنتخب الكوستاريكي من جانبه يشارك في المونديال للمرة الخامسة في تاريخه، لعب 15 مباراة وفاز أربع مرات وتعادل في ست مباريات وأول مشاركاته في نهائيات كأس العالم كانت في مونديال 1990 والمثير أن الفريق نجح وقتها في التأهل إلى الدور الثاني.

وهذه هي المواجهة الأولى بين المنتخبين على الإطلاق.

ويعتمد المنتخب الصربي على تشكيلة تمتزج فيها الخبرة مع الشباب والدماء الجديدة، إذ يعد الحارس فلاديمير ستوجكوفيتش «81 مباراة دولية» والمدافع الخبير برانيسلاف إيفانوفيتش «103 مباراة دولية» هما أكبر لاعبين في التشكيلة الصربية إذ يبلغ كل منهما 34 عاما، إلا أن التشكيلة عامرة أيضا باللاعبين صغار السن، وأصغرهم على الإطلاق هو نيكولا ميلينكوفيتش مدافع فيورنتينا الإيطالي البالغ من العمر 20 عاماً.

على الجانب الآخر فإن راندال أزوفييفا لاعب وسط فريق هيريديانو المحلي هو أكثر لاعبي المنتخب الكوستاريكي خبرة إذ يبلغ من العمر 33 عاما وخاض 58 مباراة دولية، فيما يعد سيلسو بورجيس لاعب وسط ديبورتيفو لاكورونيا هو أكثر لاعبي منتخب بلاده خوضاً للمباريات الدولية برصيد 113 مباراة.

وتعول كوستاريكا الآمال على قائد الفريق وهدافه براين رويز البالغ من العمر 32 عاما والذي خاض مع بلاده 110 مباريات ودية أحرز خلالها 24 هدفا، علما بأنه يدافع عن ألوان فريق سبورتينج لشبونة البرتغالي.