1365309
1365309
عمان اليوم

مشاكل الجهاز الهضمي والسكري والجروح أكثر ما تستقبله المراكز الصحية خلال أيام العيد

16 يونيو 2018
16 يونيو 2018

«طب الأسرة» تؤكد:-

كتبت-خالصة بنت عبدالله الشيبانية -

كشفت الرابطة العمانية لطب الأسرة عن أكثر العوارض والأمراض شيوعا خلال أيام عيد الفطر والتي تظهر بسبب التغير الفجائي في النظام الغذائي والنشاط البدني ونظام النوم واليقظة مقارنة بشهر رمضان المبارك، والتي تتركز في مشاكل الجهاز الهضمي وارتفاع السكر في الدم، والإصابة بالجروح، كما نبهت على ضرورة تلافي اضطرابات عيد الفطر الصحية، وأكدت على أهمية التدرج في تغيير عادات الطعام والنوم والحركة التي يفرضها الصيام للعودة إلى نسق الحياة الصحي.

وأشار الدكتور زاهر بن أحمد العنقودي استشاري أول طب الأسرة إلى أهم الأمراض الشائعة في العید والتي تحدث بسبب اعتياد الجهاز الهضمي على نسق معين من الأغذية وأنواعها وكمياتها، والتي من أهمها سوء الهضم والتلبك المعوي، والتي تحدث بسبب تعود المعدة على التعامل مع كمیات خفیفة من الغذاء ومن ثم تفاجأ بكميات كبيرة في فترة قصيرة بالإضافة إلى تناول وجبات متقاربة وصعبة الهضم مثل اللحوم. وقال: إن بعض الناس يصابون بالإسهال الذي ينشأ عن طريق تناول بعض الوجبات التي قد تكون متخمرة أو محفوظة بطریقة غیر صحیة مثل اللحوم أو تناول أغذية من الخارج والتي قد تكون معدة منذ فترة طويلة مما قد يجعلها ملوثة بالميكروبات، كما ذكر أن بعض الناس قد يصاب بعوارض أخرى مثل الحموضة لتناولهم الكثير من الوجبات المحتوية على البهارات والزیوت، بالإضافة إلى ارتفاع السكر في الدم لدى المرضى المصابين بالسكري بسبب تناول كميات كبيرة من النشويات والدهون، وهذا يستدعي الاهتمام بفحص السكر بشكل أكثر كثافة في الأيام الأولى من العيد حتى يمكن ضبط السكر لدى المصابين بالسكري، ومن جهة أخرى قال العنقودي أن زیارات الناس في فترة العيد تزيد بسبب الجروح المتعلقة باستخدام السكاكين والأدوات الحادة، لذا نبه إلى ضرورة الحذر عند التعامل معها والانتباه لعدم استخدام الأطفال لها.

اضطرابات العيد

ومن جانبه أوصى الدكتور حسن بن عبدالله البلوشي طبيب اختصاصي أول طب الأسرة بمجموعة من النقاط لدرء اضطرابات العيد الصحية للحفاظ على صحة الأسرة فيما يتعلق بالمأكل والمشرب وأهمية اتباع قواعد التغذية الصحية، وترك الكسل والسهر، وضرورة ممارسة الرياضة البدنية لتلافي مشاكل الوهن والمرض وزيادة الوزن، حيث أوصى بأهمية اعتماد الوجبات الصغيرة الصحية، وأوضح أن أهم مبدأ للوقاية من اضطرابات عيد الفطر الصحية، هو التدرج في تغيير عادات الطعام والنوم والحركة ففي هذه المرحلة الانتقالية، يكون الجهاز الهضمي أقل تحملاً لكميات الطعام الكبيرة التي تؤكل دفعة واحدة، وأقدر على معالجة الوجبات الصغيرة التي يفصل إحداها عن الأخرى 3-4 ساعات، كمطلب ضروري للوقاية من مشاكل الجهاز الهضمي، كما أكد على ضرورة تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون، والإكثار من شرب الماء لمساهمته في الوقاية من الجفاف في حر الصيف، والتقليل من تناول السكريات المركبة، خاصة إذا كانت ممزوجة بالدهون، والتعويض عنها بسكريات الفواكه البسيطة وبعض العسل، والتقليل كذلك من النشويات المكررة، واستبدالها بمنتوجات القمح الكامل والرز الأسمر، والإكثار من تناول الخضار والفواكه والمكسرات، وذلك لسهولة هضمها، واحتوائها على أكثر ما يلزم من فيتامينات ومعادن ومضادات أكسدة، والتخفيف من تناول الملح، كما أوصى البلوشي بضرورة العودة إلى البرنامج الحركي والرياضي المعتاد بالتدريج، فبعد شهر من تخفيف نوع ومدة التمارين الرياضية الذي اقتضاه الصيام، قال أنه من غير المناسب للعضلات أن يطبق عليها برنامجاً قاسياً من التمارين، وذكر انه يفضل البدء بالرياضات المنشطة للقلب المعروفة بـ “cardio” مثل المشي، والسباحة، وركوب الدراجة، ثم البدء بألعاب القوى (مثل حمل الأثقال وتشغيل أجهزة المقاومة في صالات الرياضة) في مرحلة لاحقة، كما ذكر أنه يفضل البدء بالمشي، وحمل أثقال خفيفة قبل الانتقال لمرحلة الركض وحمل الأثقال الكبيرة، ونصح الدكتور حسن البلوشي المصابين بالأمراض المزمنة مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم بالحرص على مراجعة الطبيب بعد عيد الفطر لمتابعة حالته الصحية بشكل دوري.

اختلاف طرق تحضير اللحوم

وقال الدكتور حمود بن سعيد الفزاري طبيب أسرة: أن الأعياد والمناسبات تقترن بمخالفة الأنماط الغذائية المعتادة لامتلاء موائد الطعام بما لذ وطاب من المأكولات الدسمة والحلويات وما يرافقها من سلوكيات وممارسات غير صحية في أيام العيد لتتحول أيام العيد إلى خطر يهدد صحة الأفراد والمجتمع، وذكر الفزاري بعض العادات الخاطئة التي يمارسها الناس خلال العيد، من أهمها، الإفراط في تناول اللحوم بمختلف طرق تحضيرها والإفراط في تناول الحلويات والمعجنات خلال أيام العيد مما يؤدي الى الخمول وعسر الهضم، إضافة إلى ارتفاع نسبة سكر الدم والضغط عند الأشخاص المصابين بمرض السكري والضغط، وزيادة الوزن وارتفاع نسبة كوليسترول الدم الضار، كما ذكر أن من العادات الخاطئة التي يمارسها بعض الناس الفوضى وعدم تنظيم تناول الوجبات مما يؤدي الى وجود اضطرابات في الجهاز الهضمي ويؤثر سلبا على صحة الإنسان، وعادة عدم شرب كمية كافية من الماء خصوصا في الأجواء الحارة مما يؤدي الى الخمول والجفاف والصداع الشديد، وتناول المشروبات الغازية والقهوة بكميات مفرطة مما يسبب في ارتفاع معدلات سكر وضغط الدم وإصابة الإنسان بالحموضة وارتجاع الطعام، إضافة إلى ذلك عدم التقيد بنظافة بعض الأطعمة مما يسبب التسمم في بعض الحالات ويؤدي الى التهاب حاد بالجهاز الهضمي لدى الإنسان، ومن ضمن العادات الصحية الخاطئة التي يمارسها البعض إهمال وجبة الإفطار دون الإدراك بأهميتها حيث تقي هذه الوجبة الإنسان من الخمول وعدم التركيز، وإهمال تنظيف الأسنان بعد الوجبات مما يسبب أضرارا للثة والأسنان، وذكر أيضا من العادات الصحية الخاطئة في العيد التقبيل بين الأشخاص حيث يعمد أحيانا بعض الأشخاص لتقبيل الآخرين وهو مصاب بمرض معدي مثل الرشح والإنفلونزا لذلك أوصي بالابتعاد عن هذه العادة إذا كان الشخص مريض.

تعويد الجهاز الهضمي

وأشار الدكتور يوسف بن عبدالله الكعبي طبيب أخصائي أول طب أسرة إلى أن جميع الأسر تتسابق في إعداد أشهى وألذ أنواع المأكولات من مختلف أصناف الطعام من الحلويات والمعجنات وتتفنن في طهي الطعام بطرق مختلفة، وهو جزء عريق من التراث العماني الأصيل الذي تتوارثه الأجيال على مدى الدهور، وذكر أن الكثير من الناس لا يراعي المرحلية وتعويد الجهاز الهضمي تدريجيا على تناول الطعام في يوم العيد، وقال أن ذلك يسبب المعاناة للكثير من الناس ويحرمهم الاستمتاع بأجواء العيد، وقال أنه يلاحظ تزاحم المراكز الصحية بالمراجعين بحالات مختلفة من الانتفاخات، والغازات، وآلام المعدة والترجيع، والإسهال الحاد الذي ينتج غالبا عن التسمم الغذائي.

ونوّه الكعبي إلى ضرورة الأخذ باعتبارات أهمها، تقليل كمية المأكولات التي تحتوي على سعرات حرارية عالية ودهون مثل الحلويات والأرز واللحوم الحمراء، والبدء بتناول كمية قليلة من الطعام ذو السكريات سهلة الامتصاص مثل التمر، والتقليل من تناول الأطعمة التي تهيج المعدة وتزيد من حموضتها مثل المقليات والمعجنات والتقليل من البهارات والابتعاد عن تناول المشروبات الغازية والتقليل من الشاي والقهوة، والإكثار من الفواكه، كما نبه بضرورة مضغ الطعام جيدا لسهولة بلعه وسهولة الامتصاص لتجنب آلام المعدة وعسر الهضم، وضرورة طبخ الطعام جيدا وغسل الخضروات والفواكه جيدا لتجنب الإصابة بالتسمم الغذائي، وشرائها من مصادر موثوقة، وتجنب تحضير الأكل لفترة طويلة قبل تناولها لتجنب فساد الطعام.