1365092
1365092
العرب والعالم

التحالف يشق طريقه إلى مطار الحديدة .. وفرنسا تخطط لإزالة الألغام من ميناء المدينة

15 يونيو 2018
15 يونيو 2018

هادي يتعهد من عدن بالانتصار في المعركة -

صنعاء - عمان -

جمال مجاهد - (وكالات):-

قالت ثلاثة مصادر لرويترز: إن قوات من التحالف الذي تقوده السعودية انتزعت أمس السيطرة على مدخل مطار مدينة الحديدة الواقعة تحت هيمنة أنصار الله.

وقال أحد سكان الحديدة «شاهدنا قوات المقاومة في الساحة عند المدخل الشمالي الغربي من المطار». وكان يشير إلى القوات اليمنية المسنودة من التحالف العربي، كما أكد مسؤولان عسكريان يمنيان هذه المعلومة.

وشقت قوات من التحالف العربي طريقها إلى مشارف مطار مدينة الحديدة اليمنية أمس، فيما شهدت عطلة عيد الفطر معركة تخشى الأمم المتحدة من أن تدفع ملايين الأشخاص إلى شفا المجاعة.

وقال سكان المدينة التي يسيطر عليها أنصار الله: إن اشتباكات تدور في حي المنظر المتاخم للجدار المحيط بالمطار، وهرب الكثير من سكان الحي إلى وسط المدينة.

وقال عمار أحمد وهو تاجر أسماك «هناك تفجيرات مرعبة منذ الصباح عندما قصفوا مواقع أنصار الله قرب المطار ... نعيش أياما من الرعب لم نعرفها من قبل».

وذكر ساكن آخر من الحديدة طلب عدم نشر اسمه: إن طائرات هليكوبتر من طراز أباتشي حلقت فوق المنظر وأطلقت النار على قناصة أنصار الله ومقاتليهم في المدارس ومبان أخرى. وقال: إن قوات أنصار الله دخلت المنازل الواقعة على الطريق الرئيسي للصعود إلى الأسطح. وهرب الكثير من السكان إلى وسط المدينة على دراجات نارية.

وخلت الشوارع في أنحاء أخرى من المدينة من الناس رغم عطلة عيد الفطر. واحتمى السكان في منازلهم فيما اشتدت المعارك على مشارف المدينة وقصفت الطائرات الحربية التابعة للتحالف المناطق الساحلية جنوب شرقي المدينة.

وقال التحالف في بيان لرويترز: «نحن على مشارف المطار ونعمل على تأمينه الآن ... سندخل قريبا المرحلة المقبلة من العمليات للضغط على أنصار الله على عدة جبهات بما في ذلك النقاط الساحلية ومشارف أخرى للمدينة ومن داخل المدينة نفسها مع المقاومة المحلية».

وأضاف البيان: «الأولوية في العمليات هي تفادي سقوط خسائر بين المدنيين والحفاظ على تدفق المساعدات الإنسانية والسماح للأمم المتحدة بالضغط على أنصار الله لإخلاء المدينة».

وتخشى الأمم المتحدة التي حاولت دون جدوى إيجاد مسار دبلوماسي لتفادي شن الهجوم من أنه سيقطع شريان الحياة الوحيد لمعظم اليمنيين الذين يعتمد 22 مليونا منهم على المساعدات بينما يواجه 8.4 مليون خطر المجاعة.

وقال ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بيان: «أدعو كل أطراف الصراع للوفاء بالتزاماتها بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية واتخاذ خطوات عملية لاحترام القانون الإنساني الدولي».

ومن شأن السيطرة على الحديدة ترجيح كفة التحالف العربي في الحرب التي لم يحقق أي طرف فيها تقدما يذكر منذ تدخل التحالف في 2015 لإعادة الحكومة المعترف بها دوليا إلى السلطة. لكن نجاح العملية يعتمد على السيطرة بسرعة على المدينة التي يسكنها 600 ألف شخص دون تدمير الميناء.

ويهرب المدنيون إذا كان لديهم مكان يلجأون إليه أو يبقون في المدينة ويستعدون للمعركة.

ودعا زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي أنصاره في وقت متأخر أمس الأول للتوجه إلى جبهات القتال.

وقال: «لطالما كان الساحل اليمني على مر التاريخ هدفا استراتيجيا للغزاة. مواجهة العدوان مسؤولية وطنية أمام خطر الاحتلال والغزو الأجنبي». وفي بيان أفاد أنصار الله أيضا بوقوع ضربات جوية نفذها التحالف على مناطق أخرى من اليمن قالوا: إنها أسفرت عن سقوط تسعة قتلى مدنيين بينهم سبعة في ضربة جوية على محافظة صعدة في الشمال. ولم تتمكن رويترز من تأكيد التقرير.

من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أمس أنها تخطط لـ«عملية إزالة الغام» لدوافع «إنسانية» في ميناء الحديدة اليمني «بعد انتهاء العمليات العسكرية» في إشارة إلى الهجوم الذي تشنه القوات الموالية للحكومة بدعم من التحالف العسكري.

وأشارت الوزارة إلى «دراسة جارية لإزالة الألغام من مسارات الدخول إلى ميناء الحديدة بعد انتهاء العمليات العسكرية بهدف تسهيل النقل الآمن للمساعدات الإنسانية إلى سكان المدينة»، وأوضحت: «ليست هناك عمليات عسكرية فرنسية حاليا في منطقة الحديدة، وفرنسا ليست ضمن التحالف المشارك» في الهجوم.

من جهته، قال توني فورتن من «مرصد التسلح» الذي يدعو إلى نزع الأسلحة إنه «من خلال إعلان استعدادها لعملية إزالة الألغام في الحديدة بعد توقف القتال، تؤكد فرنسا أنها لا تعترض على هجوم قوات التحالف، رغم تحذيرات الأمم المتحدة بشأن العواقب الكارثية على السكان المدنيين».

وتعهد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في خطاب بمناسبة عيد الفطر المبارك وجّهه من العاصمة المؤقتة عدن التي عاد إليها بعد غياب طويل، «بصناعة نصر جديد بتحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي».

وقال هادي «عدنا وكلّنا أمل وثقة وعزيمة لنستكمل معاً تحقيق الانتصار الكامل في معركتنا التي يشاركنا فيها إخوة أشقّاء كرام ضمن التحالف الميمون بقيادة الأشقّاء في المملكة العربية السعودية، معركة استعادة الدولة اليمنية وإبقاء اليمن في إطار محيطها العربي وتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء لهذا الشعب العظيم».

وأضاف هادي «دعوني أقول لكم، بثقة لا يشوبها أي شك، إن النصر قريب، بل وأقرب ممّا يتصوّره الكثيرون».

وأشار الرئيس اليمني إلى «ما بذلناه من جهود صادقة ومخلصة لتجنيب الحديدة هذه العملية العسكرية، وحاولنا عبر كل الطرق، ولم ندّخر أي وسيلة على المستوى الأممي والدولي، لإقناع أنصار الله بالانصياع للحل السياسي السلمي القائم على المرجعيات الثلاث، والبدء بتسليم الحديدة ومينائها بموجب مقترح المبعوث الأممي. لقد استنفدنا كل الوسائل السياسية والسلمية، ولم يعد في الوسع الاستمرار في هذا الوضع المختل».

وأكد أن «كلفة الحرب بما فيها من أوجاع وآلام لن تكون أكثر من كلفة هذا الوضع المختل على شعبنا ووطننا؛ ولذلك كان قرارنا أن نمضي في تحرير هذه المدينة الاستراتيجية لتكون بوّابة أخرى لانتصارات لن تتوقّف حتى نستعيد كل شبر صادرته بقوة السلاح».

واعتبر أن «انتصارنا الوشيك في الحديدة سيكون خاتمة للقضاء النهائي على الانقلاب، وبوّابة استعادة عاصمتنا المختطفة، وبسط نفوذ الدولة على كل شبر في الوطن».

وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عاد مساء أمس الأوّل إلى العاصمة المؤقتة عدن، برفقة نائب رئيس مجلس النوّاب محمد علي الشدّادي ومستشاريه وعدد من الوزراء والمسؤولين.

ويشهد اليمن منذ سنوات نزاعا بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا وأنصار الله. وتدخلت السعودية على رأس تحالف عسكري في 2015 لوقف تقدم أنصار الله الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 وبعدها على الحديدة.