1364975
1364975
العرب والعالم

مقتل زعيم طالبان الباكستانية في ضربة جوية قرب الحدود الأفغانية

15 يونيو 2018
15 يونيو 2018

عيد الفطر يحل بسلام في كابول مع الالتزام بوقف إطلاق النار -

كابول - بيشاور(باكستان) - (رويترز - أ ف ب) - قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأفغانية أمس إن الملا فضل الله زعيم جماعة طالبان الباكستانية قُتل في ضربة جوية أمريكية أفغانية في أفغانستان قرب الحدود بين البلدين.

وأكد مسؤول في قوة الدعم الحازم التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان مقتل فضل الله أمس الأول. وفي وقت سابق قال الجيش الأمريكي في واشنطن إنه نفذ ضربة جوية استهدفت قائدا كبيرا للمتشددين في إقليم كونار المتاخم للحدود مع باكستان.

وصرح مسؤول أمريكي بأنه يُعتقد أن الشخص الذي استهدفه الهجوم هو الملا فضل الله.

وفضل الله هو أكبر متشدد مطلوب في باكستان وهو مسؤول عن هجمات أسفرت إحداها عن مقتل 132 تلميذا في مدرسة في 2014 وإطلاق الرصاص على الطالبة ملالة يوسفزاي في 2012 والتي فازت فيما بعد بجائزة نوبل للسلام.

وقال محمد رادمانيش المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية لرويترز: «أؤكد أن الملا فضل الله قائد طالبان الباكستانية قتل في عملية مشتركة في منطقة مراويرا الحدودية بإقليم كونار». وأضاف أن الضربة الجوية نفذت حوالي الساعة التاسعة صباح أمس الأول بالتوقيت المحلي. وقال المتحدث باسم القوات الأمريكية في أفغانستان اللفتنانت كولونيل مارتن أودونيل إن القوات الأمريكية نفذت «ضربة ضد الإرهاب» استهدفت «قياديا كبيرا في منظمة إرهابية محددة». وقال أودونيل: «القوات الأمريكية في أفغانستان وقوة الدعم الحازم التي يقودها حلف شمال الأطلسي تواصل الالتزام ... بوقف إطلاق النار من جانب واحد المعلن من قبل (حكومة) أفغانستان مع طالبان الأفغانية». وأعلنت الحكومة الأفغانية وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي وبدأ سريانه هذا الأسبوع.

وقال أودونيل «...كما هو معلن من قبل لا يشمل وقف إطلاق النار جهود مكافحة الإرهاب الأمريكية ضد (تنظيمي داعش والقاعدة) والجماعات الإرهابية الأخرى الإقليمية والدولية أو حق الولايات المتحدة والقوات الدولية الثابت في الدفاع عن النفس إذا هوجمنا.

«نأمل أن تؤدي هذه الهدنة إلى الحوار وإلى تحقيق تقدم في المصالحة ووقف دائم للأعمال القتالية».

وأعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني وقفا لإطلاق النار يستمر إلى 20 يونيو، لكنه قال أمس إن وقف إطلاق النار يمكن تمديده.

ويمكن أن يحسن موت فضل الله العلاقات المتصدعة بين إسلام آباد وواشنطن حتى في الوقت الذي تطبق فيه أفغانستان وقفا لإطلاق النار غير مسبوق مدته ثلاثة أيام مع طالبان الأفغانية وهي الحركة الأكبر.

وتعتبر باكستان صاحبة دور رئيسي في إقناع قادة طالبان الأفغانية، الذين تعتقد الولايات المتحدة أنهم يتخذون من باكستان مأوى لهم، ببدء مفاوضات لإنهاء الحرب المستمرة منذ 17 عاما في أفغانستان.

وفي مارس أعلنت الولايات المتحدة مكافأة خمسة ملايين دولار مقابل معلومات عن فضل الله.

ولم يتسن الحصول على تعليق من المتحدثين الحكوميين أو العسكريين في باكستان.

وقال عضو في طالبان الباكستانية لرويترز عبر الهاتف أمس إن الجماعة تسعى للحصول على معلومات من أفغانستان التي يتمركز فيها حاليا معظم مقاتلي الجماعة. وظهر الملا فضل الله كقائد إسلامي في وادي سوات شمال غربي العاصمة الأفغانية إسلام آباد منذ أكثر من عشر سنوات. وعرف باسم «الملا راديو» بسبب خطبه النارية التي يوجهها عبر محطة إذاعية.

وأثار سخط الباكستانيين بسبب هجوم 2014 على مدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور وهو الهجوم الذي قتل فيه رجال طالبان بالرصاص 132 تلميذا على الأقل.

ويعتقد أيضا أنه أمر بقتل ملالة يوسفزاي في 2012 وكانت في الخامسة عشر من عمرها بسبب دفاعها عن تعليم الفتيات. وقبل عشر سنوات بدأت طالبان الباكستانية حربا هدفها إقامة نظام حكم يطبق تفسيرا متشددا للشريعة الإسلامية لكن معظم مقاتليها موجودون الآن في أفغانستان.

وطالبان الباكستانية منفصلة عن طالبان الأفغانية التي حكمت البلاد لمدة خمس سنوات قبل الإطاحة بها خلال الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2001.

وتتهم واشنطن باكستان بإيواء طالبان الأفغانية وشبكة حقاني المتحالفة معها وتنفي إسلام آباد ذلك.

وتقول باكستان إن طالبان الباكستانية تتخذ من أفغانستان مأوى لها.

في الأثناء احتفل الأفغان أمس بحلول عيد الفطر بالصلوات وبأمل أن يفتح وقف إطلاق النار غير المسبوق الذي أعلنته حركة طالبان في نهاية الأسبوع الماضي الباب أمام مفاوضات سلام.

وقصد المصلون المساجد بأعداد كبيرة في اليوم الأول للعيد بينما عبر بعض الشباب عن تفاؤل حذر إثر إعلان تعليق المعارك بين حركة طالبان وقوات الأمن الأفغانية.

يقول سميح الله (17 عاما) لوكالة فرانس برس قبل الصلاة في مسجد شاه دو شامشيرا في وسط كابول «في كل عيد تقريبا كان هناك اعتداءات وهذه من المرات النادرة التي لا تحصل فيها أعمال عنف».

ويضيف: «نأمل أن يحل السلام في أفغانستان».

أما زهر اب احمد وهو ماسح أحذية في الـ14 من العمر يقف خارج المسجد فيقول انه لا يتذكر عيدا دون معارك ويروي «أعتقد أن السلام سيحل بين طالبان وبين الحكومة الأفغانية».

لكن لا يشاطره الجميع تفاؤله إذ يقول عمران (13 عاما) «لا أعتقد ان أفغانستان ستعرف السلام فنحن نشهد تصعيدا في الهجمات كل يوم».

وصرح متحدث باسم وزارة الدفاع يدعى محمد ردمانش لفرانس برس انه لم يتم تسجيل أي هجوم لحركة طالبان ضد قوات الأمن الأفغانية منذ بدء الاحتفال بالعيد. وكان الرئيس الأفغاني أشرف غني الذي لم تلق دعواته من أجل السلام آذانا صاغية حتى الآن، دعا الأسبوع الماضي الى وقف أحادي لإطلاق النار لمدة ثمانية أيام مع حركة طالبان بداية من الثلاثاء الماضي بمناسبة العيد.

وأعلنت الحركة من جهتها السبت الماضي وقف المعارك لمدة ثلاثة أيام. ووقف إطلاق النار سابقة منذ أطاح تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة حركة طالبان من السلطة في 2001 بعد اعتداءات 11 سبتمبر من ذلك العام. إلا أن الحركة أضافت أنها ستواصل عملياتها ضد «قوات الاحتلال» الأجنبية في البلاد وأنها ستدافع عن نفسها «بشراسة» في حال تعرضت لهجوم. وشنت الحركة عدة اعتداءات في البلاد منذ بدء وقف إطلاق النار الأحادي الجانب الذي أعلنه غني الثلاثاء الماضي.

واحتفل المسلمون في مختلف أنحاء العالم بعيد الفطر.

وفي بغداد توجه شباب في العاصمة، كما هي العادة للحصول على تسريحة شعر جديدة.

وأقام عشرات ملايين الأشخاص العيد في اندونيسيا البلد الأكبر من حيث عدد المسلمين في العالم، بصلوات خاصة في المساجد والساحات العامة بما في ذلك تجمع كبير أمام مقام باجرا ساندي في جزيرة بالي ذات الغالبية من الهندوس.

كما توجه المصلون بالمئات وغالبيتهم يرتدون اللون الأبيض للصلاة أمام مسجد بيت الرحمن في بندا اتشيه كبرى مدن جزيرة سومطرة.

وركع آخرون للصلاة في ظل بركان جبل سينابونغ النشط منذ عام 2010.