العرب والعالم

تقـــريــــر :زيارة مقابر غزة .. طقوس «العيد» الحزينة

15 يونيو 2018
15 يونيو 2018

غزة - الأناضول:-

تغيرت طقوس استقبال العيد لدى عائلة صابرين النجار(45 عاما) من مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة؛ حيث باتت زيارة قبر ابنتها الشهيدة المسعفة «رزان»؛ أولى تلك الطقوس.

فبعد أن كانت تستقبله الوالدة بقبلة تطبعها الشهيدة رزان على يديها وجبينها فجرا، باتت تستقبله اليوم بدموع الحزن على فقدانها أمام قبرها.

وسيخلو منزل عائلة النجار هذا العيد من الفرحة التي كانت تزرعها «رزان» بضحكاتها وسعادتها بقدومه؛ كما كانت تفعل كل عام. ولن تشارك والدتها اليوم باستقبال الزوار المهنئين بقدوم العيد. وتصف النجار هذا العيد بأنه «الأصعب والأقسى» كونها فقد ركنا أساسيا منه وهو «رزان».

وتشعر النجار بالفرق الكبير بين هذا العيد الذي يفتقد روح رزان المرحة، وبين الأعياد الماضية التي كان لها الدور الأكبر في التجهيز لاستقباله.

ولا تقوى النجار على وصف شعورها الحزين باستقبال العيد بدون «رزان»؛ التي تصفها بـ«ملاك الرحمة» و«فرحة المنزل»، وتقول لوكالة «الأناضول»: «العيد بدون رزان ليس عيدا، ربنا يصبرني على غيابها لأنه صعب جدا جدا».

وتوضح أن شوقها لابنتها دفعها لزيارة قبرها عقب انتهاء صلاة العيد مباشرة. ورغم تماسك والدتها والصبر الذي تبديه أمام المهنئين، لكنها تبكي قهرا من قلبها على فراق «رزان»، على حد قولها.

وأضافت: «الناس يرونني متماسكة، ولكنني أبكي من داخلي على فراقها؛ لأن رزان كانت بالنسبة لي كل شيء».

وأعربت النجار عن أمنياتها في مواصلة مسيرة العودة وكسر الحصار التي استشهدت رزان خلال مساهمتها الإنسانية في تلك المسيرة، حتى تحقيق أهدافها.

واستشهدت رزان (21 عاما)، في الأول من شهر يونيو الجاري، بعد أن أطلق الجيش الإسرائيلي الرصاص عليها شرقي قطاع غزة، بينما كانت مرتدية لباس المسعفين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وكانت «رزان» تعمل على إسعاف المصابين بالرصاص الإسرائيلي ميدانيا قرب حدود غزة مع إسرائيل، منذ بداية مسيرة «العودة»، في 30 مارس الماضي.

وأثار استشهاد النجار موجة استنكار فلسطينية وعالمية واسعة، وسط اتهامات للجيش الإسرائيلي بالاستخدام المفرط للقوة في مواجهة المدنيين الفلسطينيين.

وعائلة النجار هي واحدة من نحو 128 عائلة فقدت أبنائها أو أحد ذويها خلال مسيرة العودة وكسر الحصار؛ منذ نحو شهرين.

ومنذ 30 مارس الماضي يتجمهر آلاف الفلسطينيين قرب السياج الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة عام 48، ضمن المشاركة في مسيرات «العودة» للمطالبة بعودة اللاجئين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها قسرا عام 1948.

وقمع الجيش الإسرائيلي تلك المسيرات؛ ما أسفر عن استشهاد 128 فلسطينيا وإصابة أكثر من 14 ألف و700 آخرين، حسب بيانات رسمية.

ويزور أهالي شهداء مسيرة العودة وبعض العائلات الغزية التي فقدت أحد أفرادها قبور ذويهم، في أول أيام العيد، وينثرون الزهور عليها؛ حيث تبدأ الزيارة بعد صلاة العيد مباشرة. وتحرص بعض تلك العائلات على تنظيف المكان المحيط بالقبر من أي شيء موجود حوله.