1364785
1364785
عمان اليوم

السيد فهد يؤدي صلاة عيد الفطر بمسجد الخور في مسقط

15 يونيو 2018
15 يونيو 2018

السلطنة تحتفل بأول أيام العيد -

رئيس المحكمة العليا يدعو إلى الحفاظ على الوحدة باعتبارها فرضا شرعيا ونبذ الفرقة والاختلاف -

العمانية : احتفلت السلطنة أمس بأول أيام عيد الفطر المبارك، حيث أدى صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء صلاة عيد الفطر المبارك صباح أمس بمسجد الخور في مسقط، كما أدى الصلاة بمعية سموه عدد من أصحاب السمو أفراد الأسرة المالكة وأصحاب المعالي الوزراء وأصحاب السعادة والمستشارين وكبار الشخصيات.

وقد أمَّ المصلّين فضيلة الشيخ الدكتور إسحاق بن أحمد البوسعيدي رئيس المحكمة العليا ونائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء الذي استهل خطبته بالتكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله عزّ وجلّ على جميع نعمه وفضله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والشكر والحمد لله على نعمة الإيمان والشكر له على توفيقه لصيام رمضان وتيسير سبل الأجر والإحسان.

تناولت الخطبة فضل الله عز وجل من الأجر والثواب لمن أتم الصيام والدعوة إلى تعظيم أمر الله عز وجل، واجتناب نهيه والإخلاص له وحده بالعبادة، والدروس والعبر المستفادة من الصلاة والصيام والذكر والدعاء وتلاوة القرآن الكريم خلال شهر رمضان المبارك، ودعت الخطبة إلى الحفاظ على الوحدة ونبذ الفرقة والاختلاف، وشكر الخالق عز وجل على نعمة الإسلام.

وقال فضيلته: «إنكم في يوم تبسّمت لكم فيه الدنيا، أرضها وسماؤها، شمسها وضياؤها، صمتم فريضة أوجبها عليكم ربكم، وقمتم ليالي رمضان اقتداء بنبيكم، ثم جئتم اليوم إلى مصلاكم تكبّرون الله ربكم على ما هداكم إليه من دين قويم، وقيم وشريعة ونظام». وأضاف: إن يومكم هذا يوم عظّمه الله وقدّره وشرّفه، وميّزه من الأيام وعرّفه، يوم الزينة والعيد، يوم الفضل والمزيد، يوم اجتماع القريب والبعيد، يوم ختم الله به شهر رمضان سيد الشهور والأزمان.

وأشار رئيس المحكمة العليا إلى أن الله تبارك وتعالى أكرمنا بهذا الدين وشرّفنا به من بين العالمين أُسُّ وحدتنا، وأصل عزتنا، وينبوع نهضتنا، فلقد علمنا الله به من الجهالة وهدانا به من الضلالة، وكثرنا به من القلة، وأعزنا به بعد الذلة، بعد أن لم يكن العرب قبل الإسلام يعرفون للتوحيد دليلا، ولا للوحدة سبيلا، فجمع الإسلام على التوحيد شملهم، ووحد على الحق رايتهم حتى أضحوا خير أمة أخرجت للناس، كما وصفها ربها سبحانها وتعالى بقوله: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ). وأكد أن الحفاظ على الوحدة ونبذ الفرقة، فرض شرعي وواجب حتمي لا يجوز التفريط فيه بأي حال من الأحوال، وأن الاجتماع على الحقّ وسيلة لقوة الأمة وتماسكها وأداة لحفظ كيانها ودفع شر أعدائها، وهو استجابة لأمر الله عز وجل بالاعتصام بدينه والنهي عن التفرقة فيه، إذ يقول الله تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)، وأشار إلى أن مظاهر وحدة الأمة تتجلّى عند حلول الشدائد والمحن بها كالأعاصير والكوارث، فتظهر أخلاق المسلم الحق وسلوكياته وتصرفاته الإيمانية فتُنبئ عن قيم متأصّلة في النفوس في نجدة أخيه المسلم، فهي من أعظم الأسباب التي تعين المسلم على الثبات على القيم العظيمة والأخلاق الفاضلة، وبهذا ينال حفظ الله ورعايته واللجوء إليه وقت الشدة والاتصال به، والالتزام بأمره فالسلم في مثل هذه الأحوال يساهم في نشر الخير وبذل المعروف وتقديم النفع وإحقاق الحق وتهدئة الخواطر وجبر المصائب. ودعا فضيلته الله العلي القدير أن يعيد هذا اليوم السعيد على حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ أعوامًا عديدة وأن يمتع جلالته بالصحة والسعادة والعمر المديد وأن يحفظ سبحانه وتعالى بلادنا عمان وسائر بلاد المسلمين.

وعقب أداء الصلاة استقبل سموه المهنّئين بهذه المناسبة، حيث أعرب الجميع عن أصدق تمنياتهم الطيبة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ داعين الله سبحانه وتعالى أن يُنعم على جلالته بدوام الصحة والعافية والعُمر المديد.

وشكر صاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد جميع المهنّئين متمنّيًا لهم عيدًا مباركًا وأيامًا سعيدة، داعيًا سموه المولى عزّ وجلّ أن يُعيد هذه المناسبة المباركة على جلالة السلطان المعظم بالسعادة والمسرة والهناء، وأن يوفق جلالته ـ أعزّه الله ـ دائمًا للمزيد من النماء لهذا البلد العزيز ورفعة شأنه، وأن يحقق الله العلي القدير لعُمان الغالية وأبنائها في هذا العهد الزاهر اطراد التقدم ونعمة الاستقرار.. وكل عام والجميع بخير.