oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

الجمعية العامة تنتصر للحق الفلسطيني مجددا

15 يونيو 2018
15 يونيو 2018

مرة أخرى، وبالتأكيد ليست الأخيرة، تنتصر الجمعية العامة للأمم المتحدة للحقوق الفلسطينية، في مواجهة الهمجية الإسرائيلية ومحاولات حكومة نتانياهو فرض واقع يسلب الفلسطينيين حقوقهم، بما في ذلك حق إقامة دولة فلسطينية مستقلة، إلى جانب إسرائيل في إطار حل الدولتين، الذي تعمل إسرائيل على إغلاق أية فرص حقيقية له الآن.

ومع التذكير بأن قرار تقسيم فلسطين في نوفمبر 1947، والذي شكل الأساس لقيام دولة إسرائيل، تضمن إقامة دولة فلسطينية، وإضفاء وضع خاص على القدس، وبإدارة مشتركة فلسطينية إسرائيلية لهذه المدينة ذات الأهمية الخاصة، إلا أن إسرائيل، وبعض الأطراف شديدة التأييد لها، وعددهم يتقلص باستمرار، يعارضون في توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، برغم كل الانتهاكات الممنهجة والمتواصلة التي تقوم بها القوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وبتعسف غير مسبوق في تاريخ الاستعمار.

فيوم الأربعاء الماضي صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار يدعو إلى توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني في الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ عدوان عام 1967، أي في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، وقد حظي هذا القرار بتأييد 120 دولة وعارضته ثماني دول فقط، وامتنعت 45 دولة عن التصويت عليه. وهى نتيجة تعكس إلى حد كبير إدراك العالم لأهمية وضرورة أن يتم تأمين الشعب الفلسطيني، أو على الأفل تحجيم الهمجية الإسرائيلية وانتهاكات إسرائيل لكل القوانين والمواثيق الدولية، باعتبار أن إسرائيل هي دولة احتلال، وأن اتفاقيات جنيف الأربع تحمي حقوق الشعوب تحت الاحتلال، وتلزم الدولة المحتلة بمراعاة تلك الحقوق.

جدير بالذكر أن مجلس الأمن الدولي فشل قبل أيام في إقرار مشروع قرار يدعو لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، برغم موافقة عشر دول من أعضاء المجلس على المشروع، وذلك بسبب الفيتو الأمريكي الذي أسقط مشروع القرار. غير أن الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تضم في عضويتها كل أعضاء المنظمة الدولية، ليس فيها حق الفيتو لأي دولة، لأن كل الأعضاء يتمتعون بالمساواة في التصويت، ولذا تمت الموافقة على مشروع القرار بموافقة 120 دولة في العالم، واعتراض ثماني دول فقط منهم الولايات المتحدة بالطبع، التي تمنح إسرائيل تأييدا غير مسبوق لسياساتها التي تنتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذاتها.

وبينما رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بهذا الموقف الدولي، ذو الأهمية والذي يعبر عن ضمير العالم وتأييده للحقوق الفلسطينية، فإنه ليس غريبا أن ينتقده رئيس الوزراء الفلسطيني نتانياهو، بزعم أن الجمعية العامة تركز على إسرائيل بشكل كبير وأن هناك قضايا دولية أخرى ينبغي أن تهتم بها، وهى مزاعم مردود عليها، خاصة وان إسرائيل تمارس أبشع أساليب الاستعمار في تعاملها مع الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وفي قطاع غزة. ومع أن إسرائيل ستقلل بالضرورة من أهمية هذا القرار، إلا أن صدوره يؤكد مرة أخرى، إنه لولا المساندة والتأييد الأمريكي القوى لإسرائيل لتغيرت أشياء كثيرة، خاصة وأن العالم بات يرى إسرائيل بصورة حقيقية أكثر، بعد أن فضحتها ممارساتها ضد الفلسطينيين على مدى السنوات الأخيرة.