1364251
1364251
المنوعات

الدراما اللبنانية لم تعد تُعرَف وما يقدم غريب الـدار والزمـان والواقـع!

14 يونيو 2018
14 يونيو 2018

بقلم: جهاد أيوب -

الدراما اللبنانية لم تعد تعرف ماذا تريد من الدراما اللبنانية، وعملها يدور ضمن خطة المكاسب المالية السريعة، بتوظيف الممثل حتى يبقى في الصورة لو لم يتقاضى أجرا عن عمله، والإتيان بوجه جمالي ليس مهماً أن يكون لديه موهبة تمثيلية، والشاري العربي لم تعد تغريه هكذا أفعال فهو يكفي بما لديه وما تنتجه بلاده، وبصراحة وما لم يعلمه غالبية المنتجين في لبنان أن السوق العربية فيها تنافس، وتستطيع أن تميز ما بين العمل المشغول بطريقة صحيحة ومميزة والعمل التجاري المتواضع فنياً، والفقير إنتاجياً !

ولا بد من ملاحظة مهمة: « كأن من يعمل في الدراما اللبنانية يصر أن يكون من غير ذاكرة، ويصر أن نقف دائماً عند الماضي المزور وحسب المزاجية دون المستقبل، والماضي والمستقبل يقفان عنده هو فقط، ووجوده هو شخصياً يعني الذاكرة »!

الهوية

الهوية مفقودة في الدراما اللبنانية، ومن المستحيل مقارنتها بالهوية المصرية والسورية، واليوم انطلقت هوية الدراما الخليجية بقوة منافسة، ولو حاولنا أن نتحدث عن تاريخ مرحلة من تواريخ لبنان نصدم بالتزوير، وبعدم استيعاب المرحلة كفواصل حياتية من ديكور وأزياء وطبيعة المكان والزمان، ليس لصعوبة تحقيق ذلك، بل من أجل استسهال العمل والتوفير في الإنتاج!

القصص في الدراما اللبنانية تطرح بشكل عام دون خصوصية، التنفيذ يتحكم به المنتج ولا علاقة لرؤية الكاتب، أو لخطط المخرج في إدارة الممثلين، تصوروا 22 مشهدا يجب أن ينفذوا خلال 12 ساعة دون إعادة ما يكون عليه المستوى التعبيري والتنفيذي لأن المنتج قرر ذلك، أو يرفض استخدام أكثر من كاميرا في تصوير المشهد ليتعمد أخذ التعابير بطلب الإعادة من الممثل دون الولوج بطبيعة اللحظة... وهات يا جهل بدور وأداء الممثل،، وفي هكذا حال تكون النتيجة ما شاهدناه من أعمال مسلوقة، وهجينة، وغبية، وأداء فني مضحك يجعلنا نترحم على زمن الأبيض والأسود رغم علاته!

وبما أن الدراما اللبنانية هي دراما مزاجية المنتج، وهذا المزاج يتحكم بكل شاردة وواردة في العمل من اختيار الممثلين، والفنيين، والأزياء والديكور، ومكان التصوير ضاربا بعرض الحائط خصوصية القصة، وصمت البعض لا يعني موافقته على هذه الديكتاتورية، بل من أجل مرور العاصمة بأقل الخسائر، والخسائر تكون في تقديم العمل الهجين وبفنانين لرفع العتب!

أما علاقة المنتج اللبناني مع المخرج المحلي فمصيبة، ومع المخرج السوري أشبه بسجن وبقرارات يجب أن تنفذ بسرعة البرق بحجة البيع!!

سوء الاختيار

لم تصل الدراما اللبنانية إلى العمل الموسمي كما حال الدراما المصرية والخليجية، واستمرت على طول السنة بتقديم الأعمال، منها ما هو جيد ومنها ما هو مصيبة بسبب سوء الاختيار للقصة المخملية الغريبة عن واقعها، ولفريق العمل الذي لا ينسجم مع ما كتب... ورغم ملاحظاتنا إلا أن التواصل الإنتاجي طيلة السنة تحسب للجهود المبذولة!

كما لم يكن نتاج هذا الشهر الرمضاني كافيا، وأكثر الأعمال استمرت بالتنفيذ حتى منتصف شهر رمضان رغم انطلاقة عروضها، وهذا يعني أن الخطة الواجبة لكل شركة إنتاج غائبة، والعمل أشبه بعلاقات خاصة وحميمية مع أصحاب الفضائيات، وهذا انعكس على طبيعة الإنتاج والتنفيذ!

منذ أن بدأ المنتج اللبناني بالإنتاج المشترك ترك بصمة مهمة في صناعة الأعمال الملفتة، خاصة أن المنتج اللبناني المغامر فتح نوافذ العمل للفنيين السوريين والمخرجين والممثلين بعد الكساد الذي عانوه في سوريا بسبب الحرب الكونية، وساهم في رفع أسعارهم، وأضر بهم حينما زرع بينهم عقدة النجومية التي لم تكن مهمة في الدراما السورية بقدر أن العمل هو النجم، وهذا زعزع بمصلحة الدراما السورية وبعلاقة الفنانين فيما بينهم!

وهذا المنتج المغامر قدم الفنان اللبناني بأفضل حالاته، وسهل له الأبواب الخليجية، ولكنه ما أن يعود إلى العمل المحلي حتى يقع بما يقع غيره من فقر بالإنتاج، وبخل في التنفيذ، واختيار ممثلين دون المستوى، وبطلات لا علاقة لهن بالتمثيل سوى صديقات ومعارف بعض المنتجين لتكون النتيجة مشاهد مملة، وأداء بايخ، وأعمال ممجوجة حتى الهروب من المتابعة!

القصص

القصص التي تقدم حتى الآن هجينة لا علاقة لها بمحيطها، وتدخل إلى الكوما بسبب انفصالها عن حالها، وانفصامها عن مجتمعها، وكل من كتب صفحة في مسلسل (مع إن المنتج يتدخل بسطور الصفحة حتى الإلغاء) يصبح نجما في الكتابة، ويبدأ بالتنظير، ومنهم من يأتي بموظفين كي يكتبوا عنه القصص والسيناريو ليطرح أكثر من عمل لا يعرف تفاصيلها لنجد أن أسلوب وطريقة ومفردات هذا النص والعمل لا علاقة لها بالنص الثاني!

ما يطرح من قصص في الدراما اللبنانية حتى الآن غريب الدار والمكان والزمان بغالبيته، وكل ما يحصل وحصل في لبنان لم يتنبه إليه الكاتب المحلي، وتركه للنسيان ليعيش الفراغ الفكري، وشيخوخة الهمة، ومن المضحك أنك بمجرد النزول إلى الشارع تصاب بتخمة ما تشاهده من مآس، ومصائب، وقصص واقعية لا تتطلب الأبعاد الدرامية، ولا اختراع الأحداث لكثافتها!

والظروف الاجتماعية والسياسية المتحركة والمتراكمة منذ عهود واضحة وضوح الشمس، وما يعانيه المجتمع اللبناني من تناقضاته الوطنية والدينية تصنع المعجزات الفنية، ووصلت إلى البرامج التلفزيونية من خلال طرحها بلسان أصحابها، وتتناولها الصحف المحلية والعالمية، دون أن ننسى ما يحدث من تظاهرات دائمة، وسرد قصص العاطلين عن العمل، وهجرة الشباب، وفوضوية التعليم، وتناقضات الوزراء، وحال النواب، وما يحدث في المستشفيات من جرائم طبية لا إنسانية، وحال الواقع الرياضي... كل هذا يصنع ملايين القصص، لا بل منها قصص تراجيدية، وكوميديانية لم تحرك الكُتاب وأصحاب الإنتاج في الالتفات إلى ما يحدث حولهم، فهجروا كل الأمور ليحطوا في أعمال تشبه مشفى المجانين من غباء التنفيذ والتواصل!

وتعيش الدراما اللبنانية على فقر البحث عن مخرج يفهم بأن الدراما تختلف عن الإنتاج، وأنها صورة عن واقعها مع وجهة نظر تحرر هذا الواقع أو تصفعه كي يتحرك ما هو يعيش في زوايا راكدة، وغياب ورشة العمل في المسلسل، ولا عظماء يعملون في مسلسل أقل من قدراتهم!

هذه بعض الأعمال وليس كلها، ولن نكتب المتابعة النقدية بالأسلوب القديم من حيث شرح ونقد كل مفردة والممثلين، فقط نكتفي بتقديم حالة نقدية مختزلة وسريعة فما يقدم لا يرتقي إلى الدراسات النقدية الشاملة:

تانغو

«تانغو» مشترك، تأليف أياد أبو الشامات، إخراج رامي حنا، بطولة باسم مغنية، وباسل خياط، ودانا مارديني، وطلال الجردي، وسميرة بارودي.

من أجمل الأعمال العربية واللبنانية، فيه متعة بصرية وتمثيلية، والتنافس الأدائي كان واضحا من الجميع، وقد بدأ ذلك في الحلقة الأولى، لا بل كان واضحا بأداء باسم مغنية في مشاهده الأولى، واستمر على ذلك حتى غدى غول الأداء، وأتقن تداعيات الشخصية بكل لحظاتها وأبعادها وبالتحديد حينا سكر، فنان سحب البساط من تحت كل من شاركه في العمل، ولون بذكاء يشهد له بذلك، ويضعه في الصفوف الأولى بثقة، ويصنف بالنجم المتميز بين النجوم إذا أتيحت له هكذا أدوار، وهكذا نصوص وإخراج!

دانا مارديني متوهجة، تمتعنا ونحن نشاهدها، تتقن دورها وأدوار من يلعب حولها، وهي زادت من نجاح العمل، أما باسل خياط فاجتهد بقدر المستطاع، هو فنان متميز عابه أنه لم يتطور في أدائه مع أحداث الشخصية، وهذا خطأ فادح، وأحيانا كنت أشعر كما لو كان يؤدي الدور بسرعة لأسباب نجهلها!

هذا الكلام لا يقلل من موهبة باسل بل يعطيه مسؤولية أكبر لدراسة واستيعاب والتفرغ للشخصية التي سيلعبها!

طلال الجردي عميق وبسيط، ودائما يضيف فيبدع، أما النص فمن أجمل النصوص، والإخراج رغم بعض الملاحظات حول كيفية التقاط الكادرات إلا أن سيطرته وتحكمه بمجرى الأحداث والممثلين يجعلنا نحترم جهوده!

موت أميرة

«موت أميرة»، تأليف طوني شمعون، إخراج عاطف كيوان، بطولة الوجه الجديد شيراز، جورج شلهوب، كارمن لبس، مازن معضم، سعد حمدان، رين الأشقر، جان قسيس، بيار شمعون، السي فرنيني.

العمل كان متابعا رغم ملاحظاتنا النقدية، الناس أحبته لأكثر من سبب أهمها احترامه المشاهد، وتقديم قصة قريبة من الناس، وغير معقدة وواقعية، والنص والحوار أجمل ما كتب طوني شمعون، وما لفتني دقته في اختيار مفردات كل شخصية حسب طبيعتها وظروفها، وهذا يتطلب جهدا نفسيا قاسيا وعاليا، وكنت أتمنى أن يتوافق ذلك مع المخرج من خلال جلسات عمل، فالمخرج في كثير من المشاهد لم يتمكن من التقاط الحالة النفسية وطبيعة الموقف، ولم يتمكن من تركيب الألوان والكادر الصح في بعض المشاهد... ولا أدري كيف حصل ذلك مع إن كيوان يتفهم هكذا وضع، ربما سرعة التنفيذ لبعض المشاهد وصلتنا غير مقنعة، وتتطلب إعادة تنفيذ، وهذا يتحمله المخرج سيد العمل مهما كانت الظروف!

جهود المخرج كيوان كانت واضحة نتيجة ظروف العمل، وسرعة التنفيذ وما شابه... ومع ذلك تمكن كيوان من التحكم بإدارة الممثلين، وتوجيه النصائح من خلال مشاهدتنا لبعض الوجوه التي لا تعمل مع غيره كما عملت معه!!

جورج شلهوب وكارمن لبس رغم إمكانياتهما العالية التي نعرفها خاصة المبدعة لبس قدما أدوارهما بأسلوب عادي، وكان بالإمكان تأدية مختلفة كلياً وبلمعة وتوهجاً، ومع ذلك تبقى كارمن لبس هي الأفضل، وتعطي ما لا يعطيه غيرها إذا قررت!

المفاجأة كانت الفنان سعد حمدان وبيار شمعون، سعد قدم دورا يحسب في مسيرته، ونقله من موقع إلى آخر بثقة، وتعبيرات وجهه ونظراته كانت شريكة في تنفيذ الشخصية تمثيلياً، وبيار فنان موهوب يضيف جواً محببا ترغب بأن يبقى مشهده!

شيراز وجه جديد جميل، ومع الأيام سيتعلم الكثير خاصة في كيفية استخدام الصوت، والوقوف أمام الكاميرا، وتقديم التعابير المطلوبة حسب الحالة، وحمل البطولة كبير عليها، ومازن معضم لا يزال يقدم ما يعرض عليه باجتهاد، ولا يزال بداخله أن يعطي أكثر مما يقدم، أما السي فرنيني فهي لم تكن مقنعة.

عاب العمل كما غالبية الأعمال اللبنانية نجمات النفخ والشفط والسيلكوم والأفواه التي لا تفتح، والنظرات الغبية!!

طريق

«طريق» مشترك، عن رواية الأديب المصري نجيب محفوظ، سيناريو وحوار سلام كسيري، إخراج رشا شربتجي، بطولة عابد فهد، نادين نسيب نجيم، ختام اللحام، وفاء الموصللي، أليكو داوود، جنيد زين الدين.

نعم يجب أن نقف عند هذا العمل مطولا لكونه يتضمن أكثر من رافد يجعله في مقدمة الأعمال العربية إلى جانب «تانغو»...عمل مدروس، اختياراته دقيقة، وتنافس التمثيل متعة، وكتابة السيناريو زادنا تمتعا، والمخرجة رشا رغم أسلوبها في التطويل والبطء في الأحداث قدمت صورة جمالية ذكية لكادر مدروس وليس لقطة عبيطة، رشا مجتهدة ولها شخصية في تنفيذ إخراجها.

عابد فهد المتقن، الكاركتر المعبر، وفي هذا العمل عاد إلينا بتفوق يفرض أن نحترمه من خلال الشخصية المعقدة والمعبرة والبسيطة والمحبة في صوته وتعابيره وحركة جسده، ونادين نسيب نجيم في أفضل حالاتها، وهذا العمل قدمها كممثلة بطلة، ولم يعتمد على شكلها فقط كما الأعمال السابقة...وبصراحة لأول مرة اكتشف قدراتها التمثيلية، وأعتبرها ممثلة جيدة!

وفاء موصللي سيدة التمثيل، وختام اللحام تعطي من روحها، والملفت في العمل أداء الموهوب جنيد زين الدين.

ومشيت

«ومشيت» تأليف وبطولة كارين رزق الله، إخراج شارل شلالا، ومن بطولة بديع أبو شقرا، رندة كعدي، سيريتا الشامي، أسعد رشدان.

كنت أتوقع كما غيري أن هذا العمل سيكون الأفضل، ونستطيع المنافسة من خلاله لأسباب كثيرة أهمها أن كارين رزق الله أفضل من يكتب، وأفضل من يخط سيناريو في لبنان، وتتطرق إلى الواقع بذكاء ودقة ورعاية، وأيضاً هنالك ممثل مهم يدعى بديع أبو شقرا ولكن النتيجة كانت متواضعة، وأحياناً نجد بعض المشاهد غاية بالتميز وبسرعة يرافقها المشاهد الفقيرة شكلاً وتنفيذاً ولا نعرف السبب!

كان الواجب أن يتم جلسات طاولة قبل التنفيذ، والاتفاق على رؤية مخرج يلتزم بها الجميع، ولكن المخرج في هذا العمل مجرد مصور لم يلفتنا في كادره!

الهيبة- العودة

«الهيبة- العودة» مشترك، تأليف هوزان عكو، سيناريو وحوار باسم توفيق، إخراج سامر البرقاوي، بطولة تيم حسن، ونيكول سابا، منى واصف، رفيق علي أحمد، أحمد الزين، عبد المجيد مجذوب.

تكرار تجربة العمل الناجح بجزء آخر ليست مغامرة، بل تضييع للوقت، وكل الأعمال التي قدمت الأجزاء تقوقع فيها جهد الممثلين، وهجرها المشاهد إلا القلة القليلة باستثناء «باب الحارة» لأسباب كثيرة منها إنتاجي وسياسي!

وكما أن عفوية أداء الممثلين تتوه رغم شعبية المكان والزمان، وهذا غير موجود في «الهيبة»، والكل أصبح نمطيا بتصنع الأداء، وأبطال الجزء الأول قدموا ما عليهم بتميز حتى أصبحت بعض الشخصيات سطحية رغم صريخها، ونمطية كما هو حال جبل «تيم حسن» في هذا الجزء، ورغم أن إمكانيات تيم الرائعة لا تحتاج شهادة، وكذلك الكبيرة منى واصف إلا أن حضورهما لم يكن مقنعاً، وأصغر ممثل مؤدي يجسد أدوارهما أفضل منهما في هذا الجزء!

تيم تعابير الفناها، وصراخه في غير محله، وسلاح لا يصنع بطولة، ومنى تؤدي لرفع العتب، والباقي مكانك سر خاصة أن العودة إلى الماضي كانت سنتين أو أقل وهذا لا يتطلب عودة بل يتطلب نفضة!

مخرج تعامل مع القصة باستخفاف من حيث الصورة ومن حيث الأداء، وفلتت منه مفردات مهمة كان الواجب أن يتنبه إليها لو قرأ مشاهده، ولكنه تعامل باستخفاف الواثق فكانت النتيجة مضحكة، والجمهور حاسب وانتقد وانسحاب!

الاستعانة بنجوم الصف الأول لبنانيا، ولها بصمة عربية أمثال أحمد الزين وعبد المجيد مجذوب ورفيق علي أحمد كان فكرة ذكية، ولكن أدوارهم محدودة، صحيح تميز غالبية من استعان بهم خاصة أحمد الزين، ولكن بحدود الحلقات الخمس والسلام، لنعود إلى الأداء النمطي مع أخطاء طالت كرامات أهل تلك المنطقة كان العمل بغنى عنها، وقد يكون سبب ذلك لفتح قنوات جدلية جديدة في الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي تساهم في انتشار ومتابعة العمل بعد سقوطه جماهيريا من خلال التطاول على أهل بعلبك، وفقره الفني!

العمل لا يتحمل النقد لكونه يعيش في الماضي، وماضيه كان في جزئه الأول رائعا بينما مستقبلة الخلفي في الجزء الثاني كان ضعيفاً نمطيا يستجدي النجاح من خلال كثرة الصراخ!

جوليا

«جوليا»، مشترك، وإخراج إيلي ف حبيب، بطولة ماغي بوغصن، قيس شيخ نجيب، وسام صباغ، سلطان ديب، مي صايغ.

عمل نفذ بطريقة عجيبة أفقدته حلاوة الفكرة، وقدم ماغي بو غصن بطريقة غريبة أبعدتنا عن متابعتها وهي التي تمتلك موهبة كبيرة في لعب أدوار الكوميديا، كانت تائهة، ضائعة تكرر نفسها، وكل هذا بسبب المخرج الذي لم يفهم الشخصية، ولم يحدد لها من هي في مشاهدها، وتركها على هوانها كما فعل مع غيرها!

الشخصية الوحيدة التي كانت مقنعة في العمل قيس شيخ نجيب، وفي كل مشاهده يحاول أن ينقذ ما أمكنه ولكن الممثل الواحد لا يتمكن من تحديد تميز لعمل مغرق بالفقر الفني!

الحب جنون

«الحب جنون - الماظ» مشترك، تأليف وحوار ناديا موسى الأحمر، إخراج فيليب أسمر، بطولة كارلوس عازار، باميلا كيك.

قبل الدخول بملاحظات العمل لا بد أن نعترف أن فكرة وأجواء هذا العمل بتفاصيلها لا تليق في شهر رمضان المبارك.

كتابة العمل فيه جرأة وسلاسة، ويبشر بكاتبة مختلفة رغم أن هكذا مواضيع طرحت سابقا في السينما المصرية مع تبريرات الفعلة، ولكن هنا لديها سلاسة وحوارات ذكية وناعمة رغم حدتها في بعض المشاهد.

وقد ظهر تواضع اختيار الممثلين منذ المشهد الأول، واستمر على هذا الحال إلى حين ظهور الفنان النجم كارلوس عازار، لقد أبدع هذا الفنان الشاب بتقمص الشخصية، والمفارقة أن جميع فريق العمل لم يكن بمستوى التمثيل الأداء التنفيذ القصة الحالة، ونستطيع القول يتحمل كل هذا سوء الاختيار، وعدم العمل على الممثلين، وكم من مرة شعرنا أن التمثيل في هذا العمل مجرد تسميع استظهار والسلام!