1357595
1357595
روضة الصائم

أدب الطفل: كيف ننظم أوقات الأسرة في العيد؟ «1»

13 يونيو 2018
13 يونيو 2018

إعــــداد: مروة حسن -

لقد حاولنا الاجتهاد في شهر رمضان المبارك ونسأل الله أن يتقبل منا صيام نهاره وقيام ليله، ولأن رمضان شهر يختلف في جميع طقوسه عن بقية أشهر العام فقد اعتاد الكثير على قيام الليل واعتادوا على السهر، حيث يقول محمود عدلي الشريف (إمام جامع محمد الأمين) أنه قد تعتاد الأسرة بأكملها صغيراً وكبيراً شيباً وشباباً ذكوراً وإناثاً على الاستيقاظ وقت السحر، نظرا لتناول وجبة السحور التي روي فيها عن عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً»، فمنذ أداء صلاة التراوح وما بعدها من أمور وأغراض وأشياء أخرى يعتادون السهر، ثم يكمل ذلك لديهم بعد ذلك عندما يصلون صلاة التهجد اقتداءً برسول الله صلى الله الله عليه وسلم فقد قال الله تعالى له: «وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَىٰ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا» (الإسراء: ٧٩).

ويوضح محمود عدلي أنه من هنا معظم الناس طيلة الليل في شهر رمضان لا ينامون، ومنهم من ينام بالنهار كثيراً، خاصة أن ساعات الدوام في رمضان تخفف، ثم بعد ذلك بعد رمضان يظل معتاداً على ذلك، وهنا تأتي المشكلة حيث إن البعض اعتاد على أوقات رمضان وبالتالي يصعب عليه الاستيقاظ بعد رمضان مباشرة مبكرا، وتجد البعض يعاني من الذهاب إلى الدوام البعيد عن السكن، أو أن يوقظ أبنائه للمدرسة، وتراهم يشكون من الميل إلى النوم في هذا الوقت من الصباح المبكر، وما ثقل عليه الذهاب إلى العمل إلا لأنه استقطع وقتا كبيرا من الليل لم ينم فيه وقد خالف الآية «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا «(الفرقان: ٤٧).

لذا ينبغي علينا في أيام العيد المباركة أن نحاول أن نخفف من حدة الاختلاف في المواعيد، بحيث ننظم أوقاتنا ولنبدأ ذلك التنظيم من ليلة العيد الأولى، فإن بها وسعة لانتهاء قيام اليل والسحور، وعليه لا بد أن يأخذ الواحد منا قسطاً كبيراً من النوم بقدر ما يستطيع، فعلى الأقل يبدأ بأربع ساعات فيها، حتى يستيقظ لصلاة الفجر وأداء صلاة العيد، والحذر من النوم في أول ساعات من نهار أول أيام العيد، فإنه بذلك يجعل من ذلك للسهر في ليلته القادمة نصيباً، وبهذا تتثبت مواعيد رمضان وتستمر مشكلة السهر، ولكنه عندما يحاول أن ينام أكبر وقت ممكن ليلة العيد الأولى، ويحاول أن لا ينام طيلة نهارها، فبمجرد أن ينتهي من الزيارات في أول يوم للعيد، فإنه سيجد نفسه بعد العشاء مباشرة أو بعدها بقليل يحتاج إلى النوم، وهنا يمكن له أن يستيقظ في صباحه الثاني مستريحاً مطمئناً، وهنا تكمن نقطة نجاحه، فقد تغلب على السهر بمجرد انتهائه من يومه الأول، وهكذا بقية أيام العيد، وهنا تستقر الساعة البيولوجية لديه، فيرجع إلى ما كان يعتاده من الطبيعي قبل رمضان من النوم مبكراً ليستيقظ مبكراً، أما إذا لم يفعل، وظل ساهرا أول ليلة في العيد، وطبعا سهر بغير فائدة، فلا تهجد ولا سحور، وبهذا ينام بعد صلاة العيد، فيجد نفسه مباشرة سيسهر في الليلة التالية، وهكذا يستمر في اعتياده على مواعيد رمضان، فيثقل عليه لا شك الاستيقاظ مبكرا.