1357634
1357634
روضة الصائم

الطب التقليدي العماني: أمراض الرحم.. صفتها وعلاجها

12 يونيو 2018
12 يونيو 2018

عرض: سيف بن سالم الفضيلي -

برع أهل عمان في مختلف فنون العلم وتخصصاته -بفضل الله تعالى- فلم يكونوا بمنأى عن كل فن من فنونه فبرزت مواهبهم فيها واستطاعوا تطويع هذه الفنون في خدمة الإنسانية فكان منهم الإبداع والإنتاج الغزير.

من بين تلك الفنون التي برعوا فيها فن (الطب الشعبي) الذي مارسوه عمليا وتعاملوا مع الأعشاب المختلفة التي تزخر بها عمان المباركة وعرفوا أسرارها وما تحتويه من فوائد عظيمة لعلاج كثير من الأمراض التي ابتلى الله تعالى بها بعض عباده، فكان لهؤلاء الرجال يقين حقيقي أنه (لا يوجد داء إلا وجعل الله له دواء) وهو يقين ينم عن إيمان وثقة بالله تعالى انه هو الشافي والمعافي وانه على كل شيء قدير..

مما اخترناه لك قارئنا الكريم من خلال ملحق (روضة الصائم) هذا العام عرض مجموعة من الفصول من مخطوط (منهاج المتعلمين) لمؤلفه الطبيب الشيخ راشد بن عميرة بن هاشم العيني الرستاقي العماني، والذي يوجد ضمن خزانة دائرة المخطوطات بوزارة التراث والثقافة.

لنتعرف سويا على ما ساهم به الأجداد في مضمار الطب الذي يعتبر من أهم المضامير التي يحتاجها الإنسان لحمايته من الآفات التي تعترضه وتؤثر على حياته وسبيل إنتاجه وعطائه.

حلقة اليوم عن (أمراض الرحم)، وإذا استنزف الدم من الحامل أو غير الحامل تكثر أكل الخل مع الكزبرة مع فطير الذرة أو خميرها وحب الرمان.

ويتجنب الألبان والأدهان واللحم والجلجلان ودهنه والعسل وكل حار حريف ويجبر بما يطيب به الورد وما يشابهه في البرودة وتكثر الاغتسال بالماء البارد.

وإذا دق بعر الماعز وخلط بكندر واحتملته المرأة بصوفة قطع الدم من أي موضع كان.

وكذلك الكافور إذا خل بماء وبل منه قطنة واحتملته المرأة.

ونيل الصباغين إذا شرب نفع لقطع زيادة دم الحيض شربا وحمولا.

و(للمستحاضة كثيرة الدم)، التحمل بصوفة مبلولة بزيت ملوثة بكافور ومر مسحوقين وشرب زهر الطرفا يدق ويعصر ماؤه ويشرب.

أو تتحمل برماد الأثل أو خثاء البقر تتحمله المرأة في فرجها قطع نزف الدم.

أو يؤخذ زنجبيل يابس ودم الأخوين الأحمر الجيد وزبد البحر وقشر البيض، يدق من كل واحد جزء دقا ناعما ويجعل حيث يجري الدم.

وأما (اختناق الرحم) هو بطلان التنفس العارض من قبل الرحم ويعرض ذلك بالمشاركة وأعراض كثيرة وبمشاركة الدماغ يحدث صداعا شديدا وغيره من الأعراض الرديئة.

بالمشاركة للقلب يحدث الغشي وغير ذلك وهذه العلة تصعب وتحف بنوائب كالصرع قد تهلك المرأة عند اشتداد النوبة بها.

وهذه العلة تكون إما من احتباس مني المرأة في أوعيته فتطفأ الحرارة لاختناقه وتعفنه فيبرد مزاج الرحم.

أو من احتباس دم الحيض أو من سبب دواء تناولته المرأة يمنع الحبل وكثيرا ما يحدث ذلك بالشباب العواتق من النساء وليس يكاد يحدث بالمتزوجات.

وأما (احتباس الحيض) فسببه شدة أو غلظ الدم أو إفراط السمن أو ورم أو تقدم استفراغ مفرط.

وعلامته احتباس وثقل أسفل البطن وجميع البدن وضعف الشهوة وربما اسود البول.

وعلاجه بأن يستفرغ بفصد الصافن ثم يستعمل أكل الزنجبيل المربى ويكمد السرة بالقسط ودارصيني مدقوق مغليين ثم يجعل في كيس صوف ويتكمد به.

أو شراب الحلبة والتمر وشرب الحساء المذكور في السعال اليابس من الحلبة والحنطة والسكر والسمن وما ذكر هناك.

فإذا كان من خلط غليظ أو سوء مزاج بارد فيداوى بما يستخرج ويلطف كبزر الكرفس والرازيانج والفوتنج الجبلي يدق وذلك ويغلى ويشرب ماؤها مع الحمص الأسود وماء العسل وينفع مع ذلك السكنجبين البزوري ويكمد بالأفاوية ففيه منفعة عظيمة.

أو تضمد العانة وتحت السرة بضماد صفته؛ بسد والدارصيني والسكنجبين وفقاح الإذخر وجوزبوا وبسباسة والهيل والقافلة والقسط، يدق ذلك جريشا ويطبخ بغمره ماء ويجعل في كيس صوف ويكمد به وهو فاتر دفعات وتتحمل بماء الشذاب وماء الفوتنج النهري يغمس فيه صوفة، وتلوث به ومسن واشنان فارسي وشحم الحنظل وأفستين ويبخر الرحم بالجاوشير والكندس والعود من إجابة خضراء تجلس عليها المرأة ودخول الحمام ان كان لغيره من الأسباب فيما تقدم ذلك السبب ويزيله.

وأما (كثرة الإسقاط) يكون من داخل لرطوبة لزجة أو ضعف القوة الماسكة أو ورم أو درور الدم أو من خارج كالسقطة والضربة والصوت الشديد.

أو العطاس الدائم أو من الدواء المسهل أو الفصد أو نزف دم واستعمال دواء خاصيته إسقاط الأجنة.

العلاج بأن يستفرغ بحب الأصطمخيقون ان كان من رطوبة ان لم يكن هناك جنين وتعطى جوارشن العنبر وتحتقن بدهن الزنبق والغالية وبعده الآس.

أو بماء طبخ فيه عفص وجلنار قد أديف فيه رامك وسك....

وغيرها من الأدوية المذكورة في المخطوط.

وأما (عسر الولادة، فسببه غلظ المشيمة أو برد الهواء أو حرارة أو ضعف الوالدة أو مكاربها أو سمنها أو كثرة الحبل أو كون رأسه أو خروجه على شكل غير موافق.

العلاج بأن يمرخ أسفل البطن بالشيرج أو تعطس بإدخال فتيلة من قرطاس في الأنف.

فإن كان لأجل سمن المرأة أو صغر الرحم فتؤمر باجتهاد بالطلق ويمرخ أسفل البطن بدهن الخيري وتجلس في ماء مغلي فيه بابونج وإكليل الملك وتمرخ ظهرها ورحمها وخاصرها بالشمع والدهن.

ويقال ان البخور بحافر البغل يسرع الولادة....وغير ذلك من الأدوية.

ومن مسهلات الولادة فاتحة الكتاب و(إذا السماء انشقت، وأذنت لربها وحقت، وإذا الأرض مدت، وألقت ما فيها وتخلت). ويعلق على الفخذ الأيسر ويفك عند الوضع.

ومتى عسر على المرأة الولادة وكانت قوتها ضعيفة فلا يتعرض لعلاجها.