1361948
1361948
العرب والعالم

الأمم المتحدة تعلن نزوح 920 ألف شخص داخل سوريا عام 2018

11 يونيو 2018
11 يونيو 2018

روسيا تحذر من استخدام مواد سامة في دير الزور -

دمشق - «عمان» - بسام جميدة - «وكالات»:

أعلنت الأمم المتحدة أمس أن أكثر من 920 ألف سوري نزحوا في الأشهر الأربعة الأولى من العام 2018، في ما يشكل رقما قياسيا منذ بدء النزاع قبل سبع سنوات.

وصرح منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا بانوس مومسيس خلال مؤتمر صحفي في جنيف «نشهد نزوحا داخليا كثيفا في سوريا، من يناير إلى أبريل هناك 920 ألف نازح جديد». وأضاف «هذا أكبر عدد من النازحين خلال فترة قصيرة منذ بدء النزاع».

ويرفع النزوح الأخير عدد الأشخاص الذين نزحوا في داخل سوريا إلى 6,2 مليون، في حين يعيش حوالي 5,6 مليون لاجئ سوري في الدول المجاورة، بحسب أرقام الأمم المتحدة.

وأشار مومسيس إلى أن النازحين مؤخرا أجبروا على مغادرة منازلهم بسبب تصعيد المعارك في الغوطة الشرقية التي شكلت منذ العام 2012 أبرز معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق قبل أن تستعيد القوات الحكومية السيطرة عليها في ابريل، ومحافظة إدلب (شمال غرب) التي تسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر منها مع تواجد محدود لفصائل إسلامية أخرى. وأضاف مومسيس في ظل الوضع الحالي في إدلب حيث يعيش 2,5 مليون شخص، «قد نكون لم نرَ بعد الجزء الأسوأ من الأزمة».

وقال «نحن قلقون لرؤية 2,5 مليون شخص يتم دفعهم أكثر فأكثر إلى الحدود التركية».

ودعا مومسيس القوى الكبرى للتوسط من أجل التوصل إلى تسوية عبر التفاوض لإنهاء الحرب وتجنب إراقة الدماء في إدلب. من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إجراء تحقيق في قصف جوّي يُعتقد أن مقاتلات روسية شنته في إدلب وأسفر عن مقتل العشرات بينهم أطفال.

وقُتل 44 شخصا بينهم ستة أطفال في القصف الجوي الذي استهدف ليلة الجمعة الفائت منطقة سكنية في وسط بلدة زردنا في ريف إدلب الشمالي، استنادا إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأبدى غوتيريش في بيان «قلقه العميق» حيال القصف، داعيا إلى «إجراء تحقيق شامل في الغارات، ولا سيما في الادعاءات بأنه كانت هناك أيضا ضربة جوية ثانية استهدفت أول المستجيبين».

وأشار الأمين العام في بيانه إلى أن إدلب تعتبر جزءا من اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل إليه في أستانا، ودعا ضامنيه إلى الوفاء بالتزاماتهم. وتسيطر على بلدة زردنا فصائل مسلحة بينها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).

فيما أفادت مصادر أهلية في الحسكة بأن طائرات «التحالف الدولي قصفت مدرسة في قرية خويبيرة جنوب شرق الشدادي ما تسبب بمجزرة راح ضحيتها 18 مدنيا جلهم نساء وأطفال عراقيون فروا من جرائم إرهابيي داعش وقصف التحالف.

وأشارت المصادر إلى أن التحالف الدولي يعمد إلى قصف قرى في ريف مدينة الشدادي بمختلف أنواع الأسلحة تمهيدا لاحتلال مجموعات (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية لهذه القرى.

في غضون ذلك، حذرت وزارة الدفاع الروسية من استفزاز جديد باستخدام مواد سامة يجهزه الجيش السوري الحر بمساعدة قوات أمريكية خاصة في دير الزور شرق سوريا.

وقال كوناشينكوف في بيان أمس: «حسب المعلومات المؤكدة عبر ثلاث قنوات مستقلة في سوريا، تحضر قيادة ما يسمى بالجيش السوري الحر، وبمساعدة عسكرية من قوات العمليات الخاصة الأميركية، استفزازا جديا باستخدام مواد سامة (هجمات كيميائية) في محافظة دير الزور»​​​، محذرة من أن هكذا استفزازات ستؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع في سوريا.

وأوضح كوناشينكوف، بأن مسلحي الجيش الحر، أدخلوا أنابيب تحتوي على غاز الكلور إلى بلدة حقل الجفرة في محافظة دير الزور، لتمثيل هجوم كيماوي وتصويره واستخدام التصوير كذريعة جديدة لتبرير قصف جوي للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على أهداف حكومية سورية وتبرير هجوم المسلحين ضد القوات الحكومية على الضفة الشرقية لنهر الفرات.

من ناحية ثانية، اختتم المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا مشاورات في طهران مع كبار المسؤولين الإيرانيين، حول العملية السياسية السورية، حسب وكالة إرنا الإيرانية.

وأعلن دي ميستورا في بيان أصدره عقب المباحثات، أنه سيواصل المشاورات الإقليمية في الأيام المقبلة.

وأجرى دي مستورا، محادثات مع حسين جابري أنصاري مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية الخاصة وكبير المفاوضين الإيرانيين في المفاوضات الدولية حول السلام في سوريا (عملية آستانا). وأكد جابري أنصاري في هذا اللقاء علي النهج الثابت والبناء لإيران لتسهيل عملية تسوية الأزمة السورية، وقدم إلى المبعوث الأممي الخاص بشؤون سوريا، مجموعة من المبادرات والمقترحات المحددة للبدء بعمل لجنة صياغة الدستور السوري.

وأعلن وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، أنه لا يمكن تسوية النزاع الدائر في سوريا، إلا بالطرق السياسية والدبلوماسية حصرا.

وقال وزير الخارجية الكازاخستاني قيرات عبد الرحمنوف في الجلسة الموسعة لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي امس: «أكدنا من جديد موقفنا المشترك المتمثل في أنه لا يمكن حل الأزمة في سوريا إلا من خلال التدابير السياسية والدبلوماسية. وفي هذا الصدد، تم التأكيد بشكل خاص على دور الدول الضامنة لعملية أستانا ومن بينها روسيا - إحدى الدول الأعضاء في منظمة معاهدة الأمن الجماعي. وبفضل جهود الدول الضامنة تعتبر عملية أستانا اليوم، عمليا، المنصة الوحيدة التي تم فيها تحقيق نتائج حقيقية حول تسوية الوضع في سوريا.