1362031
1362031
العرب والعالم

وضع اللمسات الأخيرة للقمة التاريخية بين ترامب وكيم اليوم

11 يونيو 2018
11 يونيو 2018

أنظار العالم تتجه إلى سنغافورة -

سنغافورة - (أ ف ب) - وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون أمس اللمسات الأخيرة على تحضيراتهما عشية قمتهما التاريخية التي أعرب ترامب عن تفاؤله وحماسته لها.

وتتجه أنظار العالم بأسره إلى سنغافورة مع السؤال نفسه: هل سينجح الرئيس الأمريكي البالغ 71 عاماً الذي فاجأ الجميع بقبوله لقاء وريث سلالة كيم الذي يصغره بأكثر من ثلاثين عاماً، بدفع بيونج يانج إلى التخلي عن سلاحها النووي؟

وقال ترامب أثناء اجتماع عمل على مأدبة غداء مع رئيس وزراء سنغافورة لي حسين لونج «أعتقد أن الامور ستتم بشكل جيد جدا». وتحدث الرئيس الأمريكي مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ان ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي عبر الهاتف. وعبّر أمس عن ثقته بنجاح القمة وحماسته في تغريدة قال فيها «سعيد لأنني في سنغافورة، هناك حماس في الأجواء».

وستُعقد القمة صباح اليوم في فندق فخم في عاصمة هذا البلد الآسيوي.

وسيليها اجتماع يضم فريقي عمل الطرفين وغداء عمل. ولم يكن بالإمكان تخيل عقد هذه القمة قبل بضعة اشهر فقط عندما كان ترامب وكيم يتبادلان الاتهامات والإهانات.

وأمس عمد فريق ترامب إلى إعطاء صورة مشجعة عن المفاوضات التي التزم الجانب الكوري الشمالي الصمت حيالها. ومساء أمس اعلن البيت الأبيض في بيان أن «المحادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية تجري بشكل أسرع من المتوقع».

وأضافت الرئاسة الأمريكية أن ترامب سيعقد مؤتمرا صحفيا يغادر بعده سنغافورة مساء اليوم قبل يوم مما كان متوقعا، مستبعدا كما يبدو يوما ثانيا من المحادثات التاريخية مع الزعيم الكوري الشمالي.

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي التقى كيم مرتين في بيونج يانج «انا متفائل جدا ازاء فرص نجاح» أول لقاء بين الرئيس الأمريكي والزعيم الكوري الشمالي.

«ضمانات أمنية فريدة»

وفي مؤتمر صحفي عقده أمس اعلن بومبيو الذي لا يعطي الكثير من التفاصيل، أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم «ضمانات أمنية فريدة ومختلفة» عن تلك التي عرضتها حتى الآن على بيونج يانج مقابل نزع أسلحتها النووية «بشكل كامل ويمكن التحقق منه ولا عودة عنه».

وتعتبر القمة التي تُبرز على الساحة الدولية زعيم نظام منغلق للغاية تُعدّ تنقلاته خارج بلاده على أصابع اليد الواحدة، تنازلا كبيرا من جانب الولايات المتحدة. وأوضح الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن بوريس توكاس لوكالة فرانس برس «منذ 25 عاما تحاول كوريا الشمالية الحصول على لقاء مع رئيس أمريكي أثناء أدائه مهامه». من المفترض ان تتمحور النقاشات حول طموحات بيونج يانج الذرية التي تخضع لعقوبات دولية صارمة فرضها مجلس الأمن الدولي على مرّ السنوات والأزمات.

وعبّر مون جاي ان من جهته عن ثقته بنجاح لقاء اليوم داعيا الى تجنب الانتظارات المبالغ بها.

وأضاف «حتى لو بدأ الحوار بينهما بسرعة، يجب على الأرجح (اجراء) حوار على المدى الطويل قد يستغرق سنة أو سنتين أو حتى أكثر لحلّ المسائل المطروحة على الطاولة بشكل كامل». وتحدثت وكالة أنباء كوريا الشمالية الرسمية في تقرير حول تنقلات زعيم بيونج يانج عن بزوغ «عصر جديد»، مؤكدة أن جدول أعمال القمة سيشمل إضافة إلى نزع الأسلحة النووية، «آلية للمحافظة على السلام الدائم والمستدام في شبه الجزيرة الكورية». ورأى مسؤول أميركي كبير في هذه الجملة «رسالة تفاؤل».

فشل 1994 و2005

لكن المطلب الأمريكي يتركز منذ سنوات على الموقف الكوري الشمالي المتعنت.

في العام 1994 وبعدها في 2005، أبرمت اتفاقات لكن أيا منها لم يتمّ تطبيقه فعليا وكثفت كوريا الشمالية منذ 2006 تجاربها النووية والبالستية، حتى التصعيد الخطير العام الماضي. ويعوّل ترامب خلال لقائه مع كيم، على حدسه ومهارات التفاوض التي يقول أن يتميز بها. وفي حين تحدثت الإدارة الأمريكية عن اتفاق تاريخي سيبرم في 12 يونيو، عملت مؤخرا على التخفيف من مستوى التوقعات مشيرة إلى بدء «عملية» غير مسبوقة. لا تزال بنود الاتفاق الذي يعمل على التوصل اليه هي نفسها كما كان الأمر في السابق: نزع تدريجي للأسلحة النووية مقابل دعم اقتصادي وضمانات أمنية للنظام المعزول ومعاهدة سلام تنهي رسميا الحرب الكورية (1950 - 1953).

وصرّح الخبير في السياسة الخارجية جيفري لويس «ترامب قدم ببساطة هذه اللقاءات إلى الكوريين الشماليين من دون الحصول على أي تقدم». وأضاف «يبدو واضحا منذ البداية أن كوريا الشمالية ليس لديها نية التخلي عن ترسانتها النووية».