1360847
1360847
العرب والعالم

نزع سلاح بيونج يانج النووي يهيمن على قمة «ترامب - كـــيم»

10 يونيو 2018
10 يونيو 2018

سنغافورة - (أ ف ب):

يلتقي كيم جونج أون ودونالد ترامب غدا الثلاثاء في سنغافورة على خلفية عقود من الريبة والمواقف المتعارضة بين البلدين، وهو ما سيلقي بظله على المحادثات بينهما حين تتناول مدى استجابة بيونج يانج للمطالب الأمريكية القاضية بنزع سلاحها النووي بصورة دائمة لا عودة عنها.

وتردد واشنطن أن على بيونج يانج التخلي عن أسلحتها النووية بصورة كاملة يمكن التثبت منها ولا عودة عنها، فيما ترفض بيونج يانج التخلي عن سلاحها بصورة أحادية، مؤكدة أن برامجها النووية والباليستية ضرورية طالما أن واشنطن وسول تشكلان تهديدًا لأمنها.

ومن أجل إحراز تقدم يرضي الطرفين، لا بد من محاولة ردم الهوة السحيقة بين مواقف البلدين والتي قد تشكل خطرا على مسار المفاوضات، ما هي ترسانة كوريا الشمالية النووية؟ تتباين التقديرات بهذا الشأن، يقول الخبراء: إن التجربة النووية الأخيرة التي أجرتها بيونج يانج في سبتمبر 2017 حررت طاقة قدرها 250 كيلوطنا، اي ما يفوق بـ16 مرة قوة القنبلة الذرية الأمريكية التي دمرت هيروشيما عام 1945.

وأكدت كوريا الشمالية أنها اختبرت قنبلة هيدروجينية، وبحسب تقديرات سول كما وردت في «كتابها الأبيض للدفاع» لعام 2016، فإن بيونج يانج تملك 50 كجم من البلوتونيوم، أي ما يكفي وفق الصحافة لصنع حوالي عشر قنابل، ويمثل قدرة «هائلة» على إنتاج أسلحة باليورانيوم من دون تحديد كمية لهذه الأسلحة.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» العام الماضي نقلا عن تقرير للاستخبارات الأمريكية أن بيونج يانج تملك ما يصل إلى 70 قذيفة نووية، لا يعرف أين تخزن بيونج يانج صواريخها الباليستية، لكنها تعول منذ زمن طويل على الأنفاق ويعتقد الخبراء أن هذه الصواريخ موزعة على بنى تحتية تحت الأرض في شتى أنحاء كوريا الشمالية، كما أن الصواريخ يمكن تحريكها وقد عرضت بيونج يانج آليات نقل خلال عروضها العسكرية.

ما زال يتعين على كوريا الشمالية أن تثبت قدرتها على تصغير الرؤوس النووية لنصبها على صواريخ، وإصابة هدف بدقة، والسيطرة على التكنولوجيا التي تسمح لصاروخ بالعودة بنجاح من الفضاء إلى الغلاف الجوي.

وتؤكد بيونج يانج أنها سيطرت على جميع هذه التقنيات، كما يقدر الجيش الكوري الجنوبي كمية الأسلحة الكيماوية التي طورها الشمال منذ الثمانينات ما بين 2500 و5000 طن.

- ما هي قدرات القوات الأمريكية؟ يؤكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن زره النووي أكبر من زر كيم جونج أون.

قدرت أرقام وزارة الخارجية للأول من سبتمبر 2017 أن الولايات المتحدة نشرت مجموع 1393 رأسا نووية يمكن إطلاقها برا أو من غواصات أو قاذفات ثقيلة.

كما تفيد بعض المنظمات أن واشنطن لديها مخزون من آلاف الرؤوس النووية الأخرى التي يتحتم تفكيكها، وقدرت «جمعية ضبط الأسلحة» (آرمز كونترول أسوسييشن) عددها الإجمالي بـ6550 رأسا نووية في 2017، وفي التسعينات، سحبت الولايات المتحدة أسلحتها النووية التكتيكية من كوريا الجنوبية، ولا تملك سول أسلحة نووية.

لكن بإمكان الولايات المتحدة إصابة هدف أينما كان بواسطة أسلحتها النووية أو التقليدية، وهي تملك قاذفات بعيدة المدى وقدرات للتموين في الجو وأسطولا من الغواصات النووية المجهزة بأسلحة لها قدرة تدميرية هائلة.

- ما هي وعود بيونج يانج؟ أعلن وزير الخارجية مايك بومبيو، أعلى مسؤول أمريكي يلتقي كيم جونج أون، أن الزعيم الكوري الشمالي أبلغه شخصيا أن بيونج يانج على استعداد للتخلي عن أسلحتها النووية، وقال ترامب بصراحة «عليهم تفكيك أسلحتهم النووية، إذا لم يفككوا أسلحتهم النووية، لن يكون ذلك مقبولا».

من جهتها، تؤكد كوريا الشمالية أنها ملتزمة بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية، لكن هذه العبارة تبقى صيغة دبلوماسية قابلة للتأويل، ولم تبلغ بيونج يانج علنا بعد بالتنازلات التي هي على استعداد لتقديمها، وبحسب سول، فإن كوريا الشمالية تعتزم طرح مسألة التخلي عن أسلحتها النووية لقاء ضمانات أمنية غير محددة بعد، وحين زار كيم الصين، الحليف الرئيسي لكوريا الشمالية، في مارس 2018، في أول زيارة رسمية يقوم بها إلى الخارج منذ توليه السلطة، نقلت عنه وسائل الإعلام الرسمية الصينية قوله إن المسألة قابلة للتسوية إذا ما اعتمدت سول وواشنطن «تدابير تدريجية ومتزامنة لتحقيق السلام»، ما يفترض نوعا من التسوية.

- ما هي الرهانات العسكرية؟ تؤكد بيونج يانج أنها بحاجة إلى أسلحتها النووية للدفاع عن نفسها بوجه الولايات المتحدة، وهي تندد باستمرار بالمناورات العسكرية المشتركة التي تجريها سول وواشنطن معتبرة أنها تدريب على عملية اجتياح.

وبموجب معاهدة الدفاع المتبادل الموقعة عام 1953 بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، فإن واشنطن ملزمة بمساعدة حليفتها في حال تعرضت لهجوم.

وطالبت بيونج يانج في الماضي بإلغاء هذا التحالف وبسحب القوات الأمريكية المنتشرة في كوريا الجنوبية وعددها 28500 عسكري.