1357645
1357645
روضة الصائم

الطب التقليدي العماني: (أمراض المثانة والصفاق وأعضاء التناسل) صفتها وعلاجها

10 يونيو 2018
10 يونيو 2018

عرض: سيف بن سالم الفضيلي -

برع أهل عمان في مختلف فنون العلم وتخصصاته - بفضل الله تعالى - فلم يكونوا بمنأى عن كل فن من فنونه فبرزت مواهبهم فيها واستطاعوا تطويع هذه الفنون في خدمة الإنسانية فكان منهم الإبداع والإنتاج الغزير.

من بين تلك الفنون التي برعوا فيها فن (الطب الشعبي) الذي مارسوه عمليا وتعاملوا مع الأعشاب المختلفة التي تزخر بها عمان المباركة وعرفوا أسرارها وما تحتويه من فوائد عظيمة لعلاج كثير من الأمراض التي ابتلى الله تعالى بها بعض عباده، فكان لهؤلاء الرجال يقين حقيقي أنه (لا يوجد داء إلا وجعل الله له دواء) وهو يقين ينم عن إيمان وثقة بالله تعالى انه هو الشافي والمعافي وانه على كل شيء قدير..

مما اخترناه لك قارئنا الكريم من خلال ملحق (روضة الصائم) هذا العام عرض مجموعة من الفصول من مخطوط (منهاج المتعلمين) لمؤلفه الطبيب الشيخ راشد بن عميرة بن هاشم العيني الرستاقي العماني، والذي يوجد ضمن خزانة دائرة المخطوطات بوزارة التراث والثقافة.

لنتعرف سويا على ما ساهم به الأجداد في مضمار الطب الذي يعتبر من أهم المضامير التي يحتاجها الإنسان لحمايته من الآفات التي تعترضه وتؤثر على حياته وسبيل إنتاجه وعطائه.

حلقة اليوم عن (أمراض المثانة والصفاق وأعضاء التناسل) من أمراض المثانة (الحصاة) وهو خلط غليظ لزج يتحجر بحرارة المثانة.

وعلامته الوجع في المثانة ونواحيها وحكة القضيب وتوثيره أحيانا من غير شهوة واسترخاؤه وفجاجة البول ورقته وبياضه وعسره الخارج معه.

فإن لم يتيقن أن في المثانة حصاة فينبغي أن يستلقي على ظهره ويرفع رجليه ويحركهما حركة شديدة وينطل الماء الحار على المثانة مع الدهن ويمرخ باليد إلى فوق لترتفع الحصاة فإن بال جيدا وإلا فيدفع الحصاة بالآلة المعروفة بالقناطير فإنها تزول وتنزل بعد ذلك.

وان علم أن حصاة في المثانة فعلاجها بأن يستفرغ بالمطبوخ المسهل ويعالج بالزجاج المحرق باللوزينج أو العقارب المحرقة.

وصفة حرق الزجاج أن تؤخذ قطعة زجاج تحمى بالنار وتطفأ في ماء الكليا والخل اربع مرات ثم يدق مثل الهباء ويستعمل ويشرب ماء الفجل.

ويدبر كتدبيره إذا كان في الكلى من تقليل الغذاء وتطليفه واجتناب الأغذية الغليظة وأخذ الأدوية المفتتة للحصاة كحجر اليهودي عن المسن، و الزجاج الذي لم يستعمل محرقا وصمغ عربي وصمغ الإجاص والعقارب المحرقة من الجميع درهم ونصف بسكنجبين.

فإن عسر البول فيبول بالآلة المعروفة بالقناناطير بأن يجلس العليل على كرسي وينطل على عانته الماء الفاتر ثم يدخل القناناطير بعد مسح راسه بدهن بنفسج على استقامة حتى يبلغ أصل القضيب ثم يثنى ويرفع فوق -أعني إلى ناحية السرة- فإن أحس المعالج انه قد صار إلى موضع فارغ فيمد العود الذي في جوف القناناطير بالخيط الذي في رأسه، فإن البول يخرج بخروج العمود العمود ويخرج بالكلية.

فإن عرض بعد القناناطير سلح وخروج بخروج العمود ويخرج بالكلية.

فإن عرض بعد القناناطير سلح وخروج دم فيزرق له شياف أبيض بأفيون بعد أنزروت بلبن جارية.

فإن لم تنجب الأدوية في تفتت الحصاة فيشق عنق المثانة وتخرج منه الحصاة وهو خطر.

وأجود علاج للحصاة بأن يشرب الحساء المذكور في السعال اليابس من الحلبة والبر والسكر والسمن.

وان كان القاطر دما احمر او مختلطا بالدم فيشرب مرق الدبّاء وهو القرع بالسكر، والغذاء لبن البقر مع السكر ويشرب ويجتنب ما سواه في الحالين.

وللحصاة ماء الفجل المعصور أوقية ونصف بذر قثاء وبذر بطيخ أوقية ونصف ويصب عليه وقية دهن لوز ويشرب بماء حار فإنه مجرب.

و(لوجع العانة من الجانبين) حلتيت مثقالان يجعل في ماء حار حتى ينحل ويشرب ويغتسل بالماء الحارة، فإنه جيد.

وأما (ورم المصانة) وسببه دم او صفراء او عن سبب من خارج.

وعلامته وجع المثانة والتهابها وورمها وعسر البول الشديد واحتباس الطبع ولينه ووجع العانة وظهور الورم تحت اللمس وخروج المدة مع قروح تكون اكثر مما يخرج من قروح الكلى.

وعلاجه بأن يستفرغ بصفد الباسليق ثم يضمد بصندل او خطمي او دقيق شعير وجرادة القرع الرطب.

او يضمد بماء عنب الثعلب وماء الهندباء ودهن ورد ودهن بنفسج ويسير شمع.

وان كان سببه من خارج فيضمد ويمرخ الموضع بدهن بنفسج وماء فاتر وتعصر المثانة إلى ناحية القضيب إن كان البول محتبسا.

وان كان لسبب من داخل فيضمد بما ذكرت أولا ثم يضمد بحلبة وبزر كتان ودقيق الشيلم وبابونج وبنفسج يابس، ويعجن بشحم الدجاج وماء التين المطبوخ ويضمد به فاترا.

أو يعطى من سفوف صفته بزر بقلة الحمقاء والخيار والقثاء والقرع والبطيخ وبزر الخطمية والخياري من كل واحد جزء يؤخذ منه ثلاثة دراهم بشراب البنفسج والجلاب.

فإذا احتبست الطبيعة فيعطى فلوس خيار شنبر مع مطبوخ.

وصفته بنفسج وبزر الخطمي وسبستان ونخالة الحواري ويسقى ويشرب بالفلوس بدهن بنفسج وبزر الخطي ومري وماء السلق.

وفي (أمراض الصّفاق) ومنها الفتق وهو انخراق الصفاق وخروج الثرب والأمعاء إلى ظاهر الصفاق.

وعلاجه يضمد بورد وآس وجلنار وجَفت البلوط ودقيق الباقلاء معجونا بماء ورد وماء الآس الرطب.

أو يضمد بقضور الرمان وعفص وآس وهو عسر البرء.

فإن عسر ولم يبرأ فيرض اربع قفال حبر ويغمر بالماورد وطبخ قليلا ويعتصر ماؤها ويطرح قيراط مومياي حيواني ويشرب على الريق ويصبر عليه إلى الظهر..

وغيره من العلاج.

وفي (أمراض أعضاء التناسل) وهي إما أن تكون في القضيب او في الرحم، فمن أمراض الانثيين الورم الحار فيها وهو دم او صفراء وعلامته وجعهما وحمرتهما او حرارة ملمسهما.

وعلاجه بان يستفرغ بالفصد من الباسليق ويضمد بدقيق الشعير والباقلي والعدس مع صفرة بيض ودهن ورد.

أو بالطحلب مجبولا بدقيق الشعير وماء عنب الثعلب وصفرة بيض ويجتنب اللحمان والأشياء الحلوة ويشرب الجلاب وماء بزر بقلة وسكنجبين ويغتذي بمزوزة الماش والاسفاناخ وماء الرمان.

أو يضمد بدقيق العدس والشعير ودقيق الباقلاء والطحلب معجونان بماء عنب الثعلب وصفرة البيض ودهن ورد ويجتنب الحركة والمشي.

أو بعد الفصد يضمد بماء المجاج والعظلم يدق ويغلى ويخلط فيه حلتيت ويغلى أو توتيا يسحق ويطلى على الورم.

وكذلك لبن النساء ينفع من ورم الخصيتين وهو نافع للأرنبة.

وأما (الورم البارد في الانثيين) فهو بلغم أو سوداء وعلامته الرخاوة وبياض اللون وقلة الألم إن كان بلغميا.

والصلابة وكمودة اللون إن كان سوداويا.

وعلاجه بأن يضمد بدقيق الحمص والباقلاء والكمون وشحم المعز والميبختج.

أو يضمد ببزر الكتان واكليل الملك وبنفسج يابس بشحم المعز، او يطلى بالمقل والاسفيداج والميبختج.وهناك وصف وعلاج (لوجع الخصيتين، واجتماع الحاء في الانثيين، والبثور والحكة في الانثيين، وعظم الخصيتين، وأوجاع الخصية وصغرها، وقروح الخصية وقروح الذكر ومبدأ المقعدة، ويغرها من أمراض أعضاء التناسل).