hamed
hamed
أعمدة

عين على الثقافة المرورية .. عيد وفرحة .. وسرعة وأشياء أخرى

09 يونيو 2018
09 يونيو 2018

حمد بن سالم العلوي -

خبير مروري -

[email protected] -

الأسبوع القادم في مثل هذا اليوم الأحد، سنكون -بإذن لله- في فرحة عيد الفطر السعيد، وذلك بعد انقضاء شهر رمضان الفضيل، أعاده الله علينا جميعاً بالخير واليمن والبركات، إذن يجدر بنا أن نعيش فرحة العيد كما ينبغي أن يكون الفرح، وكما هو مألوف عن الفرح في الأعياد، وذلك بالتزاور والتواصل والتلاقي بين الأهل والأقارب والأصدقاء، وأن يكون الحرص بالانتقال الهادئ والسليم عبر الطرقات، وأن نتجنب السرعة والاستعجال، والإهمال في القيادة، وأن تكون تنقلاتنا مخططة ذهنياً قبل الخروج من المنزل، بحيث نقصد في السير إلى أهداف محددة، لأن الذهاب بدون تحديد الهدف والمسار، قد يسبب ارتباكاً على الطريق، فنؤذي غيرنا بترددنا عند المفارق والمنعطفات، وأن نحذر مفاجآت الطريق، ومفاجآت السيارة التي تحت أيدينا، والسيارات الأخرى التي تشاركنا نفس الطريق.

إن بعض الناس يتضجرون من مسافات الطرق، فيحاولون التخلص من بعد المسافة بالسرعة الجنونية، الأمر الذي قد يسبب حوادث في الطريق، ففي حدها الأدنى سيتأخر الوصول في الوقت المناسب، وقد تُوقع الإنسان في يد رقباء نظام المرور، فيضيع الوقت والمال، وإن كان في ذلك فوز ببقاء الحال، لأن نتيجة الحوادث العنيفة، قد تكون مؤلمة جداً، ولقد أمرنا الله سبحانه وتعالى، أن نحذر من المخاطر، وأن نأخذ بالأسباب في ابتغاء السلامة عند استخدام السيارة والطريق.

كما أن هناك بعضاً من الناس، يُعيِّدون بكل جوارحهم العضوية والحسية، وكأنهم يريدون أن ينتقموا من رمضان، فيطلقون العنان لشهوات النفس، ومن ذلك أن يعطوا إجازة للعقل، فيفصلونه عنهم برهة من الزمن، فيغدون مجرد جسد يجلس خلف مقود السيارة، فلا يشعرون أنهم تجاوزوا السرعة المعقولة، ولا هم يستطيعون أن يعطوا لأنفسهم التقديرات السليمة، ومن المساوئ التي يقع فيها المرء، إنه يفقد البصر والبصيرة ولو مؤقتاً بإرادته، فينسب جملة أخطائه ظلماً إلى القضاء والقدر، وهذا خطأ شائع يهون به عن نفسه من تحمل المسؤولية القانونية والأدبية والإنسانية، إذن بالحرص والحذر سنقضي إجازة العيد في الأفراح والسعادة، وسنتجنب الأتراح والتعاسة.. وكل عام والجميع في خير وعافية.

اعلم أخي السائق:»إن القيادة، فن، وذوق، وأخلاق، وأنت عقل السيارة، فهي لا عقل لها» وقال تعالى: {.. وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} البقرة (195).

(*) - خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.