oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

لنساهم جميعنا في دعم السياحة الداخلية

09 يونيو 2018
09 يونيو 2018

في الوقت الذي أبرزت فيه العديد من التقارير الدولية ، الاقتصادية والسياحية والمعنية بمؤشر السلام حول العالم وغيرها ، ما تتمتع به السلطنة ، في ظل العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - من أمن وأمان واستقرار وموضع متقدم في مؤشر السلام ، وفي نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي ، وفي مستقبل السياحة في السلطنة ، فإنه من المؤكد أن السلطنة ، وبعد الشوط الذي قطعته على طريق التنمية المستدامة في مختلف المجالات ، وما ينتظرها من مستقبل واعد ، لم تعد تتلهف أو تتطلع إلى مثل هذه التقارير ، التي تأتي لتؤكد حقائق تعيشها السلطنة ويلمسها المواطن والزائر والمقيم ، ولكنها تسعى في الوقت ذاته إلى مواصلة سيرها بخطى حثيثة وتفكير وتخطيط علمي ، إلى تعزيز التنويع الاقتصادي ، وترسيخ ما تم ويتم تحقيقه من مكاسب ومنجزات مسيرة النهضة العمانية الحديثة ، لصالح هذا الجيل والأجيال القادمة .

وفي هذا الإطار يظل قطاع السياحة في السلطنة من القطاعات الحيوية ، سواء بحكم إمكاناته الكبيرة بالفعل ، أو بحكم أهمية ما يمكن أن يسهم به في الناتج المحلي للسلطنة خلال السنوات القادمة ، خاصة في ظل جهود عديدة تبذل ، وتتواصل لدفع هذا القطاع ، ضمن القطاعات ذات الأولوية في المبادرة الوطنية لتعزيز التنويع الاقتصادي « تنفيذ» .

وفي حين أشار التقرير السنوي لوزارة السياحة إلى ارتفاع أعداد السائحين الذين زاروا السلطنة العام الماضي 2017 بنسبة 3.5 % مقارنة بعام 2016 حيث وصل عددهم إلى نحو 3.3 مليون زائر ، كما ارتفع عدد المنشآت الفندقية بنسبة 8.9 % ، وزاد عدد الغرف الفندقية بنسبة 9.3 % ، كما أن هناك عددا من المنشآت الفندقية من المتوقع افتتاحها هذا العام ، والعام القادم في عدد من محافظات السلطنة ، فإن من أهم ما أشار إليه التقرير ، وهو أمر بات مستقرا إلى حد غير قليل خلال الأعوام الأخيرة ، أن السياحة الداخلية ، بمعنى الزيارات التي يقوم بها المواطنون العمانيون والمقيمون إلى المواقع السياحية المختلفة ، سواء في محافظة ظفار أو في غيرها من المحافظات ، تشكل الجزء الأكبر من النشاط السياحي في السلطنة .

وفي ضوء هذه الحقيقة ، فإنه في حين من المهم والضروري بذل جهود أكبر لاجتذاب مزيد من السائحين ، الخليجيين والأجانب ، لزيارة السلطنة ، خاصة وأن هناك تسهيلات عديدة في هذا المجال ، فإنه من المهم والضروري في الوقت ذاته العمل على تنشيط السياحة الداخلية بشكل أكبر ، وتشجيع المواطنين والمقيمين على زيارة المواقع السياحية في محافظة ظفار وفي محافظة مسقط وفي محافظة مسندم ، وفي الجبل الأخضر وغيره من المواقع السياحية التراثية والتاريخية والطبيعية والحديثة ، والتي توفر تنوعا فريدا تتمتع به السلطنة على مدار العام ، وقد أصبح واجبا علينا أن نسهم جميعنا في تشجيع السياحة في ربوع وطننا ، كل حسب ظروفه ، لندفع معا هذا القطاع إلى حيث نأمل ، وبما يجتذب مزيدا من السائحين عاما بعد عام من داخل السلطنة وخارجها أيضا .