1350961
1350961
روضة الصائم

الطب التقليدي العماني: «أمراض الكلى» صفتها وعلاجها

09 يونيو 2018
09 يونيو 2018

عرض: سيف بن سالم الفضيلي -

برع العمانيون في مختلف فنون العلم وتخصصاته - بفضل الله تعالى - فلم يكونوا بمنأى عن كل فن من فنونه فبرزت مواهبهم فيها واستطاعوا تطويع هذه الفنون في خدمة الإنسانية فكان منهم الإبداع والإنتاج الغزير.

من بين تلك الفنون التي برعوا فيها (الطب الشعبي) الذي مارسوه عمليا وتعاملوا مع الأعشاب المختلفة التي تزخر بها عمان المباركة وعرفوا أسرارها وما تحتويه من فوائد عظيمة لعلاج كثير من الأمراض التي ابتلى الله تعالى بها بعض عباده، فكان لهؤلاء الرجال يقين حقيقي أنه (لا يوجد داء إلا وجعل الله له دواء) وهو يقين ينم عن إيمان وثقة بالله تعالى أنه هو الشافي والمعافي وأنه على كل شيء قدير..

مما اخترناه لك قارئنا الكريم من خلال ملحق (روضة الصائم) هذا العام بالتعاون مع دائرة المخطوطات بوزارة التراث والثقافة عرض مجموعة من الفصول من مخطوط (منهاج المتعلمين) لمؤلفه الطبيب الشيخ راشد بن عميرة بن هاشم العيني الرستاقي العماني.

وهذا المخطوط تم نسخه (كما جاء في المخطوط) على يد الفقير لله عبده شوين بن محمد بن هلال الرمحي العيني الرستاقي في نسخة لنفسه والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ولا حول إلا بالله العلي العظيم..

لنتعرف سويا على ما ساهم به الأجداد في مضمار الطب الذي يعتبر من أهم المضامير التي يحتاجها الإنسان لحمايته من الآفات التي تعترضه وتؤثر على حياته وسبيل إنتاجه وعطائه.

حلقة اليوم عن (أمراض الكلى) من أمراضها، حصاة الكلى سببه حرارة تنشف خلطا غليظا في الكلى فيتحجر، وعلامته خروج البول قليلا قليلا بحرقة ورمل ووجع الخاصرة والقطن والعجز.

وعلاج ذلك بأن يستفرغ بالقيء والسكنجبين المنقع فيه خل والحبوب المسهلة ثم يجعل في اللوزينج العقارب أو زجاج محرق في لوزينجه وزن قيراط منه ورماد العقارب وصمغ الإجاص، ويجتنب الأغذية الغليظة ويعمل له لب القثاء والخيار والقرع والبطيخ ثلاثة دراهم بزر الرازيانج نصف درهم بسكنجبين وماء ورد.

ويأخذ ما يفتت كحجر اليهودي ورماد العقارب المحرقة إذا أخذ منه درهم بماء الرازيانج ويأخذ من سفوف صفته زجاج شامي محرق وزنجبيل من كل واحد ثلاثة دراهم جنطيانا درهم، رماد العقارب درهمين، يدق الجميع ويؤخذ منه نصف درهم بماء مغلي فيه حمص أسود ويمرخ الموضع بدهن العقارب ويكمد بنخالة وجاورس بماء فاتر.

فإن لم يسكن الألم فتجذب الحصاة بالمحاجم وصفته بأن توضع المحجمة على الموضع الفارغ القريب من موضع الحصاة إلى المثانة تخرج من القضيب بتوفيق الله ومعونته.

فإن بقيت في الموضع لكثرتها فيجلس في ماء مغلي فيه حلبة وبزر كتان وخياري وخطمي ويمرخ بدهن بنفسج وشيرج قد طبخ فيه نخالة وشحم البط والفراخ ثم يعاد بعد الدواء المفتت للحصاة لوجع الخاصرة.

إن كان في امرأة يؤخذ ورق الختف يغلى بالزيت ويشرب يفعل ذلك أربعة عشر يوما.

وإن كان في رجل فيؤخذ فلفل وزنجبيل وشونيز وثفا وصبر وإهليلج أسود ثم كل واحد أربعة مثاقيل يدق ناعما يحط منه مصل الجوزة كل يوم ويشرب سمنة الحلبة المعروفة وهذه العلة من برد ويبس.

ولها علاج بالكي.

وأما (بول الدم) فسببه خروج أو ضعف القوة الماسكة وعلامته بول الدم مع الألم إن كان لجرح.

وعلاجه بأن يستفرغ بفصد الباسليق ثم يعطى قرص الكهرباء بماء ورد أو يعطى نشاء وطين أرمني بماء السماق أو بماء البقلة.

ونحن نعالجه بطبيخ القرع مع السكر والغذاء لبن البقر مع السكر ويجتنب ما سواه.

أو أوقيتين من سمن بقر جامد تلقى فيه أو أوقية سكر ويشرب ويلعق ثم يؤخذ كف شعير يصب عليه عشرة من الماء ويغلى حتى ينقص النصف ثم يشرب بعد السمن.

نافع بإذن الله أو يؤخذ لباب الحنطة والجلنار من كل واحد درهمان، شب يماني درهم، كثيراء وبزر قثاء من كل واحد ثلاثة دراهم، يدق وينخل بماء الورد ويعمل أقرصة كل قرص ويستعمل، يبرأ بإذن الله.

جيد مجرب.

وأما (بول المدة) سببه ورم متقدم في الكلى والمتانة.

وعلامته وجع البطن إن كان في الكلى وقشعريرة وهي إما أن تكون قرحة في الكلى أو في المثانة ويعرف ذلك بتقدم ورمها بالقشعريرة الحادثة عن تولد المدة وتعرض حميات مختلفة الأدوارة.

والعلاج الاستفراغ بما ينقي المعدة كقرص الكاكنج بلبن الأتن ثم يتغذى بفراريج إسفيذباج أو بحساء متخذ من دقيق الحواري أو نشاء بسكر ودهن لوز.

وأما (سلس البول) فعلامته العطش من غير حمى وخروج البول الدائم من غير قرحة ورقة البول وبياضه الشبيه بالماء.

وعلاجه ينقع الحمص بالخ ثلاثة أيام ثم يؤكل.

أو الختف وعسل النحل يشرب بماء بارد على الريق خمسة أيام، أو فوتنج نهري وحب الرشاد من كل واحد مثقال ويتحسى بعده البيض النيمرشت.

وهذا الدواء في عجيب في الحار والبارد صفته (فلفل أربعة دراهم، زرنيخ درهم، كمون درهمين، أفيون ربع درهم، زعفران نصف درهم، سنبل، يدق الجميع بعسل.

الشربة منه درهم ونصف بماء حار، مجرب.

وهذا الدواء عجيب، وصفته (بلوط خمسة دراهم، كندر ذكر درهمان، حب المحلب ثلاثة دراهم أو درهمان بشراب التفاح المطيب.

وينفع لمن يبول في الفراش هذا الدواء، سعد درهمان، حب الرشاد درهم، يعجن بعسل أو سكر ويستعمل عند النوم ويتحسى بعده بيض نيمرشت.

ويقال إن حنجرة الديك إذا أحرقت وسحقت ويسقى منها دانق إلى دانقين بماء فاتر نفعت.

ويتوقى الأشياء الباردة المدرة للبول، ويستعمل الإسفيذباج بالتوابل الحارة والخردل.

ولمن (يبول في الفراش) كزبرة يابسة مدقوقة مثقال ومثقالان سكر، ويؤكل ثلاثة أيام على الريق.