Untitled-1
Untitled-1
غير مصنف

سالم المحروقي:نتوقع نموا مطردا في استثمارات التعدين خلال السنوات الخمس المقبلة

09 يونيو 2018
09 يونيو 2018

مسقط /٩ يونيو٢٠١٨/ رحمة الكلبانية: قال الدكتور سالم بن علي المحروقي مدير عام شؤون استثمارات المعادن بالهيئة العامة للتعدين، ورئيس الجمعية الأمريكية لجيولوجي النفط في الشرق الأوسط إن الهيئة قد انتهت من إعداد استراتيجية عمان للتعدين وهي بصدد تنفيذ توصياتها بعد اعتمادها من الجهات المختصة.

وفي حوار مع جريدة عمان بمناسبة اختياره كأول عماني يشغل منصب رئيس الجمعية الأمريكية لجيولوجي النفط في الشرق الأوسط بدبي وعضوا في مجلسها الاستشاري بالولايات المتحدة، قال الدكتور سالم المحروقي إن قطاع التعدين في تطور مستمر وهو أحد القطاعات الواعدة والتي تعول عليها الحكومة في تنويع مصادر الدخل.

وعن حجم الاستثمار في القطاع قال الدكتور سالم بأنه سيكون هناك نمو مطرد في حجم الاستثمارات خلال الخمس أعوام القادمة وبأنه من المؤمل أن تضاعف هذه المشاريع قيمة مساهمة القطاع في الناتج المحلي بحلول عام 2023. وأضاف أنه باعتماد قانون التعدين الجديد سوف يشهد القطاع حراكا وتحولا غير مسبوق، مشيرًا إلى أن أي تحول جذري للقطاع مرهون بدعم وتمكين الهيئة ماليا وبشريا، وقد تم مؤخرًا مناقشة المسودة النهائية من قبل مجلس عمان بشقيه الشورى والدولة.

وأكد الدكتور سالم المحروقي أن السلطنة تحتل موقعا مهما على خارطة قطاع جيولوجيا النفط، وتعد عمان جنة للباحثين والمختصين بعلوم الأرض بفضل تنوعها الجيولوجي الفريد الأمر الذي يدفع العديد من الجامعات الخليجية والأوروبية والشركات العاملة في مجال النفط لإقامة دورات تدريبية فيها. وأشار سالم المحروقي إلى أن التركيبة الجيولوجية للسلطنة هي السبب في تنوع خامات النفط العمانية. ولدينا في عمان مكامن تحتوي على النفط الحامضي والحلو والثقيل ومكامن تحتوي على الغاز المشبع بالمكثفات والغاز الجاف وأخرى تحتوي على أقدم أنواع النفط في العالم. وبأن النفط العماني يتواجد في طبقات تعد هي الأعمق من بين الدول الأخرى المجاورة، وتعد الطبيعة الجيولوجية للسلطنة هي السبب في الارتفاع النسبي لتكلفة الاستكشاف وإنتاج النفط، إلا أنها في الوقت ذاته تعطي الشركات النفطية العاملة في السلطنة مزايا تنافسية وأسبقية فيما يتعلق بتطوير تقنيات وأساليب الاستكشاف والإنتاج وكذلك فيما يتعلق بصقل مهارات الجيولوجيين ومهندسي النفط للتغلب على التحديات الفنية وما يصاحبها من خفض للتكاليف. ولهذا السبب أيضا نرى بأن العديد من التقنيات خاصة تلك التي تتعلق بالحفر وبالاستخلاص المعزز للنفط تم تطويرها في السلطنة وهو أيضا ما يجعل جيولوجيي ومهندسي النفط العمانيين محل طلب وتقدير من كبرى الشركات العاملة في هذا المجال.

وحول اختياره لهذا المنصب الاقليمي المهم كرئيس للجمعية الامريكية لجيولوجي النفط قال إن شغل مثل هذه المناصب يمثل تكليفا في المقام الأول كونه مرتبطا بتقديم خدمة للمجتمع أو لفئة منه كالمختصين بعلوم الأرض في مجال البترول في حالتي وبدون مقابل وهذا بحد ذاته يولد نوعا من الرضى الذاتي لدى الشخص الذي توكل إليه مثل هذه المهام. وعلى الصعيد الشخصي قال المحروقي بأن هذا المنصب سيساهم في صقل مهاراته الإدارية والقيادية كمهارات الإقناع والتواصل وبناء شبكة علاقات مع فئة واسعة من المختصين بعلوم الأرض مثل أساتذة الجامعات ومديري الشركات والجيولوجيين وطلبة الجامعات. وذكر بأن منصبه الجديد سيمكنه من أن يكون في موقع يسمح له بمتابعة آخر المستجدات في جيولوجيا النفط من خلال حضور المؤتمرات والورش المتخصصة.

حصل الدكتور سالم المحروقي على درجة الدكتوراة في علوم الأرض من الكلية الملكية بلندن بالجمعية منذ أربعة أعوام وبدأ ارتباطه بالجمعية حين قام بالتحكيم في مسابقة البرميل الامبراطوري لجامعات الشرق الأوسط لدورتين متتاليتين وثم كرئيس منتخب لمدة سنتين قبل تولي رئاسة المجلس. وفي تلك الفترة تم عقد مسابقة البرميل الامبراطوري لجامعات الشرق الأوسط في مسقط لأول مرة عام 2015 وعقد ما يقارب من 3 إلى 4 حلقات عمل تخصصية سنويا في مسقط بهدف إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الجيولوجيين والطلبة في السلطنة للحضور والمشاركة بأوراق عمل في هذه الحلقات العلمية والتعريف بجيولوجية السلطنة. وتعتبر الجمعية الأمريكية لجيولوجي النفط أكبر جمعية مهنية في العالم تعنى بعلوم الأرض يصل عدد أعضائها إلى 29 ألف عضو من 129 دولة ولها 6 مكاتب إقليمية في أنحاء العالم، وتعنى بكل ما يتعلق بتقدم علم الجيولوجيا والتطوير المهني للجيولوجيين ولها الكثير من الأنشطة كتنظيم المعارض والمؤتمرات الدولية التي تعنى بجيولوجيا النفط وحلقات العمل التخصصية والدورات التدريبية، كما تصدر العديد من الدوريات والكتب العلمية.

وحول المهام والأدوار التي سيشغلها ضمن رئاسته للجمعية الأمريكية لجيولوجي النفط، يقول الدكتور سالم إن اهتماماته ستقسم على المستويات الثلاثة المحلية والإقليمية والعالمية، وأضاف: على الصعيد المحلي ستوكل إلى مهمة التواصل مع الشركات النفطية العاملة في السلطنة لمواءمة برنامج عمل الجمعية السنوي بما يتناسب مع تركيز برامج عمل هذه الشركات في مجالات الاستكشاف والتطوير والإنتاج والتدريب، ففي نهاية المطاف برامج عمل الجمعية يجب أن تكون عملية بحيث تخدم المجالات العلمية والاقتصادية التي تركز عليها هذه الشركات. وعلى المستوى الإقليمي سيترأس المحروقي الاجتماعات الشهرية لمجلس الجمعية، والتي يتم من خلالها وضع البرنامج السنوي لأنشطة الجمعية ومتابعة التقدم في ما تم تحقيقه والوقوف على الصعوبات والتحديات التي تم التعرض لها، بالإضافة إلى دوره مع أعضاء المجلس في الترويج للجمعية وحث الشركات لتبني ورعاية ودعم أنشطة الجمعية وزيارة الجامعات والالتقاء مع الأكاديميين والطلبة لتشجيعهم على المشاركة في برامج ومسابقات الجمعية.

وسيمثل الدكتور سالم الجمعية في الفعاليات والأنشطة المختلفة ذات الصلة كافتتاح المؤتمرات والورش التخصصية والمسابقات وحفلات توزيع الجوائز للأفراد والشركات الذين كانت لهم مساهمة في علوم الأرض وفي التطور المهني للجيولوجيين في المنطقة في سبيل نقل مرئيات الشرق الأوسط في الاجتماعات السنوية للمجلس الاستشاري للجمعية والمشاركة في رسم السياسات العامة للجمعية، وأعرب عن أمله في أن الجيولوجيين في السلطنة سيواصلون المنافسة على مثل هذه المناصب سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، كون العمانيين لديهم أرث حضاري وعلمي وتاريخي يؤهلهم لتولي مثل هذه المهام القيادية”.