العرب والعالم

الحزن يخيم على عمليات البحث في منطقة كارثة بركان جواتيمالا

08 يونيو 2018
08 يونيو 2018

ايل روديو (غواتيمالا) - (أ ف ب) - أمام منزل هنري ريفاس في بلدة صغيرة إلى جنوب غرب العاصمة غواتيمالا، ربطت الشرطة حول عمود كهرباء شريطا أحمر يفترض أن يحذر الناس من الخطر، لكن بعد ثوران بركان «فويغو» المدمر الأحد بات ريفاس ينظر إلى ذلك التحذير كحدود بين الحياة والموت.

وعلى بعد مئتي متر أعلى الطريق على الجانب الآخر من الشريط، كومة من الركام كانت ذات يوم بلدة سان ميغيل لوس لوتيس.

وتعرضت هذه البلدة لأسوا الأضرار وبات الأهالي يطلقون عليها «غراوند زيرو» نسبة إلى موقع برجي التجارة العالمية في نيويورك في اعتداءات 11 سبتمبر 2001.

وتبدو البلدة المنكوبة الآن كبحر من الغبار الرمادي الذي يتطاير مع أدنى حركة ويعلق في الهواء الضبابي مع رائحة جيف الماشية والطيور والحيوانات الأخرى النتنة. وتحت هذا الغطاء السميك من الرماد وأكوام السيارات والشاحنات والركام، عدد غير معروف من الجثث.

والحصيلة الرسمية تبلغ الآن 109 قتلى ونحو مئتين في عداد المفقودين.

وقال ريفاس (37 عاما) «نخشى الان أن ندفن تحت الحمم».

ومثل معظم الناس لم يكترث ريفاس بالنشاط البركاني الذي كان يحدث من حين لآخر قبل يوم الأحد.

وكان يعمل في هندوراس عندما تدفق سيل من الوحول والصخور المتوهجة على القرية المجاورة من جانب الجبل.

ومن فناء منزله لا يمكن مشاهدة أي إنسان في الحي.

ومعظم الأهالي لم يعودوا منذ كارثة الأحد.

والحركة الوحيدة التي ترصد هي لكلاب شاردة وطيور دجاج تنقر الغبار، وأحيانا شاحنات طوارئ محملة بالرماد وافراد فرق بحث تمكنوا من انتشال اربع جثث في هذا المكان الأربعاء.

وسردت له زوجته ما حدث الأحد.

السلطات لم توجه أي تحذير.

غادرت وهي تركض مع أطفالها الأربعة.

نجا منزلهم لكن ذكريات ما حدث قوية لدرجة لا تسمح لهم بالعودة، كما قال.

والآن يعلقون آمالهم على تدخل الهي وعلى الرئيس جيمي موراليس.

وفي ايل روديو البالغ عدد سكانها 8500 نسمة على بعد كيلومتر، يقول الأهالي إنهم لا يزالون يشعرون بالرعب من هدير البركان وكذلك من احتمال حصول عمليات نهب.

وقال ديميتريو كوك (33 عاما) صاحب بقالة عند تقاطع مزدحم في ايل روديو «هرعت خارجا وتركت المتجر مفتوحا لكن عندما عدت كان كل شيء قد نهب».

ومتجر كوك واحد من المتاجر القليلة التي أعيد فتحها منذ الأحد. ولم تفتح بعد صيدلية مجاورة ومطعم للوجبات السريعة.

وعادت الشابة ديسي عمر (20 عاما) بعد ثلاثة أيام على الكارثة «لأخذ بعض المقتنيات» التي تركتها عندما فرت الأحد.

ولم يحالف الحظ آخرين.فقد قتل ابن عمها وزوجته وأطفالهم الثلاثة، بحسب ما قالته.

ومشت عائلة الشابة بضعة كيلومترات من البلدة إلى منزل كانوا قد حصلوا على قرض لشرائه.

والآن إذ يعتمدون على مساعدة من الدولة طلبوا نقلهم إلى مكان بعيد عن البركان.

يقول جيران أكبر سنا إن البركان لا يخيفهم.

فقد اعتادوا على زمجرته خلال السنوات، رغم إقرارهم بأن ثورة الأحد غير مسبوقة.

وقال فرانسيسكو خافيير كاناس (81 عاما) من السلفادور ويقيم منذ أكثر من 50 سنة في محيط البركان «شاهدت آلاف الثورات البركانية لم يشبه اي منها ما حصل الأحد».

اضافة الى القتلى والمفقودين خلّف ثوران بركان فويغو (بركان النار) البالغ ارتفاعه 3763 مترا والواقع على بعد 35 كلم جنوب غرب العاصمة غواتيمالا عشرات الجرحى، كما هجّر اكثر من 12 ألف شخص من ديارهم بينهم اكثر من 3600 يقيمون في ملاجئ.