روضة الصائم

الثقة بالله (2)

08 يونيو 2018
08 يونيو 2018

إعــــداد: مروة حسن -

يكمل إمام جامع محمد الأمين محمود عدلي الشريف حديثه عن أهمية تعليم أولادنا الثقة واليقين بالله سبحانه وتعالى حيث يقول: إنَّ التربية على أساس العبادة تزود الإنسان دائما بشحنات متتالية من القوة المستمدة من قوة الله، والثقة بالنفس المستمدة من الثقة بالله، والأمل بالمستقبل، المستمد من الأمل بنصر الله وثواب الجنة، والوعي والنور المستمد من نور الله.

والإسلام يحرص حرصا شديدا على استمرار هذه الشحنة الحية التي تعبئ القلب، وتنير له الطريق في أصعب الظروف وأحلكها، فينهض من كونه كلما تعثر، ويستنير بنور العبادة والصلة بالله كلما أظلم ما حوله، حتى يقصد عبادة الله في كل أعماله، ومعاملاته وقضاء مآربه» (أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع عبدالرحمن النحلاوي)، مادام كل شيء ملكه ونحن ملك له سبحانه إذن لا بد أن نطيع أمر وأن ننفذها، وإذا نفذناها وأطعناه سبحانه في ما أمرنا به فإنه عز وجل يجزينا على ذلك الجنة، إذن تصوم تتحمل وتدخل الجنة ولا تفطر ولا تطيع أمر الله فتدخل النار ! وهنا يجيب الطفل لا لا أطيع أمر الله حتى أدخل الجنة، وهنا تكمن «تقوية عناصر الإيمان بالله، وبصفاته العظيمة، وبقضائه وقدره، وبحكمته العالية، وتقوية ما يقتضيه الإيمان من الثّقة بالله، وصدق التّوكّل عليه، وحسن الظّنّ به، فتقوية هذه العناصر تعتبر من الوسائل الجذريّة لاكتساب فضيلة قوّة الإرادة، فضعف الإرادة من عدم الثّقة بالنّفس. والثّقة بالله مع صدق التّوكّل عليه وحسن الظّنّ به تمنح الإنسان ثقة بسداد ما بيّنه أمرا متوكّلا فيه على ربّه، وأملا بمعونة الله في تحقيق النّتائج الّتي يرجوها، فتقوى بذلك إرادته. وهذا هو التّدريب العمليّ على مقاومة أهواء النّفس ومخالفة شهواتها، كلّما ألحّت عليه بمطالبها» (من كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم)، وبهذا نكون قد علمنا طفلنا أن يثق بما عند الله تعالى وبالتالي يثق بالله سبحانه ويتيقن بوجود الله عز وجل ويقتنع بأنه سبحانه هو المتصرف الوحيد في هذا الكون كله وإننا نحن البشر جزء من هذا الكون، وما يمكن لنا هذا في نفوسنا إنما هي الثقة بالله تعالى» ويضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المثل الأعلى في قوة الاعتماد على الله والثقة به ولنتمعن في هذه القصة والتي فيها صورة رائعة من صور توكله وثباته واعتماده على الله سبحانه وتعالى.

عن جابر رضي الله عنه قال «غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة نجد فلما أدركته القائلة ـوقت القيلولة ما بعد الظهرـ وهو في واد كثير العضاه فنزل تحت شجرة واستظل بها وعلق سيفه، فتفرق الناس في الشجر يستظلون، وبينما نحن كذلك إذ دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئنا فإذا أعرابي قاعد بين يديه أتاني وأنا نائم فاخترط سيفي فاستيقظت وهو قائم على رأسي فقال: إن هذا مخترط سيفي صلتا قال: من يمنعك مني؟ قلت: الله. فشامه ـ يعني أغمده ـ ثم قعد فهو هذا ولم يعاتبه رسول الله». ووقع في بعض الروايات «فدفع جبريل في صدره فوقع السيف من يده فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: من يمنعك أنت مني، قال: لا أحد. قال: قم فاذهب لشأنك، فلما ولى قال: أنت خير مني «فانظر كيف دعاهم الرسول صلى الله عليه وسلم ليشهدوا هذا الموقف وكيف أن الله منعه من هذا الرجل الذي اخترط سيفه لقوة توكله وثقته بربه. وهكذا نجد في تربية الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه تربيتهم على الثقة بالله والاعتماد والتوكل عليه واليقين بنصره «(وقفات مع أحاديث تربية النبي صلى الله عليه وسلم لصحابته لعبد الرحمن الزيد)، كما يقول القرطبي: «الثقة بالله: الإيقان بأن قضاءه ماض واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم في السعي فيما لا بد منه من الأسباب من مطعم ومشرب»، والله تعالى مسبب الأسباب ومنشئها وهو خير الرازقين «وحكي أن إبراهيم بن أدهم سأل شقيقا البلخي عن مبدأ أمره فقال: رأيت في بعض الخلوات طائرا مكسور الجناحين فأتاه طائر صحيح الجناحين بجراده في منقاره فأطعمه إياها، فتركت التكسّب واشتغلت بالعبادة» بهذا نستطيع من خلال أيام الصيام المباركة أن نزرع في قلوب أبنائنا الثقة بالله تعالى.

س: كم سورة تبدأ بالتسبيح ؟ وما هي ؟

ج: 7 سور تبدأ بتسبيح الخالق جل وعلا وهم: الإسراء والأعلى والتغابن والجمعة والصف والحشر والحديد.