1358490
1358490
عمان اليوم

جهود كبيرة لإعادة الأوضاع في ظفار إلى ما قبل الأنواء المدارية «مكونو»

08 يونيو 2018
08 يونيو 2018

70 مركزا زودت بمواد غذائية وفرش وبطانيات -

صلالة- حسن بن سالم الكثيري -

ما زالت تأثيرات الحالة المدارية التي ضربت محافظة ظفار يوم الجمعة الـ15 من شهر مايو الماضي التي سوف تؤرخ ذكرياتها لدى الصغير قبل الكبير؛ لقوة الإعصار من ناحية كمية الأمطار أو قوة الرياح، وكان فعلا ضيفا ثقيلا غير مرغوب فيه، ولكن بتكاتف جميع المؤسسات الحكومية والأهلية استطاعت أن تخرج بأقل الخسائر. رحمة الله لمن استشهد أثناء الحالة المدارية وأسكنهم فسيح جناته. ذهب مكونو وخلف خرابا كبيرا سيظل لفترة طويلة من حيث الطرق وأعمدة كهربائية ونقص في الماء وتهدم منازل وحظائر للحيوانات في كافة أرجاء المحافظة، ولم تأل الجهات المعنية جهدا في إصلاح الكثير من الخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطن والعمل لا يزال مستمرا لإصلاح ما يمكن إصلاحه في أقرب وقت ممكن. (عمان) كان لها لقاءات مع الهيئات والمتطوعين للوقوف على جهودهم في العمل على التغلب على الحالة المدارية.

يقول أحمد بن سهيل قطن مدير فرع هيئة الأعمال الخيرية بمحافظة ظفار: إن الهيئة من الجهات المشاركة في قطاع الإيواء والإغاثة ودورها تزويد جميع مراكز الإيواء بمواد الإغاثة بالتعاون مع الجهات المشاركة في هذا القطاع ولهم كل الشكر. وحول المساعدات التي قدمت قبل الإعصار يضيف قطن: تم تزويد جميع المراكز المخصصة للأنواء بالمواد الغذائية والفرش والبطانيات وتجهيزها فيما يقارب 70 مركزا، وعن دور الهيئة العمانية للأعمال الخيرية قال: حاليا تعمل في الميدان في بعض ولايات المحافظة وتقوم بحصر الأضرار للمواطنين المتضررين من إعصار مكونو، وبتوفيق من الله تم تشكيل 9 فرق ميدانية من موظفي الهيئة بالتعاون مع مكتب وزير الدولة ومحافظ ظفار ومكتب أصحاب السعادة الولاة لحصر الأضرار التي وقعت لمنازل المواطنين وممتلكاتهم وتقديم المساعدات العاجلة الطارئة وتوثيق الأضرار كقاعدة البيانات التي قد تحتاجها في صرف التعويضات.

وحول التساؤل عن دور هيئة الأعمال الخيرية وهل هي معنية بصرف التعويضات للمتضررين؟ قال أحمد قطن: الهيئة تختص بصرف معونات إغاثة ومعونة مالية طارئة لمساعدة الأسر في توفير بعض احتياجاتها العاجلة، وذلك وفق اختصاصاتها التي حددها القانون الصادر بالمرسوم السلطاني رقم 1996/‏‏6.

وحول الأضرار التي لحقت بالثروة الحيوانية والحظائر قال أحمد بن سهيل قطن مدير فرع هيئة الأعمال الخيرية بمحافظة ظفار: طبعا الهيئة كما أسلفت ليست معنية بصرف التعويضات ما لم تكلفها الحكومة بذلك، ولكن تحرص كل الحرص على أن توثق كل الأضرار المتعلقة بأضرار المواطن في كل زيارة توقف عليها أثناء الزيارات الميدانية؛ لتكون قاعدة بيانات لمن يحتاجها من أي جهة معنية بذلك، وبما أن الثروة الحيوانية مصدر رزق ثابت لكثير من المواطنين خصوصا سكان المناطق الريفية وهم الأكثر تضررا من إعصار مكونو في المنازل وأغلب الحظائر الحيوانية متضررة أضرارا كلية، وبالتالي فلا بد من مساعدة ملاك هذه المواشي؛ لأنها مصدر رزقهم وسبب استقرارهم في تلك المناطق.

وأضاف قطن: إن هؤلاء المواطنين سكان الأودية والمناطق الجبلية الوعرة أجبرتهم ظروفهم المعيشية بسبب امتلاكهم للحيوانات التي هي مصدر معيشتهم الأساسية، واعتمادهم عليها في مصدر رزقهم فكيف لهم تحمل الإقامة في تلك الظروف الصعبة والجبال الوعرة لولا ماشيتهم كيف تستقر إقامتهم وجميع حظائر ماشيتهم متهدمة تماما، وهنا أجزم أنهم لو خيروا بين إعادة ترميم منازلهم وبين ترميم حظائر الحيوانات لاختاروا الحيوانات قبل منازلهم؛ لأن حيواناتهم سبب استقرارهم وإقامتهم والصور من الأضرار التي وقعت على حظائر المواطنين في المناطق الريفية لولاية ضلكوت. يقول صالح بن ناجم العلوي (أبو الخيرات) من فريق أرض اللبان التطوعي للمشي الحر: إن الفريق منذ اليوم الأول لإعصار مكونو تواجد في الميادين لتقديم المساعدة لأهالي المتضررين والمحتاجين من الإعصار المداري وأضاف أن عدد المتطوعين في حدود 70 متطوعا من أبناء محافظة ظفار، والآن الفريق يعمل لترميم مقبرة الزاوية التي تضررت، ونحاول إعادتها إلى ما كانت علية قبل الإعصار ويكون الفريق موجودا بعد صلاة العصر حتى ما قبل الإفطار، وتواجد الفريق في منطقتي الحافة والدهاريز اللتين تضررتا كثيرا، وقمنا بمساعد السكان من حيث التنظيف والمساعدة على توزيع المواد الغذائية التي توزعها بعض الشركات، ونحن كفريق مستعدون للتعاون مع أي فريق من اللجنة الوطنية للشباب، ومن جميع الفرق التي تصل إلى المحافظة لإعادة الحياة إلى مجراها الطبيعي سيما فصل الخريف والمهرجان السياحي على الأبواب. وقال أبو الخيرات عملت في المجال التطوعي أكثر من عشر سنوات، ولي تجربة في إعصار (جونو) 2007 حيث قدمنا المساعدة للمحتاجين وقال: أشكر جمعية النور للمكفوفين على تكفلها بالإقامة والإعاشة خلال وجودي في المحافظة. وقد بدأت أمس أولى المراحل الميدانية لحملة «صلالة تستعد» المبادرة التطوعية الشبابية الأولى من نوعها التي انطلقت الأسبوع الماضي مع هاشتاج صلالة تستعد، حيث بلغ عدد المتابعين للحملة في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي قرابة 4 ملايين متابع بمشاركة أكثر من (35) متطوعا من رواد التواصل المجتمعي؛ بهدف تنشيط موسم السياحة في محافظة ظفار وتوصيل رسالة للمجتمع بأن صلالة تستعد لاستقبال خريفها السنوي بكل الجاهزية بعد الحالة المدارية التي تعرضت لها جراء إعصار مكونو وإيصال الفكرة الصحيحة للعالم أجمع بأن العمل جار في إصلاح ما خلفته الحالة المدارية في بعض المناطق المتأثرة وكذلك التواصل مع المتضررين مباشرة والتعرف على احتياجاتهم المعنوية والمادية، وتستمر الحملة لعدة مراحل كل مرحلة تهدف لترجمة أهداف ورسائل إعلامية ومجتمعية وتواصلية.