1355275
1355275
روضة الصائم

«الخبير».. جل جلاله

07 يونيو 2018
07 يونيو 2018

اختيارات: منار العدوية -

عش الضياء مع اسم «الخبير»: ورد في القرآن الكريم 45 مرة. قال تعالى: (وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).

المعنى: وهو من صيغ المبالغة، ومعناه: العالم بما كان وما يكون، والخبير وهو الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء.

من واقع الحياة

أنت في دنياك تتحرك وهناك أهداف ووسائل سمح بها الشرع لكسب المال وهناك وسائل غير مشروعة، فقد يبدو لك أن هذه الوسائل التي لم يسمح بها الشرع أسرع ونتائجها أضمن وهدفها أكبر وتتوهم أن الطريق التي رسمها الله لك طريق طويلة وهزيلة، فيُقبل هذا الإنسان الجاهل على وسيلة غير مشروعة من أجل كسب المال فيُفاجأ بِتَلَف ماله؛ لماذا يا رب ؟ فمِن أجل الوصول إلى دخْلٍ وفير أنت مكلف بتطبيق منهج الله، فالنجاح ليس بالذكاء وإنما بالتوفيق، والتوفيق بالطاعة، فالذي يسرع لوسيلة غير مشروعة ظنا منه أنها موصلة قبل المشروعة فهو واهم لأن الله خبير، وهو الذي أمرك بالإقبال عليه وأن الانغماس في الشهوات شقاوة وأن كل السعادة بطاعة الله، فكل من اتبع الخبير يسعد،

السيرة النبوية الشريفة

سماع كبراء المشركين سرا للقرآن: كان الناس يجتمعون حول من يقرأ القرآن، يجتمع الكبار والصغار والرجال والنساء لسماع القرآن، فلا يقومون من مجلسهم إلا بعد أن يقوم القارئ، وكان كبراء المشركين ينهونهم عن ذلك، ويؤذون القارئ، فقد آذوا رسول الله وآذوا أبا بكر وآذوا عبدالله بن مسعود لاجتماع الناس حولهم لسماع القرآن، ولكن كبراء المشركين أنفسهم كان جمال القرآن يجذبهم، وحسنه يأسر قلوبهم، ولذلك كانوا يسمعون القرآن خفية وقت الليل حتى لا يراهم أقوامهم؛ لأنهم هم الذين كانوا يصرفون الناس عن سماع القرآن، فكيف بهم إذا رآهم الناس.

وممن كان يسمع القرآن أبو جهل عمرو بن هشام، وأبو سفيان صخر بن حرب، والأخنس بن شريق، فقد ذهب كل واحد منهم بعد هدوء الناس وسكنهم في بيوتهم ليجلس خلف جدار رسول الله يسمع القرآن من رسول الله وهو يرتله في الليل، وكل واحد من الثلاثة أخذ مجلسا، وصاحبه لا يعلم به، وبقوا يسمعون القرآن حتى طلوع الفجر، وما قاموا من أماكنهم إلا خشية أن يراهم الناس، فلما قاموا من مجالسهم تلاقوا في الطريق فأخذ كل واحد منهم يلوم الآخر، وقال كل واحد للآخر: لا تعودوا، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئا وتحدث عنكم الناس، ولكن عادوا في الليلة الثانية فتلاوموا مرة أخرى، وعادوا في الليلة الثالثة مرة أخرى فتلاوموا، وتعاهدوا هذه المرة على ألاَّ يعودوا، فقالوا: لا نتفرق حتى نتعاهد على ألاَّ نعود. وبعد الليلة الثالثة قام الأخنس بن شريق وأخذ عصاه فذهب إلى أبي سفيان صباحا وقال له: أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد؟ فقال: يا أبا ثعلبة، والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها، وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يراد بها، قال الأخنس: وأنا، ثم ذهب إلى أبي جهل فقال له: يا أبا الحكم، ما رأيك فيما سمعت من محمد؟ فقال: ماذا سمعت، تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تحاذينا على الركب، وكنا كفرسي رهان، قالوا: منا نبي يأتيه الوحي؛ فمتى ندرك مثل هذه، والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه، فقام عنه الأخنس وتركه في مكانه وهو ممتلئ غيظا وحسدا على رسول الله.

غراس الجنة

«إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ»، التفسيـر: إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفًا كأنهم بنيان متراص محكم لا ينفذ منه العدو. وفي الآية بيان فضل الجهاد والمجاهدين؛ لمحبة الله سبحانه لعباده المؤمنين إذا صفُّوا مواجهين لأعداء الله، يقاتلونهم في سبيله.