روضة الصائم

فلنزرع في أبنائنا الثقة بالله عز وجل «1»

07 يونيو 2018
07 يونيو 2018

إعــــداد: مروة حسن -

من المعلوم أن الصائم يمتنع عن الطعام والشراب بينه وبين الله، يقضي يومه في صبر على جوع أصابه أو عطش ألم به، أو غير ذلك من نصب أو وصب، وما ذلك إلا لثقته بالله جل شأنه وأنه تعالى يغفر له ذنوبه ويكفر من خطاياه ومحو عنه سيئاته ويثيبه ويعطيه الجزاء الأوفى،عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:« مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ»، وهذه نقطة مهمة للغاية في حياتنا نستطيع من خلالها أن نعلم أبناءنا عملياً الثقة بالله عز وجل، حيث يوضح إمام جامع محمد الأمين محمود عدلي الشريف أننا ينبغي أن نوجه أبناءنا درجة بعد درجة دون أن يشعروا أو بمعنى أخر بطريق غير مباشرة حتى يمكن لنا أن نجعل الثقة بالله تعالى عملياً في حياتهم، فكما ذكر بموسوعة فقه القلوب» فقد يثق الإنسان بغيره، ولا يعتمد عليه في أموره، لاستغنائه عنه، وقد يعتمد عليه مع عدم ثقته به، لحاجته إليه،والله وحده هو الذي بيده كل شيء، والمستعان في كل شيء، والعبد ليس بيده شيء، وهو محتاج إلى عون ربه في كل شيء كما قال سبحانه:{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ» هود:123،، فعندما يأتي أحد من أبنائنا يشكو العطش أو الجوع وخاصة العطش، هنا نستطيع أن نلفت أنظارهم إلى أن الذي جعلنا نمتنع عن الطعام والشراب وكل ما نريد إنما هو الله تعالى حباً فيه سبحانه وطمعا ففيما عنده من فضل وعطاء وجزاء وهي الجنة، وجزاءه سبحانه كائن لا محالة، نأتي بالطفل عندما يشكو لنا أنه جائع أو أنه عطشان فنقول له « اصبر» لأنك عندما تصبر على شدة الجوع وشدة العطش نسأله سؤالاً مبدئياً ألا وهو لماذا نصوم ؟ ونخبره بأن هذا لأن الله تعالى أمرنا بالصيام وهو الذي خلقنا ورزقنا وخلق لنا كل شيء، فمن حقه علينا أن نطيع أوامره، ومما أمرنا وأمر المسلمين جميعاً بتعاليم الإسلام « مرَّ عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ على صبية يَلْعَبُونَ وَفِيهِمْ عبد الله بن الزبير فَهَرَبُوا مِنْهُ إِلَّا عبد الله، فَقَالَ لَهُ عمر رَضِي الله عَنهُ: مَا لَك؟ لِمَ لَا تهرب مَعَ أَصْحَابك؟ فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لم أكن على رِيبَة فأخافك، وَلم يكن الطَّرِيق ضيقا فأوسع لَك.

فَمن أَيْن جَاءَت هَذِه الفطنة وَتلك الكياسة فِي السلوك؟ لاشك أَن جَوَاب ذَلِك الطِّفْل إِنَّمَا هُوَ ثَمَرَة يانعة من ثمار التربية النفسية الإسلامية الَّتِي لَا تعرف الخضوع وَلَا الذل وَلَا الْخَوْف والفزع..سياسة تقوم على تَقْوِيَة الثِّقَة بِاللَّه والاسترسال مَعَه على الدَّوَام» (معالم أصول التربية الإسلامية من خلال وصايا لقمان لابنه عبد الرحمن الأنصاري )، وعند ذلك ينسى الطفل ما ألم به من جوع وعطش لأن ثقته بالله تعالى وبما عنده من الثواب الجزيل جعله يتطلع إلى ما هو أفضل، ونعلم الأطفال أن هذه التعاليم هي حق لله تعالى علينا فالأرض أرضه والسماء سماءه والماء ماءه والطعام طعامه والهواء هواءه والخلق خلقه ونحن من خلقه،وهذا» أوضح دليل على عظمة منهج الإسلام التربوي حين يقيمه الإسلام على أساس عبادة الله بمعناها الواسع الشامل.

س: كم سورة تبدأ بـ (الحمد) ؟ وما هي ؟

ج: 5 سور تبدأ بـ«الحمد» وهي: الفاتحة والأنعام والكهف وسبأ وفاطر