صحافة

القدس : ذكرى النكسة والواقع الفلسطيني والعربي المؤلمان

06 يونيو 2018
06 يونيو 2018

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: ذكرى النكسة والواقع الفلسطيني والعربي المؤلمان، جاء فيه:

تصادف اليوم الذكرى ٥١ لاحتلال القوات الإسرائيلية لبقية الأراضي الفلسطينية وكذلك شبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان والتي تعرف بذكرى النكسة، وذلك بدعم مطلق من الولايات المتحدة الأمريكية التي زودت دولة الاحتلال الإسرائيلي ولا تزال بأحدث أنواع الأسلحة، بما فيها المحرمة دوليا، حيث رأت أمريكا بدولة إسرائيل الجديدة التي قامت على أنقاض الشعب الفلسطيني، الحليف الاستراتيجي في المنطقة للحفاظ على مصالحها ومصالح بقية الدول الغربية الاستعمارية في المنطقة وخاصة في المنطقة العربية الغنية بالبترول التي كان ولا يزال يسيّر عجلة الاقتصاد في العديد من الدول الغربية، من خلال قيام دولة إسرائيل بالإبقاء على العالم العربي مقسما ومجزأ والحيلولة دون وحدته من خلال الاعتداءات التي تقوم بها دولة الاحتلال الجديدة.

وإذا جاز لنا محاكمة الأشواط التي قطعها النضال الوطني الفلسطيني وكذلك العربي على صعيد مواجهة الاحتلال الإسرائيلي واستعادة الأراضي التي احتلتها دولة الاحتلال على الجبهات المصرية والسورية والأردنية، حيث كانت الأردن مسؤولة عن الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية ومصر عن قطاع غزة، إذا جاز لنا ذلك، فعلى الصعيد الفلسطيني برزت بشكل واضح وعلني الثورة الفلسطينية المعاصرة التي انطلقت بالسر عام ١٩٦٥م.

وقد حققت الثورة الفلسطينية المعاصرة من خلال وحدتها في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده العديد من الإنجازات على طريق تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال، حيث اعترف العالم بما فيه دولة الاحتلال بوجود الشعب الفلسطيني، رغم أنها كانت قبل ذلك لا تعترف بوجود شعبنا، واعترفت الدول العربية بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، إلى جانب العديد من الإنجازات من أبرزها اعتراف الكثير من دول العالم بمنظمة التحرير وفتح مكاتب لها في هذه الدول ومن ثم تحولت إلى سفارات.

غير أن الأوضاع الفلسطينية في المرحلة الحالية تعاني من مرض الانقسام الأسود، ومن تصعيد دولة الاحتلال لاعتداءاتها على شعبنا وأرضه ومقدساته، مستغلة بذلك هذا الانقسام الأسود وكذلك الأوضاع العربية التي تعاني الكثير منها من حروب داخلية جعلت دولة الاحتلال تصول وتجول في المنطقة مدعومة من الولايات المتحدة وفي مقدمتها إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب التي في معظمها، إن لم نقل كلها، موالية لدولة الاحتلال بل تنفذ سياستها القائمة على معاداة السلام والتنصل من الاتفاقات التي وقعتها مع منظمة التحرير في إطار اتفاق أوسلو، رغم أن هذا الاتفاق لا يلبي الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني.

وباختصار شديد فإن المنجزات التي حققها الشعب الفلسطيني من خلال منظمة التحرير الفلسطينية، تعمل دولة الاحتلال على شطبها مدعومة من إدارة ترامب التي هي الأخرى تعمل على إعادة الصراع إلى المربع الأول متحدية بذلك القرارات الدولية، خاصة قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف بدعم من معظم أو الغالبية الساحقة لدول العالم.

وأمام هذه الهجمات والمخططات العدوانية الأمريكية والإسرائيلية، وأمام المخاطر التي تهدد قضية الشعب الفلسطيني ومحاولات تصفيتها، فليس أمام فصائل وقوى شعبنا الوطنية والإسلامية سوى إنهاء هذا الانقسام الأسود والتوحد ووضع استراتيجية عمل نضالية متفق عليها لمواجهة هذه المؤامرات التصفوية، لأنه بدون الوحدة الوطنية التي هي شرط أساسي من شروط الانتصار وهزيمة المشروع الصيهو - أمريكي، فإن الشعب الفلسطيني سيدفع ثمنا باهظا في تصديه لهذه المؤامرات والاعتداءات ومحاولات منعه من تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وعلى أمريكا ودولة الاحتلال أخذ الدروس والعبر من نضال الشعب الفلسطيني وبقية شعوب العالم التي انتصرت على الاستعمار وحققت استقلالها وحريتها.

والشعب الفلسطيني الذي قدم الكثير من الضحايا على مذبح قضيته الوطنية لن تثنيه هذه المخططات التصفوية عن مواصلة مسيرته الوطنية لتحقيق المزيد من المنجزات التي حققها على مدار العقود الخمسة الماضية إن لم نقل أكثر من ذلك.

وليس أمام أمريكا ودولة الاحتلال سوى الاعتراف بهذه الحقوق والجنوح للسلام، لأنه لا أمن ولا سلام ولا استقرار في المنطقة بدون إحقاق هذه الحقوق الوطنية الثابتة وغير المنقوصة لشعبنا.