mohammed
mohammed
أعمدة

شفافية: شركات بين الحياة والموت

06 يونيو 2018
06 يونيو 2018

محمد بن أحمد الشيزاوي -

[email protected] -

(1)

توجد في سوق مسقط للأوراق المالية عدد من شركات المساهمة العامة التي تآكلت رؤوس أموالها بنسب متفاوتة؛ بعض هذه الشركات لا يزال في البداية وبإمكانه العودة إلى طريق الربحية وهو ما يحصل لدى عدة شركات أظهرت نتائجها في الربع الأول من العام الجاري أداء جيدا في حين أن هناك شركات أخرى تزداد معاناتها يوما بعد يوم خاصة تلك التي تآكلت رؤوس أموالها بالكامل.

التشريعات تنص على أن الشركة التي يتآكل رأسمالها بنسبة 75% عليها أن تدعو مساهميها لجمعية عامة غير عادية لبحث الطرق والتدابير التي تمكّن الشركة من تصحيح أوضاعها المالية. الشركة تدعو وتبحث وتستمر تبحث لفترة أطول مما ينبغي وخسائرها تزيد في كل ربع سنوي، وفي النهاية يفقد المساهمون أسهمهم بالكامل.

وهذا يقودنا إلى التساؤل: لماذا لا تبادر الشركات إلى اتخاذ إجراءاتها عندما تفقد 20% من رأسمالها؟ لماذا تنتظر إلى أن تفقد 75% من رأسمالها؟ مع أن الاقتصاديات تؤكد أنه كلما أسرعنا في اتخاذ قرارات تصحيح الوضع المالي نكون أكثر قربا من النجاح وكلما تأخرنا ازدادت الخسائر وأصبح من الصعب على الشركات أن تعود إلى الربحية؛ إلا بمعجزة.

(2)

تشير الإحصائيات إلى أن 13 شركة مساهمة عامة القيمة السوقية لأسهمها أقل من القيمة الاسمية. (أي أن السهم الذي تبلغ قيمته الاسمية 100 بيسة تستطيع أن تشتريه من سوق الأوراق المالية بأقل من هذه القيمة حتى إن بعض الأسهم أصبحت تباع بـ 25 بيسة).

البعض يظن أنه عندما يشتري هذه الأسهم سوف يحقق عائدا جيدا عندما ترتفع. لكن عليه أن يعلم أنه من الصعب أن ترتفع خلال فترة وجيزة وربما يفقد جميع ما دفع.

(3)

المساهمون هم أبرز ضحايا الشركات التي تآكلت رؤوس أموالها. في حين أن مجالس الإدارة والإدارات التنفيذية لا تستمع إلى وجهات نظرهم إلا نادرا.

(4)

تصحيح الأوضاع المالية في الشركات المتعثرة يبدأ عندما تتخلى مجالس الإدارة والإدارات التنفيذية عن بعض امتيازاتها. لكن إذا أصرت عليها فإنها تقترب أكثر من نهايتها.

(5)

وفي أحيان كثيرة لا تجدي التشريعات التي تضعها جهات الاختصاص المنظّمة لقطاع سوق رأس المال في إنقاذ الشركات إن لم تجد هذه التشريعات من يحميها.

أعضاء مجالس الإدارة والإدارات التنفيذية العليا عليها أن تبادر في اتخاذ الإجراءات التي تحمي الشركات من الانهيار لا أن تبحث عن مبررات للخسائر التي تزداد عاما بعد آخر.

(6)

هناك سؤال لم أجد له جوابا: كيف يمكن للشركات التي تزيد خسائرها المتراكمة على رؤوس أموالها أن تستمر في العمل لعدة سنوات كما هو حاصل لشركات لا تزال مدرجة بسوق مسقط ويتم تداولها يوميا؟.

(7)

شركات بين الحياة والموت لكنها مستمرة. في كل تقرير إلى المساهمين تتحدث عن المستقبل مع أنه لا مستقبل لشركة تراكمت ديونها ونَسِيت أن أموال المساهمين فيها هي أمانة لم تتمكن من حفظها.