1354244
1354244
روضة الصائم

ندوة تربية أبنائك قرآنيا: القرآن يربي الروح بالشعائر التي فرضت على المسلم

06 يونيو 2018
06 يونيو 2018

السيب : بشير الريامي -

نظمت الجمعية العمانية للعناية بالقرآن الكريم بجامع الشيخ محمد بن عمير الهنائي بالخوض بولاية السيب بعد صلاة الجمعة ندوة حملت عنوان «كيف تربي أبناءك قرآنيا» وذلك تحت رعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد. وشارك في مناقشة حوارات الندوة كل من المهندس سالم بن عامر العيسري رئيس مجلس إدارة مركز غراس الخير والشيخ هلال بن حسن اللواتي إمام مساعد لمسجد الرسول الأعظم في الخوض وبخيت بن محمد الشبلي والمدرب المعتمد بوزارة التربية والتعليم وأدار الحوار الإعلامي عادل بن ناصر الكاسبي. وتحدث المشاركون في الندوة من خلال مجموعة من المحاور حيث قال المهندس سالم العيسري في محور النظرة للقرآن الكريم في الجانب التربوي إن مصدر الإلهام والخير كله هو القرآن الكريم والمسلم بغير القرآن معاكس لمتطلبات التربية التي ينشدها أن تكون في المجتمع، وقال إن الإسلام مصدره القرآن لبني الإنسان من خلال بناء متكامل يأخذ الروح والعقل والبدن ويربيها بالإضافة إلى المحافظة على الهوية والدفع بالجيل في جزئيات حياته كفرد وفي أسرته ومجتمعه ومن منظور أن الإسلام دين عالمي. وفي محور وتيرة الحياة المتسارعة وموازنة المنهج القرآني قال الشيخ هلال اللواتي: القرآن كتاب حضارة ورسالة إنسانية لبناء الإنسان وإذا نظرنا إليه بهذه الطريقة فسيختلف تعاملنا معه ففي القرآن كل شيء فإذا أردنا النجاح سواء في تعاملاتنا المالية أو القضايا التربوية أو السياسية فالقرآن يربينا ويبنينا والبشرية تعلو وتتطور في تنمية مستدامة وعلاقة القرآن بهذه الأبعاد يدخل فيها بكل تفاصيلها. وأضاف أن تسارع الحياة يتطلب العودة إلى القرآن في كل شيء وأن المسلمين ابتعدوا عن القرآن بالرغم من وجود الحفاظ، مؤكدا أن القرآن الكريم يحتاج إلى التدبر والتفكر في آياته فهو يحتوي على مبادئ في كل شيء ويحمل في طياته بناء حضارة وهو مشروع إلهي يواكب كل زمان ومكان. وفي محور الجانب التربوي التطبيقي العملي في تربية الأبناء قرآنيا قال الأستاذ بخيت الشبلي إن الكثير منا يحرص على الحاق أبنائهم لتعلم القرآن الكريم وحفظه في المساجد ومدارس القرآن الكريم فالقرآن يأتي على ثلاث مراتب هي التدبر والتفكر والحفظ والتلاوة وبالتالي نحتاج في الجانب التربوي إلى استغلال فترات وجود أبنائنا معنا في المنزل أو السيارة لمناقشتهم ومتابعة حفظهم وتدبرهم فالرسول الكريم كان يعلم صحابته وهو على ظهر دابته في السفر. وأكد قائلا : نريد أبناءنا أن يكونوا قرآنا يمشي على الأرض من خلال وسائل تربوية صحيحة تنشئهم على مبادئ وأخلاق هذا الكتاب الكريم.

وفي محور شمولية القرآن في تربية الأبناء قال المهندس سالم العيسري: إن القرآن يربي الروح من خلال الشعائر التي فرضت على المسلم تأديتها فإذا وصل المسلم لشفافية الروح وتعلقها بالله انقادت الجوارح وتأثرت المشاعر وبالتالي تلقى المسلم الخارطة والتوجيه من مصدر واحد وهو القرآن الكريم، مضيفا بأن الجانب التربوي يستوعب الإنسان بأنه فرد في هذه الأمة فالصلاة مثلا منهج يؤديها المسلم في الجو أو الصحراء أو في قارب تتقاذفه الأمواج فيربط المسلم نفسه بمنهج الأنبياء في التوجيه وبالتالي فالقرآن يربي الإنسان في كل مراحل حياته منذ طفولته وهو منهج شامل يربي بالموعظة والقدوة والقصة والأحداث الجسام وكل هذه التجليات تصلح لأن تكون منهاجا تربويا. وقال الشيخ هلال اللواتي إن القرآن الكريم والسنة مكملان للمنهج والتشريع وفي القرآن الكثير من التوجيه التربوي وهو المصدر للتشريع. وعن القيم التربوية قال المهندس سالم العيسري إن الصلاة مثلا إحدى القيم فهي شاملة لكل ما يحتاجه المسلم ليتربى ويربي غيره فاحتواء الصلاة وما فيها تعطينا كيف تحقق المبادئ التربوية في جانب الروح والعقل والمشاعر فالروح اتصالها بالله في التوجيه وتنزيه لله تعالى وتذكر قدرته وعظمته والعقل يجد بغيته في الصلاة من خلال تدبره بآيات الله في ملكوت السماوات والأرض. وفي محور تساؤلات قال الشيخ هلال اللواتي إن القرآن يأتي في أعلى الرتب التربوية فما يتعلق بالتربية وبناء الذات فنحتاج إلى الاهتمام الذاتي للبدن وفينا الروح والعقل والنفس فالقرآن يريدنا أن نفهم كل شيء لنتمكن من أن نعطي البدن والعقل وغيرها ذواتها. وفي المحور الأخير عن استقاء المؤسسات التربوية بالقرآن في بناء المناهج التربوية قال الأستاذ بخيت الشبلي إن القرآن متواجد في جميع المفردات التربوية وهي الأب والأم والمجتمع والمدرسة والإعلام والذات والمناهج ولا يخلو منها أيضا ولكن العيب في كيفية الفهم والتطبيق وليس العيب في المناهج مشيرا إلى أن هناك تربية مباشرة مثل الصلاة والصيام وغيرها وتربية غير مباشرة مثل القيم والأخلاق والسلوك وغيرها ونحتاج إلى تكثيف جرعة القيم والأخلاق بأسلوب مبسط وسهل وممارسة وعليه يمكن أن نكون في المقدمة.