1351231
1351231
روضة الصائم

الطب التقليدي العماني: «أمراض القلب والمعدة والأمعاء والكبد».. صفتها وعلاجها

06 يونيو 2018
06 يونيو 2018

عرض: سيف بن سالم الفضيلي -

برع العمانيون في مختلف فنون العلم وتخصصاته - بفضل الله تعالى - فلم يكونوا بمنأى عن كل فن من فنونه فبرزت مواهبهم فيها واستطاعوا تطويع هذه الفنون في خدمة الإنسانية فكان منهم الإبداع والإنتاج الغزير.

من بين تلك الفنون التي برعوا فيها (الطب الشعبي) الذي مارسوه عمليا وتعاملوا مع الأعشاب المختلفة التي تزخر بها عمان المباركة وعرفوا أسرارها وما تحتويه من فوائد عظيمة لعلاج كثير من الأمراض التي ابتلى الله تعالى بها بعض عباده، فكان لهؤلاء الرجال يقين حقيقي أنه (لا يوجد داء إلا وجعل الله له دواء) وهو يقين ينم عن إيمان وثقة بالله تعالى انه هو الشافي والمعافي وانه على كل شيء قدير..

مما اخترناه لك قارئنا الكريم من خلال ملحق (روضة الصائم) هذا العام وبالتعاون مع دائرة المخطوطات بوزارة التراث والثقافة عرض مجموعة من الفصول من مخطوط (منهاج المتعلمين) لمؤلفه الطبيب الشيخ راشد بن عميرة بن هاشم العيني الرستاقي العماني.

وهذا المخطوط تم نسخه (كما جاء في المخطوط) على يد الفقير لله عبده شوين بن محمد بن هلال الرمحي العيني الرستاقي في نسخة لنفسه والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ولا حول إلا بالله العلي العظيم..

لنتعرف سويا على ما ساهم به الأجداد في مضمار الطب الذي يعتبر من أهم المضامير التي يحتاجها الإنسان لحمايته من الآفات التي تعترضه وتؤثر على حياته وسبيل إنتاجه وعطائه.

حلقة اليوم عن (أمراض القلب وأمراض المعدة وأمراض الأمعاء والكبد).

وأما (أمراض القلب) فمنها الخفقان وهو اضطراب القلب وسببه رطوبة تحتق في غشاء القلب. أو أورام بخارات سوداوية تتراقى إليه. وعلاجه فصد الباسليق إن كان من رطوبة دموية او حرارة ويمضغ الكزبرة والمصطكي ويعمل السكنجبين يأكل به الخبز ويشرب منه.

و(لحرقة القلب)، مسامير قرنفل وقليل سكر ويشرب في حليب غنم صباحا ورواحا، مجرب صحيح.

وفي فصل (أمراض المعدة) يذكر الشيخ أن منها (القيء) وهو فساد الطعام لكثرته أو رداءته وعلامته الكرب والغشاء ثم القيء والإسهال.

وعلاج ذلك أن يقيأ ويزاد في إخراجه بالماء الحار ودهن لوز. فإن أسرف القيء فشد عضل الساقين والساعدين والدلك للساقين ويكثر النوم ويضمد البطن بالآس والسفرجل ودهن الورد والطين الأرمني ويشم الروائح الطيبة.

ومن أجود علاج له أن يدق الفوف مع قليل مسامير قرنفل وينخل ويشرب في ماء بارد مرارا. أو غلاليج الكرم والشبّة الحريرية بالخل. يطبخ ويشرب مرارا، فإنه ينفع.

وأما (الفواق) وهو حركة من تشنج انقباضي أو تمدد انبساطي فإن كان فم المعدة يجتمع إلى ذاتها بالتشنج استعدادا لحركة دافعة قوية. والفواق يكون من امتلاء واستفراغ وقد يكون عند الموت. وعلاجه يقيأ او يحبس النفس ساعة او يجبر بما يغمه او يشرب الماء المطبوخ في السذاب او تطبخ القرفة في ماء ومعها مصطكي وتشرب، ينفع. فإن تعسر ذلك فنحن نعطيه أشياء من المسهلات، فإنه عجيب.

وإن كان الفواق بعقب استفراغ مفرط فيعطى ماء ورد مبرد ولعاب بزرقطونا ودهن لوز بجلاّب. او ماء الجلّنار وماء البطيخ الهندي وجلاّب. أو ماء الشعير مبرّد بالثلج ودهن اللوز وتضمد المعدة بقيروطي متخذا من ماء الخيار والقرع وماء حي العالم ودقيق الشعير وخطميه ودهن بنفسج. وان كان الفواق من امتلاء يستفرغ بالماء الحار والسكنجبين وماء الشعير وماء الفجل المعصور.

وأما (من جمد اللبن في معدته)؛ كثيرا ما ينعقد اللبن إذا شرب في المعدة وخاصة ما له غلظ وإذا جمد اللبن عرض منه الغشاء والعرق البارد والنافض وكثيرا ما يقتل أن لم يتدارك. وينفع في ذلك أن يسقى من انفحة الأرنب مثقالا مع أوقية خل او يسقى من الفوتنج والسكنجبين الحامض العسلي. فإذا تقيأ ذلك فاسقه ماء العسل مع طبيخ بزر الكرفكس واعطه ماء حارا مرات ليتقيأ. وأما جمود الدم في المعدة فيعالج بهذا العلاج بعينه ويعالج بعلاج الحصاة في الشواء المغموم كل ما غم.

وأما (أمراض الأمعاء والكبد)؛ ومنها (إسهال الدم الكبدي) وسببه كثرة الدم على الكبد من تغير الغذاء. وعلاجه من كتاب الرحمة؛ الإسهال إن كان من حرارة وكان معها رطوبة كان الخارج أبيض. وعلاجه؛ يمرس لخوخ الذرة في خل او رائب او حامض منزوع حتى يصير رقيقا كالحساء ويطلع على النار ويحرك حتى يسخن الجميع ويختلط بعضه ببعض ثم يشرب حارا فإنه يقطع الإطلاق الأبيض لوقته، ولكن يستعمل ثلاثة أيام حتى تشتد الطبيعة. صحيح مجرب.

وإن كان الحرارة مع اليبس كان الخارج دما أحمر. وعلاجه لين ممروس فيه خبز خمير الحنطة في قطيب منعقد خامض يطبخ على نار حتى يسخن جميعه ويأكله حارا فإنه يقطع الخارج أحمر. صحيح مجرب.

وإن أخذ جزء من حبّ الرشاد وجزء من بزر قطونا يغلى الجميع ويدق ويسف منه كل يوم ثلاثة دراهم على الريق يقطع الإطلاق الخارج. صحيح مجرب.

ولخروج الدم يأكل اللحم المطبوخ بالخل وخبز الذرة او خبز البر او الرمان الحامض. او تنقع الكزبرة في خل حاذق يوما وليلة ثم يصفى ويحط فيه قليل سكر ويشرب. وإذا اكل الجبن وخبز الذرة أو خبز البر قطع الدم من البطن.

أو بذر الريحان المقلى ويدق ثلاثة دراهم وعشرون درهما سكرا يجمعا كلاهما ويستعمل سفوفا على الريق وعند النوم.

او بذر الريحان وبزر قطونا يدقان بسمن البقر يأكله يداوم عليه نافع. او عفص يدق ناعما ويحط في ماء بارد من العشاء الى الصباح ثم يمرس ويصفى ويحط فيه قليل سكر ويشرب. نافع بإذن الله.

ولـ (حرقة البطن وخروج الدم) حليب المعز وبيضة دجاج وإهليلجة صفراء وجوزة بوا وحبة حبر يدق الجميع ويوضع في الحليب ويحط على النار ويحرك حتى يرتبك ويشرب سبعة أيام او اكثر ويأكل خبز البر المخمور واللبن الحامض. صحيح مجرب.

ومما يحبس البطن ويقطع الدم، أفيون مصري وخبز غير مثقوب وورق الكرفس من كل واحد درهم يدق الجميع ويعجن بخل حاذق ويحبب مثل الدنجو ويجفف في الظل إلى أن ييبس. والترياق منه كل يوم سبع حبات يداوم على ذلك إلى أن ينفذ الدواء. صحيح مجرب.

ومما يحبس ويقطع الدم، ورق القطف وخبز وخشب رمان مثقالا مثقالا، يدق ويعجن بخل حاذق ويحبب مثل الدنجو والترياق كل يوم ثلث مثقال. صحيح مجرب.

والأفيون وحده يشرب منه قليل يذهب الحرقة والحرارة ويقطع الإطلاق المزمن وينفع السعال.

والإسهال العارض للصبيان عندما تنبت أسنانهم: خشخاش وحب الآس وكندر ذكر وسعد من كل واحد نصف درهم ينعم سحقه ويذوب في لبنه الذي يرضعه ويسقى.

ولضربان البطن يشوى الصد في ملاف ويؤكل هو وورق الغاف المدقوق. هذا لسيلان البطن.

وأما (الزحير) فهو أن يعمد الإنسان لقضاء الحاجة فلا تخرج له إلا رطوبة مخاطية وربما كان معه قطع كغسالة اللحم. وعلاجه الحساء المعمول من الحلبة المروة والبر والسكر، يغلى بحليب البقر والسمن كما في السعال اليابس، يشربه حارا ويتدثر حتى يعرق ويلين بطنه ثم يصبر حتى يبرد ويمضي بكرة وعشية. يبرأ بإذن الله.

وفطير الذرة مع حليب البقر من تحت الضرع يقطع الزحير والحقنة أنفع شيء له.

وللزحير مع الدم ثلاثة دراهم زنجبيل وستة دراهم كزبرة يغمران بالماء ويطبخان ويصفيان ويشرب الماء على الريق. فإن لم يكن معه دم؛ حب الرشاد المغلي يشرب منه ثلاثة دراهم بشيء منه ودهن السوس ويرشف ويتجرع ويأكل العليل صاع الزيت والخردل ورُبّ الجوز بالخبز. وان كان معه دم فيسقى بذر الشاهسفرم المغلي وزن ثلاثة دراهم مسحوقا مقرونا بالماء ودهن ورد ثم يؤكل مع الخبز صفرة بيض مشوي.

ومن أمراض (الأمعاء والكبد) القولنج، والمغص، واللية في البطن، والشكة والورمة، والأورام في البطن والجسد، والحيات والديدان).