1356466
1356466
العرب والعالم

بريطانيا تعيد النظر في استراتيجيتها الأمنية لمواجهة «تغير طبيعة المتشددين»

04 يونيو 2018
04 يونيو 2018

بدء التحقيق في حريق برج جرينفل السكني في لندن -

لندن - (رويترز - أ ف ب) - تسعى بريطانيا للتصدي لما تطلق عليه «تغير طبيعة» المتشددين باستراتيجية معدلة لمكافحة الإرهاب نشرت وتتطلع لاستغلال التكنولوجيا وتبادل المعلومات على نطاق أوسع وبناء علاقات أقوى مع الشركات.

وقال ساجد جاويد وزير الداخلية المعين حديثا: إن الاستراتيجية الجديدة تضمنت دروسا من هجمات في لندن ومانشستر العام الماضي أسفرت عن مقتل 36 شخصا وستساعد بريطانيا في التصدي لتهديد متطور.

وحذرت وزارة الداخلية من أن التهديد الذي يمثله إسلاميون متشددون على بريطانيا من المتوقع أن يظل مرتفعا خلال العامين المقبلين وقد يزيد.

وقال جاويد في كلمة بمناسبة تدشين الاستراتيجية المعدلة «تهديد الإرهاب من أعنف التهديدات التي نواجهها ومن الواضح أنه شهد تغييرا كبيرا في طبيعته».

وقال: إن الوقت بين التحول إلى التطرف والتخطيط لهجوم أصبح أقصر مما كان عليه من قبل، والتحول إلى التطرف يحدث بوتيرة أعلى عن طريق الانترنت، وأصبحت أدوات نحتاجها في الحياة اليومية تستخدم في تنفيذ هجمات.

ومنح التدشين جاويد الذي عين في أبريل الماضي بعد استقالة حليفة رئيسة الوزراء تيريزا ماي فرصة لفرض سلطته على أجندة الأمن البريطانية.

ويرى البعض أن جاويد منافس محتمل لماي.

ويقيم مستوى التهديد الحالي لبريطانيا على أنه شديد، مما يعني أن وقوع هجوم مرجح بقوة.

وقالت الحكومة إنها أحبطت 25 مؤامرة من متشددين منذ يونيو 2013 وحتى 12 مارس 2017 وتدير في الوقت الراهن أكثر من 500 عملية مباشرة.

وقال جاويد إن المسلمين ليسوا مسؤولين «عن أفعال أقلية ضئيلة انحرفت عن إيمانها» وإن هناك دورا يتعين عليهم القيام به في محاربة التطرف.

وأضاف «المسلمون البريطانيون في مختلف أرجاء البلاد يقودون الحرب ضد التطرف الديني بإخراج المتطرفين من مساجدهم وبمواجهة سمهم على الانترنت وفي الشوارع». ويرى جاويد أنه في الوقت الذي يشكل فيه المتشددون أكبر تهديد، فإن المخاطر من اليمين المتطرف آخذة في التزايد.

وأظهرت المراجعة أن سياسة مكافحة الإرهاب القائمة شاملة وجيدة لكنها اقترحت طرقا لتحسينها لمواكبة تغير أساليب الجماعات المتشددة.

وستعمل الحكومة على زيادة تبادل المعلومات بين وكالات المخابرات والشرطة وهيئات مثل السلطات المحلية «لتحسين فهمنا للمعرضين لخطر التورط في الإرهاب وإتاحة الفرصة لنطاق أكبر من التدخلات».

وتستهدف الاستراتيجية كذلك تبادل أفضل للمعلومات يشمل الشركات وتسريع الإبلاغ عن مشتريات مشبوهة وتحسين الأمن في المناطق المزدحمة وتقليل مخاطر تعرض البنية الأساسية للأذى.

وستتطلع الاستراتيجية كذلك للاستفادة من القطاع الخاص والخبراء الأكاديميين في جمع المعلومات وتحليلها. في الأثناء بدأت لجنة التحقيق حول حريق برج جرينفل السكني في لندن أمس الاستماع للأدلة حول سبب اندلاع الحريق المروع في العام 2017، بعد أسبوع من الاستماع لشهادات مؤثرة لذوي الضحايا البالغ عددهم 71 شخصا.

ومن المقرر أن يتضمن التحقيق مراجعة خمسة تقارير خبراء نشرت حديثا وتوضح تفاصيل اندلاع الحريق، وأسباب انتقاله بسرعة بالإضافة إلى مدى فعالية إجراءات حماية الحريق في المبنى المكون من 24 طابقا و120 شقة.

وسيتم الإطلاع على تقرير من شركة «هارلي فاساديس» التي ركبت كسوة الواجهة الخارجية للبرج قبل وقت قصير من اندلاع الحريق، بحسب جدول زمني مؤقت لجلسة الاستماع.

ويرجح أن هذه الكسوة الجديدة التي ركبت خلال عملية تجديد للبرج ساهمت في انتشار الحريق.

وقتل 71 شخصا من بينهم امراة حامل في الحريق الذي شب في الساعات الأولى لصباح 14 يونيو 2017، وسببه عطل في ثلاجة انفجرت لاحقا قبل أن ينتشر الحريق في أرجاء المبنى.

وقالت رابطة «جرينفل يونايتد» الهيئة الرسمية للناجين وأهالي الضحايا إن جلسة أمس تشكل «بداية طريق طويل لإحقاق العدالة» للمتضررين من المأساة.

وتابعت في بيان «سيكون من الصعب رؤية بعض المؤسسات تحاول الدفاع عن سلوكها».

وأضافت «لكننا نثق إنه ومع توالي ظهور الأدلة خلال الشهور المقبلة، سيكشف التحقيق الحقيقة حول كيف تم التعامل مع مجتمعنا قبل واثناء وبعد الحريق».

ويتضمن التحقيق مرحلتين لتناول الأدلة، الأولى مرحلة تقصي الحقائق التي تركز على تسلسل الأحداث، قبل أن تعالج بقية المسائل في وقت لاحق من العام. وتعهد رئيس لجنة التحقيق مارتن مور-بيك الاجابة عن أسئلة أسر الضحايا.

وقال بيك «فيما نمضي نحو المرحلة الثانية من التحقيق، أنا وفريقي مصممون على تقديم الإجابات التي تريدونها».

في شأن منفصل قال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس إن الحكومة تثق أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يكون نهاية العالم وذلك ردا على تقرير أفاد بأن مسؤولين توقعوا حدوث نقص في البنزين والغذاء والدواء إذا لم يتم التوصل لاتفاق.

وردا على سؤال عما إذا كان تقرير نشرته صحيفة صنداي تايمز وجاء فيه أن عدم التوصل لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي سيكون بمثابة نهاية العالم في بريطانيا قال المتحدث للصحفيين «هناك الكثير من العمل وصنع القرار فيما يتعلق بخططنا في حالة عدم التوصل لاتفاق خاصة فيما يتعلق بالموانئ ونعلم أنه لن يحدث شيء من ذلك».

وكرر المتحدث ثقة الحكومة أنها ستتوصل إلى اتفاق جيد للانفصال عن الاتحاد الأوروبي.