صحافة

أمريكا تخوض حربا تجارية مع حلفائها الأوروبيين

04 يونيو 2018
04 يونيو 2018

تسبب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على استيراد الصلب والألمنيوم من دول الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك، في تعكير جو قمة مجموعة السبع التي اجتمعت في فانكوفر الأسبوع الماضي. وهو ما قد يدفع الاقتصاد العالمي إلى حافة حرب تجارية.

ودخلت هذه الرسوم الجمركية التي تبلغ 25% على الفولاذ و10% على الألمنيوم، حيز التنفيذ رسميا يوم الجمعة الماضي، وهو ما أثار استنكار واستياء حلفاء واشنطن. حيث اتصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بنظيره الأمريكي دونالد ترامب وابلغه أن قراره «غير شرعي» و«خطأ». وقال إن الاتحاد الأوروبي سيرد على قرار ترامب بطريقة حازمة ومتناسبة.

وفي بريطانيا صرح متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي بقوله «نشعر بخيبة أمل شديدة من أن الولايات المتحدة قررت تطبيق الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم من الاتحاد الأوروبي لاعتبارات الأمن القومى». وأضاف قائلا «المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى حلفاء مقربون للولايات المتحدة وينبغي إعفاؤهم بشكل دائم وكامل من الإجراءات الأمريكية بشأن الصلب والألومنيوم».

وتناولت الصحف البريطانية قرار ترامب بالتحليل تارة، والتنديد أخرى، حيث نشرت صحيفة «مترو» تقريرا على صفحتها الأولى كتبه دومينيك ييتمان بعنوان استنكاري تساءل فيه: «ما هي العلاقة الخاصة؟» وكأنه يقول أين هي العلاقة الخاصة مع أمريكا إذا قام رئيسها ترامب بهذا الاجراء الذي ضرب تلك العلاقة الخاصة في مقتل بفرضه رسوما جمركية مرتفعة على الحلفاء.

وأشار كاتب التقرير إلى مضار هذا القرار بقوله: «يبدو أن الحرب التجارية من شأنها أن تضع الوظائف في خطر وترفع الأسعار». موضحاً أن تيريزا ماي حاولت ثني ترامب عن فرض الضريبة البالغة 25% على الصلب من المملكة المتحدة. كما أن الاتحاد الأوروبي يهدد باتخاذ إجراءات قاسية في الوقت المناسب.

وتحت عنوان «الحرب التجارية العالمية تلوح في الأفق» نشرت صحيفة «آي» تقريرا أشارت فيه إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية فرضت تعريفات جمركية كبيرة على واردات الصلب والألمنيوم القادمة من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك. وذكرت ان أمريكا رفضت طلبا بريطانيا لإعفائها من الرسوم الضخمة التي أعلنها دونالد ترامب في مارس الماضي.

أما صحيفة «فاينانشيال تايمز» فتقول إن الخطوة الأمريكية ترقى إلى مستوى الطلقة الأولى في حرب تجارية مع ثلاثة من أكبر شركائها التجاريين. وذكرت ان هذه الخطوة تمهد الطريق لجولة من التعريفة المتبادلة قبل أيام فقط من اجتماع قادة مجموعة السبع.

وعلى نفس المنوال نشرت صحيفة «الجارديان» تقريرا بعنوان «الولايات المتحدة تدفع الحلفاء الى الاقتراب من حافة الحرب التجارية»، سلطت فيه الضوء على التأثير الذي أحدثه القرار الأمريكي، بقولها إن القادة الأوروبيين والكنديين تفاعلوا بسرعة وبغضب مع قرار ترامب، الذي احدث ارتجاجا في الأسواق المالية العالمية.

وفي صحيفة «التايمز» ذكر سام كوتس في تقرير كتبه للصحيفة أن وزير التجارة الدولية البريطاني، ليام فوكس وجه نداء دعا فيه بروكسل للتراجع عن حرب تجارية. ولم يستبعد ليام فوكس اتخاذ تدابير مضادة في المملكة المتحدة ولكنه حث على الهدوء من جميع الجهات.

صحيفة «ديلي اكسبريس» كانت اكثر وضوحا في تسليط الضوء على اثر قرار ترامب حيث نشرت تقريرا كتبه توماس ماكيي بعنوان «الاتحاد الأوروبي سوف يدفع، وترامب سوف يكسب»، وأضافت إن الولايات المتحدة «ستفوز» بالحرب التجارية عبر الأطلسي مع الاتحاد الأوروبي بعد أن تم جر قادة التكتل إلى معركة تعريفة متبادلة في وقت يوجه فيه «مسدس إلى رأسهم».

وقالت الصحيفة إن التعريفة الجمركية ستفرض على منتجات مثل الصلب المطلي، والألواح، واللولب، ولفات الألمنيوم، والأنابيب، والمواد الخام التي تستخدم على نطاق واسع في التصنيع الأمريكي، والبناء، وصناعة النفط.

ومن جانبه انتقد رئيس هيئة تجارة الصلب البريطانية، غاريس ستاس، فكرة الرئيس ترامب، وقال إن الضرر سيكون على اقتصاد بريطانيا وعلى الاقتصاد الأمريكي أيضا. كما اعتبر رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر أن يوم إصدار القرار هو «يوم سيّء للتجارة العالمية».