صحافة

انتقادات وسيناريوهات ما بعد البريكست

04 يونيو 2018
04 يونيو 2018

«الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك»، تنطبق هذه المقولة حاليا على التخبط الحاصل في عدم التوصل بشكل نهائي وقاطع إلى اتفاق حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (البريكست). فمن المفترض أن يكون الخروج الفعلي في آخر مارس 2019 أي في غضون أقل من عام من الآن. وبالتالي ما لم تكتمل الإجراءات بنهاية العام الجاري، ستكون هناك مشكلة بالفعل.

وقد أعربت رئيس الوزراء الإسكتلندية، نيكولا ستوريجون، عن قلقها إزاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بحسب تقر ير كتبه توماس هنت لصحيفة «ديلي اكسبريس» ذكر فيه ان ستوريجون شددت على ان الوقت ينفد من البلاد لإبرام اتفاقية مع التكتل الأوروبي، متهمة لندن بالتخبط في مسعاها للوصول إلى صفقة مع أوروبا. وأشارت الصحيفة إلى تصريح ستورجيون الذي قالت فيه إنها ترغب دائما في إسقاط المحافظين وإنزالهم عن كرسي الحكم، وان أعضاء البرلمان من الحزب القومي الإسكتلندي سيصوّتون لصالح الاتحاد الجمركي.

كما أنها أجرت محادثات بناءة وإيجابية مع كبير المفاوضين الأوروبيين، بارنييه أخبرته فيها أن الحكومة الإسكتلندية تعتقد أن المملكة المتحدة يجب أن تظل ضمن الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة بعد مغادرة الاتحاد الأوروبي، مشددة على أن الوقت بدأ ينفد للتوصل إلى اتفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد، وان المفاوضين يريدون التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية العام.

واتهمت ستورجيون الحكومة البريطانية «بالتخبط» في مسعاها لتأمين صفقة. وقالت: «في كل أسبوع يمر دون أن تكون المملكة المتحدة واضحة وواقعية حول ما تريد تحقيقه، تزداد احتمالات الوصول إلى اتفاق مضر، وهذا ليس في مصلحة أحد.» وفي تقرير كتبه ادوارد مالنيك لصحيفة «صانداي تلجراف» بعنوان «لم يعد المحافظون حزب الجدارة، وأصبحوا كسالى في معركة الأفكار»، أشار فيه إلى انتقادات وتحذيرات الوزيرة السابقة في حكومة المحافظين، بريتي باتيل، التي قالت  إن حزب المحافظين بزعامة تيريزا ماي يتخلى عن مكانته كحزب «الجدارة».

وأضافت باتيل أنه في الوقت الذي كانت فيه مارجريت تاتشر «متناغمة مع آمال وتطلعات الشعب البريطاني»، فإن هناك أدلة قليلة على «الجدارة» أو «الحرية السياسية والاقتصادية» في تحليل الحمض النووي «DNA» للحزب . وتزعم الوزيرة السابقة باتيل أن المحافظين أصبحوا «كسولين للغاية» في معركة الأفكار مقارنة بحزب العمال. محذرة من أن مستويات الديون الحالية «محرجة»، وأنها مستاءة من «السلبية» بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد. ومن ناحية أخرى طالب رئيس مجموعة الأبحاث الأوروبية، التي تضم نحو 60 نائبا محافظا مؤيدين للبريكست، جاكوب ريس موج، رئيسة الوزراء تيريزا ماي بإحياء تهديدها بمغادرة الاتحاد الأوروبي دون التوصل لاتفاق إذا استمر التكتل الأوروبي في تبني نهج متشدد في مفاوضات البريكست، حيث يرى أن المملكة المتحدة يمكنها أن تكون اكثر عنادا لأنها تمتلك موقفا تفاوضيا أقوى بكثير مما يدركه الناس، على حد قوله.

وأعرب جاكوب ريس عن قلقه من أن المملكة المتحدة كانت تخسر في المفاوضات لأن التنازلات كانت «كلها في اتجاه واحد»، واقترح أن تقدم الحكومة إنذارا نهائيا للاتحاد، مضيفا «أننا ندفع مبلغا كبيرا من الأموال (40 مليار جنيه استرليني)، وفى المقابل نرغب في عقد صفقة تجارية». وتحت عنوان «الكشف عن خطة يوم القيامة للبريكست» كتب تيّم شيبمان تقريرا لصحيفة «صانداي تايمز» قال فيه «ستتضرر بريطانيا مع نقص في الأدوية والوقود والمواد الغذائية في غضون أسبوعين إذا ما حاولت أن تترك الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق، وفقا لسيناريو خطة «يوم القيامة» للبريكست التي وضعها كبار موظفي الخدمة المدنية لوزير البريكست ديفيد ديفيس». وقالت الصحيفة إن المسؤولين في إدارة البريكست وضعوا خطة طوارئ لمواجهة النقص الحاد في الإمدادات في حال انهيار ميناء دوفر «في اليوم الأول» لخروج بريطانيا من الاتحاد.