1354362
1354362
روضة الصائم

السيفي : وسائل الاتصال أدت إلى ضعف التواصل والحياة الاجتماعية بين الناس

04 يونيو 2018
04 يونيو 2018

ضوابط التواصل الاجتماعي مع التقنيات الحديثة -

أحمد بن سعيد الجرداني -

التواصل الاجتماعي هو مقياس لكيفية تضافر الناس وتفاعلهم مع بعضهم البعض وبعيداً عن مفاهيم المستوى الفردي فإنه يتضمن علاقات تتخطى الدوائر الاجتماعية للفرد وحتى المجتمعات الأخرى وبالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي فهي مجموعة التقنيات المتاحة على الشبكة العنكبوتية والتي يستعملها الناس لغايات التواصل والتفاعل وحول هذا الموضوع المهم نواصل ما بقي من هذا اللقاء مع الشيخ منذر بن عبد الله بن سعيد السيفي الواعظ بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية

سلبيات وإيجابيات

ما هي سلبيات التواصل الاجتماعي؟ وكيف نجعلها مفيدة للأبناء؟

سلبيات وسائل التواصل كثيرة ولكننا نجملها في الآتي:

- الإدمان على وسائل الاتصال الحديثة: فالناس في عصرنا هذا أشبه بالأسرى لهواتفهم النقالة ولأجهزتهم الحديثة بحيث أصبح من غير الممكن الخروج بدونها من المنزل فاعتمادهم الكلي والأخير على هذه الوسائل.

- ضعف الحياة الاجتماعية: أدت وسائل الاتصال إلى ضعف التواصل والحياة الاجتماعية بين الناس بدلاً من تقويتها فأصبح كل شخص مشغول بحياته الافتراضية بدلاً من محاولته لتقوية الأواصر الاجتماعية وفي الغالب عند اجتماع العائلة كل واحد مشغول بهاتفه بدلاً من أن يشتغل بأهله والجماعة الذين يجلس معهم فأصبحت الحياة لا قيمة لها والجلسات الجماعية لا فائدة من ورائها والله المستعان.

انعدام الأمان: لأن وسائل الاتصال قربت الناس من بعضهم بشكل كبير وأصبح من غير الممكن المحافظة على السرية والخصوصية مما قد يسمح للمجرمين والمسيئين وأصحاب الأمراض النفسية من الاقتراب من الشخص وإنهائه وابتزازه في الحياه الواقعة.

التكلفة المرتفعة: التي قد تصل أحيانا إلى مئات الريالات يدفعها إلى جهات الاتصال وهذا لا ريب مبلغ خيالي ربما ينتفع به في أشياء مهمة في حياته اليومية وينفع أهله وأولاده.

أما عن كيفية استفادة الأبناء من هذه الرسائل فعلى أولياء الأمور أن يبينوا السلبيات والإيجابيات من هذه الوسائل وعدم استخدامها لفترات طويلة جداً حتى لا يؤدي ذلك إلى انعزالهم أو ضعف تحصيلهم، وعلى أولياء الأمور الاطلاع على المواقع التي يتصفحها أبناؤهم وإشعارهم بهذا حتى لا تسول لهم أنفسهم شراً، مع مراعاة إعطاء مساحة من الحرية والثقة للطفل في استخدام وسائل التواصل وإرشادهم إلى أن المكوث لفترات طويلة أمام وسائل التواصل قد يؤثر على الصحة وسيكولوجية الطفل الذي يجلس أمامها لفترات طويلة وعدم مسح الأطفال كلمة السر الخاصة بالإنترنت وذلك بهدف منعهم من استخدام الشبكة في أوقات لا تستطيع الأسر مراقبتهم كما أن على أولياء الأمور أن يكونوا قريبين من أبنائهم أثناء استخدام شبكة التواصل والإنترنت.

ويجب منع الأطفال من المشاركة في المجموعات خوفاً عليهم من تعلمهم الأفكار الهدامة أو استغلالهم استغلالاً غير أخلاقي ومن المهم أن تكون هناك رقابة صارمة بشرط أن لا تصل هذه المراقبة إلى الضرر النفسي بالطفل ومتابعة سلوكيات الابن أو الابنة عن بعد وهل يوجد لديهم تغير أم لا يوجد وهذه الرقابة مهمة حيث تحمي الأطفال والأبناء من مواقع التواصل الاجتماعي وأولياء الأمور مطالبون بأن يغرسوا الرقابة الذاتية لدى أولادهم وإشعارهم أن الله مطلع عليهم ويعلم ما تكنه أنفسهم وأنه يسجل كل ما يفعلونه وأنه سائلهم عنها يوم القيامة «فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره».

الإسلام يرفض الجمود

الدين الإسلامي حث على التطور ومواكبة العصر ما هي الضوابط؟

الإسلام يملك قابلية النماء والتطور ويرفض الجمود والتراجع وهذا المنهج سلكه أسلافنا في عصر التقدم والنهضة شجاعة فائقة وذكاء متوقد فتراهم تصدروا الدور في إثراء الفكر الإسلامي السامي عن طريق الاجتهاد والتجديد أصبح ضرورة وفريضة ملحة في هذا العصر لكثرة التحديات التي تواجهها الآمة في ظل العولمة والمتغيرات الحديثة لتحافظ على هويتها وتساهم في بناء الحضارة والشريعة الإسلامية تمتلك من عوامل المرونة ما يجعل أحكامها تساير كل مستجدات العصر وتستوعب كل قضايا الإنسان في مختلف الأزمنة والأمكنة ولذلك دعا الإسلام إلى الاجتهاد في استنباط الأحكام المناسبة اعتماداً على القواعد العامة التي قررها وقدر الثواب الجزيل لهذا العمل الجليل ولعل من أهم الضوابط عدم التشبه بالكافرين ولزوم مغايرتهم فيما هم من خصائص إذ أن الشخصية الإسلامية مختلفة تماماً عن الشخصية غير المسلمة واجتناب عاداتهم وأديانهم والحذر من التبعية المضيعة لهم وليس كل ما يأخذه المسلم من الغربيين الذين لا يدينون بالإسلام يعد من التقليد والاحتذاء حيث ينحصر ذلك في ثلاثة أمور وهي:

الأولى: الفنون والصنائع المفيدة وهذا ربما يصل طلب التقليد فيه إلى الوجوب الشرعي وذلك كالفنون التي تتعلق بالقوى الحربية والصحة الجسدية وسائر ما لا يستغنى عنه العمران ولا وصول إليها أولاً إلا بالتقليد والاقتباس.

الثاني: ما لا نفع فيه ولا ضرر منه والأولى تركه وإن كان مباحاً وإن لم يكن بد من فعله فينبغي ان يلاحظ التشبه بهم ولا يتوخى احتذاؤهم فيه.

الثالث: ما فيه ضرر لنا والحكم الشرعي في إتيان المفردات المحققة الحرمة، والكراهة إذا كان هناك شبهات يخشى ضررها ولا يرجى نفعها.

المسألة الثانية: إن على الأمة كلها أفراداً ومجتمعات واجبات عظيمة من أعظمها القيام بفعل أسباب استقلاليتها واستغنائها عن غيرها ولا شك أن لدينا إرثا حضارياً وثقافياً عظيماً توافرت النصوص على وضوحه واستقراره وعلو شأنه والتاريخ شاهد أن للأمة موروثاً وأصولاً قوية في بناء أمة مستقلة قوية قائده لا مقوده تعتمد على نفسها وتحافظ على أصولها وعلى المسلم عبر هذه الوسائل أن يوصل نور الله تعالى للعالمين بسرعة مذهلة ولأقطار الدنيا البعيدة كل ذلك دون تعقيدات ولا جهد أو تكلف وعلى أصحاب العقول أن ينأوا بأنفسهم ولا يكونوا عالة على الأمم الأخرى والجهات المسؤولة مطالبة أن تشجع وتهيئ الجو المناسب للإبداع والاختراع وتبارك كل ما فيه مصلحة الإسلام والأمة والشعوب والمجتمعات. «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» و«إن الله لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى»

مراقبة الله

في الختام هل لكم من نصيحة لبعض فئات الشباب حول استخدام وسائل التواصل المتعددة وكذلك وسائل الإعلام التي جعلت من العالم قرية صغيره تزدحم فيها وسائل الاتصال؟

أنصح نفسي وجميع الشباب والفتيات ووسائل الإعلام بتقوى الله تعالى ومراقبته والخوف من أليم عقابه وأن يأخذوا بهذه التوجهات والنصائح وهي أن يستشعر مستخدمو وسائل التواصل شكر النعمة وأن لا يستعينوا بها على معصية الله عز وجل فمن شكر الله أن تنشر الفوائد في هذه المواقع والكلمة الطيبة وعدم الإساءة إلى الآخرين أو التعدي على شرفهم وأعراضهم فمن أحسن استغلال النعمة رزقه الله البركة وحصل على الخير الكثير. وأتمنى من الجميع القادرين على استخدام الإنترنت ووسائل التواصل أن يحرصوا على عدة أمور تعينهم بإذن الله على الاستخدام الأمثل وهي:

أولاً: تحديد الهدف الذي يريده من دخوله إلى الإنترنت.

ثانياً: تنمية الرقابة الذاتية القائمة على مخافة الله عز وجل.ثالثا: عدم المكوث وحيداً في مكان مغلق بل اجعل الجهاز في مكان الجلوس في البيت ومواجهة الباب حتى لا يكون للشيطان طريقاً للوسواس وفعل المعصية.

رابعاً: لا ينبغي التساهل في الدخول إلى غرف الشات أو المواقع الإباحية.خامساً : الانتباه من فتح رسائل البريد الإلكتروني المجهولة المصدر. سادساً: إذا قدر الله وابتلي أي أحد بالدخول إلى المواقع الإباحية أو نحو ذلك فانتبه أن تكون مدعاة للشر وإذا كتب أحد الأشخاص ما يسيء إلى الآخرين وخصوصاً العلماء والدعاة والصالحين أن لا يشارك في صفحته ونصحه أن يقول حسنا وأن لا يشاركه في الفساد أو القيل والقال حتى لا يكون مشاركاً في المعصية. وكذلك أنصح الشباب والفتيات وجميع فئات المجتمع أن يستغلوا شبكات ووسائل التواصل الاستغلال الأمثل وأن يكونوا أصحاب بناء ولا يكونوا معاول هدم وأن يكتبوا كل ما فيه فائدة ومنفعة للأمة وأن يبتعدوا عن الفتن وتأجيجها فالفتنه نائمة لعن الله من أيقظها وأن يجعلوا مراقبة الله عز وجل نصب أعينهم ويحسبوا لكل ما يكتبونه ألف حساب.