صحافة

جام جم : متى يتخذ القرار النهائي؟

03 يونيو 2018
03 يونيو 2018

تحت هذا العنوان كتبت صحيفة “جام جم” مقالاً جاء فيه:

بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي قبل نحو شهر دخل الاتفاق في مرحلة حرجة بسبب تباين مواقف الدول المعنية، حيث أعربت كل من روسيا والصين عن اعتقادهما بضرورة التقيّد ببنود الاتفاق وتنفيذها، في حين أعربت الترويكا الأوروبية “ألمانيا وفرنسا وبريطانيا” عن اعتقادها بأهمية التوصل إلى اتفاق جديد لإنهاء هذه الأزمة.

وقالت الصحيفة إن حكومة الرئيس “حسن روحاني” باتت أمام تحدٍ حقيقي يحتم عليها اتخاذ إجراء قاطع بشأن الاتفاق النووي، خصوصا بعد أن شددت واشنطن الحظر على إيران ولم تحسم الدول الأوروبية موقفها من الاتفاق، لأن هذه الدول هي أيضاً أمام تحدٍ ومفترق طرقٍ من نوع آخر حيث يلزمها إمّا تنفيذ بنود الاتفاق للحفاظ على علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع طهران، أو الوقوف إلى جانب واشنطن لحفظ مصالحها الاستراتيجية معها في شتى المجالات.

وأشارت الصحيفة إلى أن الشعب الإيراني ينتظر من حكومته أن تتخذ القرار النهائي بشأن البقاء في الاتفاق النووي من عدمه لاسيّما وأن شرائح كثيرة من المجتمع كانت تعوّل في السابق على إمكانية رفع الحظر عن البلاد والدخول في مرحلة جديدة تمكنها من التخلص من القيود التي نجمت عن الحظر الذي أدى بدوره إلى تلكؤ الوضع الاقتصادي وحال دون تحقيق وعود الحكومة في العديد من المجالات. وأكدت الصحيفة على ضرورة عدم الانشغال بإلقاء اللوم على هذا الطرف أو ذلك فيما يتعلق بتعثر الاتفاق النووي، والعمل بروح الفريق الواحد لمواجهة هذا التحدي من خلال اتخاذ تدابير عملية تحفظ المصالح العليا للبلاد وتحقق تطلعات الشعب في شتى الميادين في نهاية المطاف. ورأت الصحيفة في المفاوضات الجارية مع الدول الأوروبية لإنقاذ الاتفاق النووي من الانهيار بأنها لا تبعث على التفاؤل خصوصاً وأن بعض المسؤولين الأوروبيين قد طالب صراحة ببحث برنامج إيران الصاروخي الباليستي ومواقفها تجاه المنطقة خلال المحادثات الرامية إلى إيجاد تسوية للاتفاق النووي. كما أكدت الصحيفة على أهمية وضع حدّ لحالة التردد التي تشوب المحادثات النووية مع الترويكا الأوروبية من خلال اتخاذ قرار حازم يضع النقاط على الحروف، معربة عن اعتقادها بأن بقاء هذا الوضع على ما هو عليه لا يخدم مصالح إيران ولن يحقق ما ورد في الاتفاق النووي لاسيّما ما يتعلق برفع الحظر. وختمت الصحيفة مقالها بالقول بأن الحلّ الأمثل للمشكلة النووية يكمن بتعزيز اللحمة الوطنية وتقريب وجهات النظر بين كافّة التيارات السياسية والإعلامية المؤثرة في الساحة الإيرانية وبدء صفحة جديدة من خلال دعم حكومة روحاني لتمكينها من اتخاذ القرار النهائي والمناسب فيما يرتبط بمستقبل الاتفاق النووي، وبما يخدم طموحات الشعب ويحول دون ضياع المزيد من الوقت الذي بدأ يضيق مع مرور الزمن.