صحافة

شرق : الدبلوماسية أم الحرب؟

03 يونيو 2018
03 يونيو 2018

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة “شرق” مقالاً فقالت:

سعت واشنطن منذ مدة طويلة إلى التحشيد الإعلامي والسياسي ضدّ البرنامج النووي الإيراني والذي تُرجم مؤخراً بإعلان الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” الانسحاب من الاتفاق النووي والتلويح بإمكانية شنّ الحرب ضد إيران إذا لم تستجب للشروط الأمريكية.

وتساءلت الصحيفة: إلى ماذا يهدف هذا التحشيد؟ وهل هناك إمكانية لاندلاع حرب واسعة النطاق في المنطقة على خلفية الأزمة النووية بين طهران والغرب؟ أم أن الأمر مجرد محاولة لاحتواء إيران وتطويقها خصوصاً فيما يرتبط بقوّتها الصاروخية الباليستية التي تعتبرها طهران جزءاً مهماً من منظومتها الدفاعية.

وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن هذه المؤشرات تدلل على أن واشنطن بصدد حثّ العواصم الأوروبية للوقوف إلى جانبها فيما يتعلق بالأزمة النووية مع طهران التي تؤكد من جانبها بأن الاستفادة من التقنية النووية للأغراض السلمية حق مشروع لها قد كفلته القوانين الدولية وفي مقدمتها نصوص معاهدة حظر الانتشار النووي “أن بي تي” وقرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأشارت الصحيفة إلى أن إيران تمكنت من مواجهة الضغوط المفروضة عليها في الكثير من المجالات طيلة عقدين من الزمن، وتمكنت أيضاً من تطوير برنامجها الصاروخي الباليستي باعتباره لا يتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي (2231) الذي سمح بإجراء هذه التجارب شريطة أن تكون الصواريخ غير قادرة على حمل رؤوس نووية، وهو ما تؤكد طهران الالتزام به، كما لم تعترض أي جهة مكلّفة بمراقبة تطبيق القرار المذكور على هذا الأمر، ما يعزز الاعتقاد بأن طهران تمتلك الاعتبار القانوني الدولي الذي يسمح لها بالاستفادة من التقنية النووية السلمية من ناحية، ويتيح لها من ناحية أخرى الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم محتمل. وخلصت الصحيفة إلى نتيجة مفادها بأن التورط بحرب عسكرية ضد إيران من قبل أي طرف خارجي أمر مستبعد للاعتبارات التي أشارت إليها سلفاً، فضلاً عن أن الأطراف الأخرى التي تقف بالضد من طهران لها حساباتها الخاصة التي تحول دون الدخول في هكذا مواجهة لأن نتائجها ستكون كارثية على الجانبين وستمتد آثارها إلى مناطق أخرى من العالم، وهذا ما يدعو كافّة الدول إلى التحرك بسرعة وجديّة لمنع وقوع الحرب بين إيران والغرب مهما كانت الدواعي أو المبررات خصوصاً وأن الطرق الدبلوماسية ما زالت متاحة لمعالجة الأزمة بين الطرفين.