1354738
1354738
العرب والعالم

المعلم يربط الدخول في المفاوضات حول جنوب سوريا بانسحاب الأمريكيين من المنطقة

02 يونيو 2018
02 يونيو 2018

مقتل 8 مدنيين في غارة للتحالف الدولي -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات-

ربط وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس دخول حكومته في مفاوضات حول جنوب سوريا الذي تسيطر الفصائل المعارضة على أجزاء منه بانسحاب القوات الأمريكية من منطقة التنف القريبة من الحدود العراقية والأردنية.

وأرسل الجيش الحكومي السوري خلال الاسابيع الماضية تعزيزات عسكرية إلى الجنوب، وألقى منشورات دعت الفصائل المعارضة إلى الموافقة على تسوية أو مواجهة عملية عسكرية.

وتزامنت التطورات مع دعوة روسيا كل من الأردن والولايات المتحدة إلى لقاء قريب لبحث مستقبل جنوب سوريا، كما تشاورت في المسألة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وتسيطر الفصائل المعارضة على أجزاء واسعة من محافظتي درعا والقنيطرة.

وقال المعلم في مؤتمر صحفي عقده في دمشق «نحن لم ننخرط بعد في مفاوضات تتعلق بجبهة الجنوب. لذلك قلت أن المؤشر هو انسحاب الولايات المتحدة من أراضينا في التنف».

وأضاف «لا تصدقوا كل التصريحات التي تتحدث عن اتفاق بشأن الجنوب ما لم تروا أن الولايات المتحدة سحبت قواتها من قاعدة التنف ويجب أن تسحب قواتها من قاعدة التنف»، موضحاً «عندما تنسحب الولايات المتحدة من التنف، نقول أن هناك اتفاقا».

وتابع «نحن نسعى في البداية لحل هذه المسألة بالطرق التي تعودنا أن نعمل بها وهي المصالحات، واذا لم تكن مجدية، لكل حادث حديث».

وتستخدم الولايات المتحدة قاعدة في منطقة التنف لتنفيذ عمليات ضد تنظيم (داعش). وكانت استخدمتها سابقاً لتدريب مقاتلين سوريين معارضين. وشهدت المنطقة العام الماضي مواجهات بين القوات السورية وتلك المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وحذرت الولايات المتحدة الشهر الماضي دمشق من القيام بأي نشاط يهدد «وقف إطلاق النار» في جنوب سوريا.

وتشكل أجزاء من محافظات درعا والقنيطرة في جنوب سوريا إحدى مناطق خفض التوتر التي نتجت من محادثات استانا برعاية تركية وإيرانية وروسية. واتفقت روسيا مع الولايات المتحدة والأردن في يوليو على وقف إطلاق النار فيها.

من جهة اخرى، أدان المعلم الاتفاق على «خارطة الطريق» الذي أعلنته واشنطن وأنقرة الشهر الماضي بشأن مدينة منبج (شمال) التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية، فصائل كردية وعربية مدعومة أمريكياً.

وهددت تركيا مراراً بشأن عملية عسكرية ضد المقاتلين الأكراد المدعومين أمريكياً في منبج على غرار الهجوم الذي سيطرت قواتها اثره على منطقة عفرين، ذات الغالبية الكردية.

وأكد وزير الخارجية أن وجود إيران في سوريا شرعي لأنه جاء بناء على طلب من الحكومة السورية بعكس وجود الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا التي دخلت دون إذن من الحكومة السورية. وقال المعلم إن سوريا دولة ذات سيادة وستقوم بالتعاون مع من تشاء في سبيل محاربة الإرهاب.

وقال المعلم: إن إسرائيل هي من روجت رواية التواجد العسكري الإيراني في الجنوب السوري، وكل التحركات تصب في خدمة هذا الهدف، موضحا أن هناك اتفاق فصل للقوات تم توقيعه عام 1974، وإسرائيل هي التي خرقت هذا الاتفاق عندما قامت وما زالت تشجع مجموعات إرهابية وغايتها في ذلك إقامة حزام أمني، وعندما فشلت في ذلك بدأت تتحدث عن قوات إيرانية.

كما نفى وزير الخارجية السوري، أي وجود عسكري إيراني في بلاده، يتعدى الدور الاستشاري وذلك بطلب من دمشق، مؤكدا أن ما يتم تداوله هو رواية إسرائيلية.

وأوضح المعلم، مستشارون إيرانيون يعملون مع الجيش الحكومي السوري، ولا وجود لقواعد عسكرية ثابتة مثلما تروج له إسرائيل. وأضاف الوزير المعلم إن وجود القوات الأمريكية في سوريا غير شرعي وينبغي عليها الانسحاب من منطقة التنف وأي أرض سوريا.

من جانبه ، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، إن المستشارين الإيرانيين سيواصلون دعمهم لسوريا، نافيا وجود أي مستشارين إيرانيين في جنوب سوريا، أو قيامهم بأي دور هناك.

وأعرب شمخاني في تصريح صحفي أمس، دعم طهران بقوة للجهود الروسية لإخراج المعارضين من المناطقة السورية المتاخمة للأردن. كما اعتبر ذلك خطوة إيجابية تصب في صالح استعادة الحكومة السورية المزيد من المناطق، التي كانت تحت سيطرة المعارضة المسلحة. وأكد أن الوجود الإيراني في سوريا يهدف لمحاربة الإرهاب، وجاء بطلب من الحكومة السورية، مضيفا أن إيران ستواصل تقديم دعمها الاستشاري لسوريا طالما بقيت الحكومة السورية تطالب بذلك. كما أوضح شمخاني أن الوجود الإيراني في سوريا قانوني وشرعي على عكس الوجود الأمريكي وبعض الدول الأخرى، مؤكدا أن إيران تعتبر أمن سوريا من أمنها القومي. واتهم المسؤول الإيراني إسرائيل بلعب دور مباشر في قتل المستشارين الإيرانيين في سوريا.

في سياق آخر، شن طيران «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة من خارج مجلس الأمن على قرية ذيب هداج جنوب شرق مدينة الشدادي بريف الحسكة الجنوبي ما تسبب في مقتل 8 مدنيين.

وذكرت مصادر أهلية من منطقة الشدادي أن طائرات التحالف استهدفت أمس الأول أهالي قرية ذيب هداج ما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص من عائلة عواد اللطيف عرف منهم محمد العودة وأخوه حبيب ووالدته.