1354716
1354716
العرب والعالم

المبعوث الأممي يصل صنعاء لإحياء مفاوضات السلام

02 يونيو 2018
02 يونيو 2018

الجيش: تمشيط مناطق ومقتل وجرح عشرات المسلحين -

صنعاء- «عمان»- جمال مجاهد - وكالات -

وصل إلى مطار صنعاء الدولي أمس «السبت» مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث والوفد المرافق له، للاجتماع مع ممثّلي جماعة «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام» الموالي للرئيس الراحل علي عبد الله صالح، في إطار المساعي الدولية الرامية للتوصّل إلى اتفاق سلام دائم وشامل ينهي الحرب الدائرة منذ أواخر مارس عام 2015.

ومن المقرّر أن يبحث غريفيث مع الأطراف اليمنية إطار عمل لاستئناف مفاوضات السلام، قبل تقديمه أمام مجلس الأمن منتصف الشهر الحالي.

ميدانياً :أعلنت قوات الجيش اليمني الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي في وقت مبكر أمس السبت، تمشيط مناطق وقتل وجرح العشرات من مسلحي جماعة أنصار الله ، في محافظة الحديدة، غربي البلاد.ونقل موقع الجيش اليمني (سبتمبر نت)، عن مصادر ميدانية قولها، إن قوات الجيش، توغلت في عمليات تمشيط في مديرية التحيتا حتى منطقة «المدمن» ومناطق شرقي منطقة الفازة وأنها تقترب من مركز المديرية.

وأضافت المصادر«تتواصل حتى الأثناء المعارك الضارية بين قوات الجيش، وما تبقى من عناصر المليشيا الحوثية، في مديرية الدريهمي، وتقترب من تحريرها بالكامل، تمهيدا للانطلاق صوب مطار الحديدة الذي تفصله عن قوات الجيش بعض الكيلومترات».

وأفادت المصادر أن«قوات الجيش تساندها مقاومة شعبية من أهالي إقليم تهامة أمنت مساحات واسعة على الخط الساحلي بعد مواجهات عنيفة مع ما تبقى من عناصر مليشيات انصار الله، في بعض الجيوب في تلك المناطق، وقطعت كافة خطوط الإمداد التي قد تشكل تهديدا مباشرا لها».

وأشارت المصادر إلى أن فرق هندسية مشتركة من قوات الجيش الوطني وقوات التحالف العربي، تعمل على نزع كميات هائلة من الألغام مختلفة الأشكال والأحجام ومتعددة المهام، من المناطق المحررة.وكشفت المصادر أن قوات أنصار الله، تكبدت خلال عمليات التمشيط وتأمين المناطق المحررة، عشرات القتلى والجرحى، علاوة على تدمير معدات قتالية لها بغارات مكثفة تشنها مقاتلات التحالف العربي بحرا وجوا.

وكانت القوات الموالية لهادي، مسنودة من طيران التحالف العربي، قد تمكنت من السيطرة على عدة مناطق في محافظة الحديدة، وباتت على مقربة من مركزها بمسافة تقدر بعشرين كيلومترا.

وتخشى وكالات الإغاثة من نشوب معركة كبرى سوف تؤدي أيضا لقطع شريان أساسي لحياة ملايين المدنيين.

وحث مسؤولون كبار بوكالات الإغاثة القوى الغربية التي تزود التحالف بالأسلحة ومعلومات المخابرات على دفع التحالف للعودة إلى المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة مع أنصار الله لوقف إراقة الدماء وإنهاء الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات.

وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيجلاند لرويترز «القوات البرية للتحالف تقف على أعتاب تلك المدينة الساحلية المحصنة والمليئة بالألغام... آلاف المدنيين يفرون من مشارف الحديدة التي أصبحت الآن منطقة معارك».

وأضاف «لا يمكن السماح بحرب في الحديدة. سيكون الأمر مثل نشوب حرب في روتردام أو انتويرب تلك هي المدن التي يمكن مقارنتها في أوروبا».

وقال مسؤول إغاثة آخر طلب عدم ذكر اسمه إن من المعتقد أن قوات من الإمارات ومن الحكومة اليمنية تقود قوات التحالف التي تحتشد جنوبي المدينة التي يقطنها 400 ألف نسمة.

وفي الأسبوع الماضي حث مارك لوكوك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ التحالف الذي يسيطر على الموانئ اليمنية على إسراع وتيرة دخول واردات الغذاء والوقود. وحذر من أن هناك عشرة ملايين يمني آخرين قد يواجهون خطر المجاعة بنهاية العام إضافة إلى 8.4 مليون يعانون بالفعل من نقص حاد في الغذاء في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وقال روبرت مارديني مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر لشؤون الشرق الأدنى والأوسط لرويترز «ما يطلق عليها المعركة الكبرى في الحديدة تقترب منذ 18 شهرا وشهدت تقلبات، إنها منطقة عالية الكثافة السكانية حيث سيتسبب أي سيناريو عسكري على الأرجح في خسائر بشرية ضخمة».

ويستورد اليمن 90% من غذائه وتدخل أغلب الواردات من الحديدة حيث يقوم مفتشون من الأمم المتحدة بتفقد الشحنات للتأكد من عدم دخول أسلحة.

وقال مارديني «يظل (الميناء) شريان حياة للشمال الذي يعيش فيه 70% من اليمنيين. الأمر يتعلق بالحاجة إلى وجود واردات تجارية»

وأضاف «على الرغم من كل الإجراءات التي يطبقها التحالف لتحسين وصول الواردات إلا أن ما يصل إلى الحديدة لا يفي مطلقا بالاحتياجات».

وطالب إيجلاند القوى الغربية، بقيادة بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، وإيران على المساعدة في تجنب الكارثة وقال «الموقف يحتاج بشدة إلى دبلوماسية نشطة من الجانبين». وأضاف «نحن في سباق مع الزمن لنحصل على إمدادات كافية عبر الحديدة وهو أمر بالغ الصعوبة بالنظر إلى القيود المشددة المستمرة من التحالف على الوقود والواردات الأخرى ، نشوب الحرب سيعني عدم دخول أي شيء».