صحافة

الرومانية: هـجـرة متـنـامـيـة للأيـدي العامـلـة

02 يونيو 2018
02 يونيو 2018

تناولت جريدة «زيارول فاينانشال» الرومانية موضوع نتائج دراسة رسمية إحصائية، تمَّت عام 2017، وصدرت نتائجها عن مكتب الإحصاءات في الاتحاد الأوروبي، يوروستات، ونُشِرت يوم الثلاثاء الماضي، وهي تفيد أنَّ حوالي 20 % من الرومانيين يعملون في الخارج، أي أنَّ خمس الشعب الروماني يعمل خارج بلاده. إنَّه رقم قياسي في أوروبا عامة حيث إنَّ 4 % من العاملين في كل دولة، يعملون خارج أوطانهم. بنتيجة هذه الدراسة الإحصائية، يشير بعض المراقبين والمحللين، إلى أن الرومانيين المهاجرين لن يعودوا أبدا من أجل العمل في بلادهم. الجريدة الرومانية تعتبر في هذا السياق أن تحسين القدرة الشرائية قد يكون أحد الحلول الناجحة من أجل وقف هجرة الأيدي العاملة الرومانية أو بالأحرى هذا النزوح المهني المشبَّه بالهجرة المهنية الجماعية. الناس يرحلون عادة لأنهم لا يجدون عملا في إطار مساحة دائرية تتراوح ما بين 1 و100 كيلومتر من مقرات إقامتهم. وفي رومانيا بالتحديد، العامل المهاجر يتقاضى في دول غرب أوروبا، خمسة أضعاف ما يتقاضاه العامل الذي يعمل في وطنه، مع العلم أنَّ أسعار السلع الغذائية يتشابه بالمستوى تقريبا في كل أنحاء أوروبا. هذه هي الأسباب التي تجعل العامل الروماني يرحل عن بلاده ويهجرها. إنَّ الجيل الأول من المهاجرين الرومانيين كان يُطلَقُ عليه اسم «مهاجري قطاف الفراولة» وهذا الجيل عاد قسم كبير منه إلى بلاده والغالبية العائدة كانت من فئة العمال غير المتخصصين أو غير المؤهلين مهنيا. هؤلاء كانوا يعملون في الخارج من أجل كسب المال ثمَّ يعودون إلى بلادهم من أجل بناء مسكن على الطريقة الغربية. لكن سرعان ما بدأت الهجرات المتخصصة وأخذ المؤهلون علميا وأصحاب الكفاءات يهاجرون وهم يشكلون اليوم قسما مهما من المواطنين المهاجرين من رومانيا، وعدد ضئيل منهم سوف يعود إلى وطنه. إن استيعاب الأيدي العاملة في الدول عامل طبيعي ينجم عن الفروقات في مستويات المعيشة، والهجرة الجماعية تشبه إلى حدٍ بعيد تفاعلاً طبيعيا فيزيائيا كالغاز المضغوط الذي ينتشر في الفضاءات الخالية.