907543
907543
روضة الصائم

لقاء متجدد :أهم العبادات (7)

01 يونيو 2018
01 يونيو 2018

أحمد بن حمد الخليلي -

المفتي العام للسلطنة -

التأخر عن الصفوف الأولى في الجماعات يؤدي إلى اضطرار الآتين من بعد إلى تخطي الرقاب مع أنه مشدد فيه:

كثيرا ما نرى المبكرين إلى الجمعة يتركون الصفوف الأولى، ويتنافسون على الصف في مؤخرة المساجد، ويبقى الفراغ في الصفوف الأولى، فإذا امتلأت المؤخرة لم يجد الناس مكانا للصلاة إلا أن يتقدموا إلى الأمام، حيث ترك الفراغ، فيضطرون إلى تخطي الرقاب، وهو منهي عنه، بل شدد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن عبد الله بن بسر، قال: كنت جالسا إلى جانبه يوم الجمعة، فقال: جاء رجل يتخطى رقاب الناس، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أي اجلس فقد آذيت»، وعن «جابر بن عبدالله -رضي الله تعالى عنه- أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب، فجعل يتخطى الناس، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «اجلس، فقد آذيت وآنيت»، وعن الحسن مرسلا أن رجلا جاء يتخطى رقاب الناس والنبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب فلما قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- خطبته وصلاته قال: يا فلان أجمعت اليوم قال: أما رأيتني يا رسول الله قال: «قد رأيتك وآذيت وآنيت»، و«عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يخطب يوم الجمعة، فدخل رجل يتخطى رقاب الناس، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يبطئ أحدكم، ثم يتخطى رقاب الناس ويؤذيهم». فقال: ما زدت على أن سمعت النداء فتوضأت. قال: «أو يوم وضوء هو؟»، وروي بسند ضعيف عن «عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي عن أبيه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ويفرق بين الإثنين بعد خروج الأمام كالجار قصبه في النار»، و«عن أبي هريرة أنه كان يقول لأن يصلي أحدكم بظهر الحرة خير له من أن يقعد حتى إذا قام الإمام يخطب جاء يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة».

ولو أن المبكرين إلى الجمعة أخذوا بالسنة في ملء الصفوف الأولى لما كان داع لمن أتى من بعدهم أن يقع في مخالفة السنة بتخطي الرقاب، ولكن الجهل بالسنة هو الذي أدخل الناس في هذه المضايق.