1350204
1350204
روضة الصائم

«حارات ضبعين وبات والأكيهف والزهيمي ومجهل».. شواهد تاريخية في لوى

01 يونيو 2018
01 يونيو 2018

تعاني من الهجران حاليا إلا أن الحياة الزراعية تدب فيها -

لوى :عبدالله بن سالم المانعي -

في ولاية لوى بمحافظة شمال الباطنة تكثر الحارات القديمة بالقرى الجبلية التي تمثل امتدادا لقرية فزح باتجاه الغرب حتى مشارف حدود الولاية المتاخمة مع ولاية محضة التابعة لمحافظة البريمي.

الحارات مثلت حقبة من الزمن الماضي وكانت عبارة عن بيوت مبنية من الطين والجص والحجارة بالإضافة إلى بعض الأبراج التي كانت قديما تستخدم لصد الغزاة وكذلك دور المساجد التي كانت لأداء الصلوات.

وتميزت تلك الحارات بهندسة تشييد فريد من نوعها راعت احتياجات الأسر وتوافرت فيها فتحات التهوية العلوية والنوافذ المصنوعة من الحديد والخشب

وتتجلى روعة التصميم في أبواب تلك البيوت وهي مبطنة بالزخارف من الخارج والداخل ودلت الشواهد على تلك الحارات على وجود حياة فعلية في حقبة مضت

وكان الإنسان في لوى قد تكيف مع ظروف الطبيعة القاسية في برد الشتاء وحرارة الصيف وعمل على تهيئة المدرجات وسط الصحراء القاحلة التي استخدمها في الزراعة ومهد الطرق الترابية الموصلة إلى تلك الحارات كما وفر البيئة المناسبة لتربية المواشي على اختلاف أنواعها واستخدم الحمير والجمال كوسيلة للتنقل واستعان بأيد وطنية في تشييد تلك الحارات.

مشهد رائع

مشهد الحارات القديمة يتجلى في قرى ضبعان وبات والأكيهف والزهيمي ومجهل والأخرى المتاخمة لها وباتت تلك الحارات تعاني من الهجران حاليا لكن الحياة الزراعية تدب فيها عبر زراعة أصناف من الخضروات المتمثلة في البصل والثوم وأشجار المانجو والموز والزيتون المحلي وتعانق أشجار النخيل هامات السماء في مشهد بديع ورائع.

ويقطن بيوت تلك الحارات بعض العمال الذين يعملون في الزراعة وتربية الثروة الحيوانية.

أما عن حال أهلها فقد هجروها وانتقلوا إلى أماكن تتوافر بها خدمات التنمية كالطرق والكهرباء والاتصالات وإلى مواقع أقرب كي ينهل أبناؤهم من التعليم وكي يتمكنوا من التوجه إلى مركز الولاية للتسوق وشراء احتياجاتهم اليومية والاستفادة من خدمات المؤسسات الحكومية.

الواقع في تلك القرى يحكي عن وجود بعض الأضرحة لعلماء وأماكن أثرية ومقابر كبيرة لدفن الموتى.

وفي ضبعين يتخذ برجها الشاهق فوق الجبل معلما تراثيا يمكن للزائر مشاهدة الوادي من الأعلى والفلج والمزارع وبقيت تلك الحارات متحدية عوامل التعرية القاسية ومنها ما اندثر وأصبح أثرا بعد عين

وتتواجد البحيرات الكبريتية الحارة التي تخرج من الجبل وتصب في مجرى الوادي

اهتمام

الحارات والأماكن في تلك القرى باتت تشكل معالم سياحية تحتاج إلى اهتمام وترميم لتبقى شاهدة على حقبة زمنية رائعة حيث يجد الزوار متنفسا جميلا بين المياه والزراعة والتعرف على هندسة البناء التي كانت متميزة في وقت انعدمت فيه وسائل البناء الحديثة.

ومن هنا فإن الالتفات لتلك الأماكن وتهيئتها سياحيا أصبح ضرورة حتمية.