العرب والعالم

الأمم المتحدة: تصاعد حدة القتال في مدينة درنة

31 مايو 2018
31 مايو 2018

إحباط هجوم مسلح بجنوب ليبيا -

عواصم- (وكالات): قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أمس: إن القتال في مدينة درنة الليبية تصاعد، مع غارات جوية وقصف لمناطق سكنية واشتباكات ضارية على الأرض.

وأضاف المكتب في تقرير، وصف العنف هناك بأنه «غير مسبوق»، أن هناك نقصا حادا في المياه والطعام والدواء، وأن الكهرباء والمياه مقطوعتان بالكامل عن سكان المدينة الذين يبلغ عددهم 125 ألفا.

ويحاصر الجيش الوطني الليبي مدينة درنة الواقعة في الشرق منذ يوليو 2017. ويعارض قائد الجيش الوطني خليفة حفتر الحكومة المعترف بها دوليا ومقرها في الغرب.

وتقع درنة على الساحل على بعد 270 كيلومترا تقريبا من الحدود مع مصر. وهي المدينة الكبيرة الوحيدة في شرق ليبيا خارج سيطرة الجيش الوطني الليبي.

وقال تقرير الأمم المتحدة «أعلن الجيش الوطني الليبي أنه يسيطر الآن على المداخل الشرقية والغربية للمدينة... والمناطق المحيطة التي تشهد اشتباكات».

وتحاول قوات حفتر انتزاع المدينة من ائتلاف يضم مقاتلين محليين وإسلاميين يعرف بمجلس شورى مجاهدي درنة أو قوة حماية درنة.

ويقول حفتر إنه يحاول تخليص ليبيا من تهديد المتشددين الإسلاميين. ويتهمه منتقدون بوصف كل معارضيه بأنهم «إرهابيون» في إطار سعيه لتوسيع سلطاته.

وقال تقرير الأمم المتحدة إن الجيش الوطني الليبي أعلن يوم الثلاثاء أنه سيطر على أعلى منطقة في درنة، وأعلنت قوة حماية درنة بعدها انسحابها من المنطقة الصناعية في المدينة.

وأضاف التقرير «أفادت مصادر ليبية أن قوة حماية درنة تتخذ مواقع الآن وسط البنية الأساسية المدنية في المناطق السكنية، خاصة في مركز المدينة، وقيل إنهم يرتدون ملابس مدنية»، وأشار التقرير إلى أن المدنيين ممنوعون من مغادرة المدينة.

واقتصرت حملة الجيش الوطني الليبي إلى حد كبير على ضربات جوية وقصف متفرق حتى الشهر الجاري. وقالت الأمم المتحدة إن قصفا عشوائيا أدى لمقتل خمسة مدنيين على الأقل بينهم طفلان منذ 22 من مايو. ونفذت مصر، التي تدعم الجيش الوطني الليبي، أيضا ضربات جوية في درنة مستهدفة ما قالت إن معسكرات تدريب ترسل متشددين إلى مصر لشن هجمات. ويقول الجيش الوطني الليبي إن خصومه في درنة مرتبطون بتنظيم القاعدة.

وقالت الأمم المتحدة إن درنة لم تشهد دخول أي مساعدات منذ منتصف مارس، فيما عدا مواد تستخدم في الغسيل الكلوي وأدوية دخلت في وقت سابق هذا الأسبوع.

من جهة أخرى، قال الناطق الرسمي باسم الكتيبة 116 الليبية علي عبدالجليل، إن مجموعات مسلحة يُعتقد بأنها تابعة للمعارضة التشادية، وسرايا الدفاع عن بنغازي، شنت هجوما على قاعدة «تمنهنت» شمال مدينة سبها جنوب غرب ليبيا.

وأوضح عبد الجليل -في تصريح لوكالة الصحافة الليبية، امس، أن «الهجوم شنه المسلحون في الساعات الأولى من صباح امس، مستهدفين البوابة الأمامية للقاعدة بسيارات مصفحة، وأن «الاشتباكات دارت بشكل متواصل حتى الساعة العاشرة تقريبا، حيث تمكن الجنود من طرد المسلحين، بعد تدخل سلاح الجو الليبي».

وأشار إلى أن الهجوم كان مشابها للذي استهدف قاعدة براك الشاطئ في العام الماضي، إلا أن العسكريين تمكنوا من التصدي له بشكل جيد بعد أن نظموا صفوفهم، وتمكنوا من طرد المهاجمين خارج القاعدة، مضيفا تمكنهم من تدمير عربتين مسلحتين للمهاجمين.

وذكر عبد الجليل أن «المعلومات الأولية تشير إلى أن المسلحين موجودون في مشروع النخيل، ويقوم الجيش بملاحقتهم والتعامل معهم»، وأكد أن «القوات المسلحة تسيطر بشكل كامل على منطقة تمنهنت وعلى القاعدة، معلناً فقدان جنديين خلال الهجوم، لا زال مصيرهما مجهولاً». ولفت إلى أن تغطية الهاتف النقال مقطوعة في المنطقة القريبة، وهو ما قد يمنع التواصل مع الجنديين المفقودين.

من جهة أخرى، وصف رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني القائد الأعلى للجيش الليبي فائز السراج لقاء باريس بأنه«حدث مهم جاء وسط زخم دولي مؤيد وداعم لمسار التوافق في ليبيا».

وقال السراج إن اللقاء بعد بداية يجب البناء عليها، مشيراً إلى أن تنفيذ بنود البيان الذي تم الاتفاق عليه ليس سهلاً في ظل وجود تحديات تحتاج إلى جهد وصدق جميع الأطراف وموقف دولي موحد وداعم.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها السراج امس بديوان رئاسة الوزراء في طرابلس بعد استقباله قائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) الجنرال «توماس والدهاوسير»، والقائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لدى ليبيا «ستيفاني ويليامز»، وعدد من مسؤولي السفارة.