1347849
1347849
روضة الصائم

أمراض القرنية والتي بين العينية والقرنية.. صفتها وعلاجها

31 مايو 2018
31 مايو 2018

عرض: سيف بن سالم الفضيلي -

برع العمانيون في مختلف فنون العلم وتخصصاته -بفضل الله تعالى- فلم يكونوا بمنأى عن كل فن من فنونه فبرزت مواهبهم فيها واستطاعوا تطويع هذه الفنون في خدمة الإنسانية فكان منهم الإبداع والإنتاج الغزير.

من بين تلك الفنون التي برعوا فيها (الطب الشعبي) الذي مارسوه عمليا وتعاملوا مع الأعشاب المختلفة التي تزخر بها عمان المباركة وعرفوا أسرارها وما تحتويه من فوائد عظيمة لعلاج كثير من الأمراض التي ابتلى الله تعالى بها بعض عباده، فكان لهؤلاء الرجال يقين حقيقي أنه (لا يوجد داء إلا وجعل الله له دواء) وهو يقين ينم عن إيمان وثقة بالله تعالى انه هو الشافي والمعافي وانه على كل شيء قدير..

مما اخترناه لك قارئنا الكريم من خلال ملحق (روضة الصائم) هذا العام وبالتعاون مع دائرة المخطوطات بوزارة التراث والثقافة عرض مجموعة من الفصول من مخطوط (منهاج المتعلمين) لمؤلفه الطبيب الشيخ راشد بن عميرة بن هاشم العيني الرستاقي العماني.

وهذا المخطوط تم نسخه (كما جاء في المخطوط) على يد الفقير لله عبده شوين بن محمد بن هلال الرمحي العيني الرستاقي في نسخة لنفسه والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ولا حول إلا بالله العلي العظيم..

لنتعرف سويا على ما ساهم به الأجداد في مضمار الطب الذي يعتبر من أهم المضامير التي يحتاجها الإنسان لحمايته من الآفات التي تعترضه وتؤثر على حياته وسبيل إنتاجه وعطائه.

حلقة اليوم عن (أمراض القرنية والأمراض التي بين العينية والقرنية)؛ أما الأثر والبياض (وهي من أمراض القرنية) فأجود له التوتيا الهندي والنحاس المحرق وخرو الضب وخرو العصافير وخرو الخطاطيف معدونا بعسل. أو بعر الضب وزعفران مر وسكر أقلام وبعر العفاف ومرارة غراب؛ يسحق الجميع بماء ورق العوسج إلى أن يصير مثل الغبار ويحط فيه بريهيو ويذّر في العين.

أو توتيان وقشر بيض النعام ودم الأخوين من واحد سهم، سحاب وشبه حريرية محرّقة وسكر أقلام من كل واحد نصف سهم؛ يدق السكر وحده وتدق الأدوية وحدها وتسقى الأدوية بماء ورق العوسج مرتين أو ثلاثا ثم ينخ ويخلط فيه السكر مدقوق ويكتحل به فإنه مجرب.

أما (الأمراض التي بين العينية والقرنية) وهي الخيالات عن الماء والخيالات عن بخار المعدة. أما الماء ألوانه أحد عشر لونا والذي يصلح منها للقدح وهو الذي يشبه الهواء. ومنه يشبه لون الزجاج وهو قريب يصلح للقدح وباقي أجناسه لا تصلح للقدح.

ومما يستدل به أنه جيد القوام الصالح للقدح أن تقيم العليل بين يديك بحذا الشمس وتفرك الجفن على العين وتفتحها فإن رأيت الماء له حركة قليلة وتعرض قليل ثم يرجع إلى شكله الذي هو عليه، فهو يصلح. ودلالة أخرى؛ أن تقيم العليل بحذاء الشمس وتأمره أن يغمض عينيه وتثبت على الأخرى بأصبعك وتأمره يفتح عينيه بغتة فإن رأيت حدقتها تتسع من وراء الماء علمت أنها إن قدحت أنجب وأبصر وإن كانت لا تتسع في تغميض الأخرى ولا تتحرك عند فرك اليد فإن الماء قد جمد كثيرا فلا يفعل فيه المهت شيئا وعلى أن العصبة النورية مسدودة فلا يتعرض له.

وينبغي أن تسأل المريض هل يرى ضوء الشمس والسراج. فإن كان يرى ذلك وكان له حركة قليلة فإنه يصلح وان كانت حركته كثيرة وتتبدد كثيرا فإنه لم يكمل فلا تعالجه حتى يكمل.

وان كان على ما ذكرت لك من قلة الحركة وكان يرى ضوء الشمس ولم يكن تقدمه وجع ولا صولان؛ فيعالج بما أذكره.

وله أدوية أن لم يكن قد تكامل في ابتدائه وعلامة ابتدائه أن يرى خيالات إما شبه ذباب أو بق أو دخان أو شعر أو شبه أشعة الكواكب إذا انتفضت. فتؤخذ عند ذلك عشرة مثاقيل توتيان تغلى بماء اللومي خمس مرات كل مرة ما يغمره ثم تغسله ويوضع معه مثقال راسنج ونصف مثقال ملح ذكر وربع مثقال فلفل ويسقى مرائر الغراب وماء الميبة ويسقى به مرتين أو ثلاثا وينخل ويكتحل به.

ويتجنب المالح والحامض والجفاء والأطعمة الرديئة وكثرة البقول ويتعاهد الحناء في اليدين والرجلين فإن كان قد تكامل مع الشروط المذكورة فيقدح.

وأما (الخيالات عن بخار المعدة) وسببها بخارات تتراقى من المعدة إلى الدماغ وعلامتها كعلامات الخيالات عن الماء غير أنها تخف عند خلو المعدة من الطعام وتزيد بامتلائها ويكون ثقب العين صافيا. وعلاجه تنظيف المعدة بحلول وتكحل العين بما يقوي كالأغبر. فإن كان الدماغ متألما فتضمد الأصداغ بما يقبض ويبرّد ويشم الصندل وماء الورد ولا يكحل العين ويلطف التدبير.